هذا ما أكده مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية والبيت الأبيض والكونغرس، حاليون وسابقون، لصحيفة "نيويورك تايمز"، راسمين صورة عن رئيس أميركي أصبح لديه "فكرة سيئة" عن وزير دفاعه، كما أنه بدأ في العام الثاني لولايته يبتعد أكثر عن مساعديه للأمن القومي، بعدما شعر بثقة أكبر بنفسه، كقائدٍ أعلى للبلاد.
وقال المسؤولون إن ترامب بدأ يفكر في ما إذا كان يجب أن يأتي بوزير دفاع أكثر ولاء له من ماتيس.
وبحسب الصحيفة، فقد عارض ماتيس عدداً من قرارات الرئيس، منها رفضه طلباً للبيت الأبيض، بمنع عائلات الجنود المنتشرين في كوريا الجنوبية من مرافقتهم، خشية أن تنظر بيونغ يانغ إلى هذا القرار كمقدمة للحرب.
وقالت "نيويورك تايمز" إنه خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط وجد ترامب وماتيس نفسيهما على خلاف حول سياسة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وما إذا كان يجب استئناف المناورات العسكرية على نطاق واسع مع سيول، وبشكل غير علني، ما إذا كان انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران قد أظهر فاعليته.
أما تعيين ميرا ريكارديل نائبة لمجلس الأمن القومي، في وقت سابق من العام الحالي، رغم تاريخها من الخلافات مع ماتيس، فترافق مع تأكيدات جديدة من "الجناح الغربي" في البيت الأبيض، بأنه قد يطلب من وزير الدفاع الحالي مغادرة منصبه مباشرة بعد الانتخابات النصفية.
وبحسب المساعدين والمسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة، فإن ماتيس نفسه أصبح مرهقاً بسبب الوقت الكبير الذي يمضيه في مواجهة ما يصفه مسؤولون في وزارة الدفاع بـ"النزوات المتقلبة لرئيس عصبي".
ورأت الصحيفة أن مصير ماتيس، يكتسب أهمية بالغة، لأن وزير الدفاع الحالي ينظر إليه بشكل واسع، من قبل الدول الحليفة للولايات المتحدة، وكذلك خصومها، وأيضاً من قبل منظومة الأمن القومي التقليدية في أميركا، باعتباره المسؤول الوزاري الذي "يقف بين رئيس زئبقي والاضطراب العالمي"، حسب "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة نفسها إن كتاب بوب وودوارد الذي ذكر أن ماتيس قلل من ذكاء الرئيس، يضاف إليه المقال "المجهول" الذي نشرته "نيويورك تاميز" وقالت إن كاتبه مسؤول من داخل إدارة ترامب، قد أججا الشعور لدى الأخير برغبته في أن يكون محاطاً بـ"مخلصين يشبهونه في التفكير".
وبحسب مساعدين اثنين تحدثا للصحيفة، فإن ترامب يريد من وزير دفاعه أن يكون أكثر ولاء مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، ولكن بحسب رأيهم، فإن دفع ماتيس للتخلي عن مواقفه التي تتجرد من السياسة سيكون مستحيلاً. كما أضافوا أن ماتيس تهرب من طلبات عدة من البيت الأبيض للظهور على شبكة "فوكس نيوز" لمدح أجندة الرئيس.
وتختم الصحيفة بالتنبيه إلى أن التخلي عن ماتيس سيكلف ترامب ثمنا. فماتيس يحظى باحترام كبير من قبل القطاع العسكري الأميركي. أما بالنسبة للمعجبين به الآخرين، وهم الديمقراطيون وجمهوريو "الاستبلشمنت"و حلفاء الولايات المتحدة، فترامب لا يهتم كثيراً بهم. كما أن "الجمهوريين المعتدلين، الذين يحتاجهم الرئيس الأميركي في عام 2020، فيبدو أنهم يثقون بماتيس كثيراً، وطرده قد يؤثر على علاقة ترامب بهذه الكتلة الانتخابية المهمة".