وقالت الكتيبة، على صفحتها على "فيسبوك"، إنّه جرى تنسيق بينها وبين السفارة الإيطالية ومستشفى صبراته، لنقل ثلاث شحنات من المساعدات الطبية، قادمة من حكومة روما إلى المدينة، مشيرة إلى وجود اتصالات بينها وبين الجانب الإيطالي.
وزارة الدفاع - كتيبة الشهيد أنس الدباشي - صبراتة Friday, 18 August 2017" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وكانت وسائل إعلام غربية، من بينها وكالة "أسوشييتد برس"، وصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قد أكدت، أول من أمس الإثنين، أنّ الجانب الإيطالي عقد اتفاقاً مع مليشيات تهريب البشر في صبراته، بالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية، من أجل وقف تدفق المهاجرين.
وكشفت ذات الجهات الإعلامية، أنّ هذه المليشيات تلقّت أموالاً بلغت خمسة ملايين دولار، دفعها لها المجلس الرئاسي، لقاء التزامها بوقف نشاطها في تهريب البشر، والعمل على منع مجموعات مسلحة أخرى من ذات النشاط على سواحل المدينة.
الخبر الذي نفته السفارة الإيطالية في ليبيا، الإثنين، مؤكدة أنّ دولة إيطاليا لا تتفاوض مع المهرّبين، أكدته مصادر مقرّبة من المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية.
وكشفت المصادر، لــ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "اللقاءات جرت بحضور أمراء كتيبة أنس الدباشي، والكتيبة 48، وعناصر من جهاز المخابرات الإيطالي، وبمشاركة رئيس جهاز الحرس الرئاسي، ورئيس الإدارة العامة للهجرة غير الشرعية التابعتين للمجلس الرئاسي، بمقر مصفاة النفط بمدينة الزاوية، أواخر يوليو/ تموز الماضي، بينما أُبرم الاتفاق مطلع أغسطس/ آب الجاري".
وأفادت المصادر، بأنّ المجلس الرئاسي، وعبر وزارة الدفاع، تعهّد بدفع رواتب عناصر الكتيبتين التابعتين رسمياً لها، بالإضافة لدعمها بآليات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وقوارب لتضطلع بدورها في منع تدفق المهاجرين".
وأكد المصدر، أنّ الدعم الذي تلقّته الكتيبتان، منذ منتصف الشهر الجاري، هو السبب الرئيس وراء تراجع أعداد المهاجرين في الآونة الأخيرة، والذي أعلنت عنه البحرية الليبية، في أكثر من مناسبة.
ونقلت "أسوشييتد برس"، عن مسؤولين أمنيين بالمنطقة، امتعاضهم الشديد من إجراء حكومة "الوفاق الوطني" والجانب الإيطالي هذا، معتبرين أنّ منح المليشيات أموالاً وقوارب وأسلحة يعني زيادة ثراء أمراء هذه المليشيات وتقويتهم.
بدورها، لم تخف كتيبة "أنس الدباشي" الاتفاق مع الجانب الإيطالي وحكومة "الوفاق الوطني"، ووصفته بأنّه "أشبه بالهدنة".
وفي الوقت عينه، هدّدت الكتيبة، بشكل غير مباشر، بعودة نشاطها إذا قطع عنها التمويل، وقالت على صفحتها على "فيسبوك"، "إذا توقّف الدعم لن تستطيع الكتيبتان الاستمرار في عملهما، مما يعني عودة التهريب مرة أخرى".
وبحسب مصادر "العربي الجديد" داخل صبراته، فإنّ المدينة تعيش على وقع انقسام كبير بين مؤيدي هذا الاتفاق ورافضيه، ومن بينهم المجلس البلدي للمدينة الذي عبّر عن تخوّفه من تقوية المليشيات، وإمكانية عودة نشاطها في أي وقت.