عبّر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق الأمم المتحدة من تجدد الغارات في شمال غربي سورية في الأيام الأخيرة.
وأعرب دوجاريك، بمؤتمر صحافي في نيويورك، عن قلق الأمم المتحدة بشأن سلامة وحماية أربعة ملايين سوري في شمال غربي سورية، في ظل تجدد الغارات الجوية للمرة الأولى منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في الخامس من مارس/آذار الماضي.
وقال دوجاريك إن الغارات وقعت في أكثر من مكان وعلى مدار أيام، آخرها صباح الثلاثاء في عدد من المناطق في جنوب محافظة إدلب. وأكد أن غارات الثلاثاء أعقبت قصفاً جوياً شهده جنوب محافظة إدلب، ومناطق في شمال محافظة حماة يوم الإثنين.
وقال دوجاريك إن القصف أدى لنزوح المدنيين عن المنطقة، دون أن يتسنى للأمم المتحدة التحقّق من حجمه. وفي ما يخص الإصابات، قال إنه لم يبلغ عن أي إصابات جراء القصف حتى الآن. ثم لفت الانتباه إلى أن تلك الضربات الجوية، تأتي بالإضافة إلى تقارير تتحدث عن استمرار القصف المدفعي ضد مناطق مدنية في جنوب محافظة إدلب وجنوب محافظة حماة.
ودعا دوجاريك مجددا جميع الأطراف للاستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة ومندوبه لسورية، غير بيدرسون، لوقف كامل لإطلاق النار من أجل مكافحة وباء كورونا الجديد. وذكّر جميع أطراف النزاع بالتزامها، بحسب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وفي سياق متصل، وردا على أسئلة بما يخص "قانون قيصر" الذي سيدخل حيز التنفيذ في الولايات المتحدة في الـ 22 من الشهر، والذي سيفرض المزيد من العقوبات الأميركية على النظام السوري، قال دوجاريك: "نردد النداء العالمي الذي وجهه الأمين العام من أجل تجميد أو وقف العقوبات على الدول التي من شأنها أن تقوض قدرة تلك الدول على الحصول على الغذاء والإمدادات الصحية الأساسية، والدعم الطبي في ضوء انتشار جائحة فيروس كورونا الجديد".
ثم علق دوجاريك قائلاً إن "الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، كانت قد أكدت أن العقوبات التي تفرضها لا تؤثر على المساعدات الإنسانية ولا تستهدف الأدوية، كما أعلنت التزامها بتطبيق تلك الإعفاءات حول المساعدات الإنسانية وبشكل كامل".
وفي سياق منفصل، وردا على أسئلة لـ"العربي الجديد" حول أوضاع الأمن الغذائي في سورية، صرح المسؤول الاقتصادي في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، عارف حسين، بأن فيروس كورونا سلط الضوء على أوضاع صعبة وسيئة حول العالم في ما يخص النقص في الأمن الغذائي لمئات الملايين من الناس قبل انتشاره.
وشدد في الوقت ذاته على أن بعض المناطق تعاني أكثر من غيرها بسبب الحروب والنزاعات، أو التغيير المناخي والفقر والصعوبات الاقتصادية. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحافي عقد في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بمناسبة صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول التأثير السلبي لجائحة كورونا على الأمن الغذائي حول العالم.
وأضاف حسين أن "أحد التحديات الرئيسية التي تواجهنا حاليا هو هبوط سعر الليرة السورية، وهي تتهاوى حرفيا. رسميا، البعض يقول إن سعر الليرة مقابل الدولار 435 والبعض الآخر يقول 700 ولكن في السوق يفوق سعر الدولار الثلاثة آلاف ليرة سورية. أضف إلى هذا، أن الأزمة المصرفية التي يشهدها لبنان تؤثر بشكل كبير على الوضع في سورية. وهناك تسع سنوات من الحرب، خسارة الكثيرين لعملهم، التضخم بأعلى مستوياته... واليوم في سورية أسعار سلة الغذاء العادية أعلى 16 مرة مما كانت عليه قبل الأزمة".