وعطلت روسيا والصين مشروع إعلان لمجلس الأمن الدولي اقترحته الولايات المتحدة، يهدف إلى تقديم "دعم كامل" للبرلمان الفنزويلي بقيادة المعارض خوان غوايدو، بحسب ما أفاد دبلوماسيون، لـ"فرانس برس".
ونصّ مشروع القرار على إلزام البرلمان الفنزويلي إعادة الديمقراطية ودولة القانون، مع الإشارة إلى عدم شرعية الانتخابات الأخيرة في فنزويلا والتنديد بلجوء قوات الأمن إلى القوة ضد المتظاهرين.
وشطبت روسيا فقرات الإعلان بدعم من الصين. وقال مصدر دبلوماسي إن مشروع الإعلان تم دفنه، في حين طلب مشروع قرار روسي إجراء حوار سياسي في فنزويلا، الأمر الذي اعتبرته واشنطن غير مقبول.
ورداً على ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال جلسة مجلس الأمن، على أنّ "نظام نيكولاس مادورو قمع شعبه" منذ سنوات. وأضاف أن آلاف الفنزويليين يفرّون، ما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
ونبّه بومبيو، مادورو إلى ضرورة حماية السفارة الأميركية، قبل ساعات من موعد الطرد الذي حدده مادورو الذي لم تعد واشنطن تعترف به.
وقال بومبيو "اسمحوا لي بأن أكون واضحاً بنسبة 100 في المئة. أتوقع أنا والرئيس (دونالد) ترامب أن يستمر دبلوماسيونا في تلقي الحماية التي ينص عليها اتفاق فيينا. يجب عدم اختبار عزم الولايات المتحدة على حماية شعبنا".
وخلال لقائه الصحافيين على هامش اجتماع مجلس الأمن، حض بومبيو، جميع الدول على وقف تعاملاتها المالية مع نظام مادورو.
وقال بومبيو بعدما غادر جلسة مجلس الأمن من دون أن ينتظر كلمة نظيره الفنزويلي خورخي أريزا، إنّ "الدول التي تعترف بشرعية غوايدو لرئاسة فنزويلا عليها أن توقف التعامل بين أنظمتها المالية ونظام مادورو، وأن تسمح للأصول العائدة إلى الشعب الفنزويلي بأن تذهب إلى الحكام الشرعيين لهذه الدولة".
وكان بومبيو قد أعلن، الجمعة، تعيين إليوت أبرامز مبعوثاً من أجل إعادة الديمقراطية في فنزويلا، مضيفاً "أن على الشعب اتخاذ الخطوات للتخلّص من النظام الدكتاتوري".
وأصدرت الولايات المتّحدة، الخميس، أمراً يقضي بأن يُغادر موظّفوها "غير الأساسيّين" البعثات الدبلوماسيّة التابعة لها في فنزويلا، وذلك بعدما أعلن مادورو، إغلاق سفارة بلاده وكل قنصلياتها في الولايات المتحدة، إثر قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن التي اعترفت بغوايدو رئيساً بالوكالة.
وفور إعلان غوايدو البالغ 35 عاماً نفسه رئيساً للبلاد بالوكالة، الأربعاء، اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب به رسمياً. واعترفت البرازيل والأرجنتين وكولومبيا به تباعاً.
وفي وقت سابق اليوم السبت، حدّدت عدة دول أوروبية، مهلة ثمانية أيام لإجراء انتخابات في فنزويلا، وإلا فستكون مستعدة للاعتراف بغوايدو "رئيساً" مؤقتاً للبلاد، لتنضم بذلك إلى دول أخرى أبرزها الولايات المتحدة.
ورفض الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وعدة دول في أميركا اللاتينية، إعادة انتخاب مادورو، العام الفائت، وقد تولّى مهامّه في العاشر من يناير/ كانون الثاني، لولاية رئاسية ثانية.
والولايات المتحدة هي الوحيدة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي اعترفت بغوايدو "رئيساً" بدلاً من مادورو، إذ لم تصل فرنسا وبريطانيا بعد إلى حد الاعتراف لكنهما عبّرتا عن دعمهما له. في حين أعلنت روسيا بوضوح دعمها مادورو، بينما أدانت الصين "التدخلات الخارجية".