جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها، أمس الجمعة، خلال الفعالية التي تم تنظيمها في القصر الرئاسي إحياءً لذكرى القتلى الذين سقطوا أثناء تصديهم للمحاولة الانقلابية، وبحضور كل من رئيس الوزراء بن علي يلدرم ونوابه وعدد من الوزراء وأهالي القتلى والجرحى الذين تصدوا للانقلاب.
وقال أردوغان: "أسحب جميع الدعاوى المرفوعة على كل من أساء لي وأعفو عنه، وأنا أدعو الشعب، وعلى رأسه الساسة، ليتصرفوا بهذا الشكل في هذه الفترة الحساسة"، مستدركاً في الوقت نفسه، بالقول "علينا أن نحاسب الانقلابيين وداعميهم داخل تركيا وخارجها ليس سعياً وراء الانتقام ولكن سعياً للعدالة".
وشكر أردوغان أحزاب المعارضة على موقفها الموحد ضد المحاولة الانقلابية، التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الحالي، قائلاً: "إن حزب الشعب الجمهوري والحركة القومية وحزب العدالة والتنمية وقفوا معاً جسداً واحداً دفاعاً عن الديمقراطية، وأود أن أشكر رؤساء هذه الأحزاب مرة أخرى، إن عدم وجود أي قائد حزب اتخذ موقفاً مؤيداً للانقلاب، أمر يمنح الأمل بالثقة بمستقبلنا".
وشدّد على أن مدبري الانقلاب سينالون جزاءهم، موجهاً انتقاداً شدداً للدول الغربية على موقفها من المحاولة الانقلابية ودعمها للانقلابيين، قائلاً "على واشنطن والغرب بصفة عامة أن يستفيقوا وألا يدافعوا عن هؤلاء الانقلابيين الخونة".
وقال الرئيس التركي أيضاً: "إنها عملية إرهابية (...)، وإذا شهد الغرب عملية إرهابية (ذهب ضحيتها) أربعة أو خمسة أشخاص فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها"، مضيفاً: "في بلادنا حصلت محاولة انقلابية أدت إلى مقتل 237 من أبنائنا وجرح ألفين و191 آخرين، ليقوم علينا أحدهم بينما نحن لازالنا في العزاء ويغدق علينا النصائح، وأنا أقول له احتفظ بهذا العقل لك".
وتابع أردوغان: "إن كنتم تؤمنون حقاً بالنظام البرلماني الديمقراطي الحر لكنتم أتيتم وزرتم برلماننا الذي تعرض للقصف من قبل الانقلابيين، ولكن الذين عبروا عن قلقهم من حالة الطوارئ قبل أن يدينوا الانقلاب فقد عبروا عن مدى صدقهم".
ووصف أردوغان حركة فتح الله غولن، المتهمة بالتخطيط للانقلاب، بـ"فيروس السرطان"، وقال: "إنهم مثل فيروس السرطان، لقد تغلغلوا في جسد الدولة، ونحن نعمل على استئصال ذلك الفيروس وسنقوم بتطهير مؤسسات الدولة منه". واستطرد: "إذا بقي هذا البلد رهين هؤلاء فإنه سيضيع.. علينا أن نطهر بلدنا من أولئك الخونة".
وأشار إلى أن محاولة الانقلاب الأخيرة تختلف عن سائر الانقلابات، موضحاً: "لم تستهدف الحكومة أو الإدارة، بل استهدفت الأمة بأكملها، لقد كانت حملة احتلال لبلادنا".
وعن الدعوات الشعبية لتنفيذ حكم الإعدام بحق الانقلابيين، قال أردوغان: "نحن دولة يديرها نظام برلماني ديمقراطي، وفي ما يخص المطالب بتنفيذ حكم الإعدام، فسيتم حملها إلى البرلمان. مطلب الأمة بإعدام الانقلابيين سيتم نقله إلى البرلمان، لتتم مناقشته ويتخذ الخطوات المناسبة".
وشدّد أردوغان على استمرار القوى الأمنية بمكافحة المنظمة الانفصالية، في إشارة إلى حزب "العمال الكردستاني".