وقال الأمير محمد بن سلمان لشبكة "بلومبرغ" الإخبارية، إن "هناك تقدماً ملموساً في المفاوضات اليمنية، ونملك اتصالاً جيداً مع الحوثيين، وهناك وفد منهم في الرياض حالياً". وأضاف وزير الدفاع السعودي: "نحن ندفع باتجاه استغلال هذه الفرصة على الأرض، وإذا انتكست الأوضاع فنحن جاهزون للتدخل".
ولا تزال السعودية، إلى جانب عشر دول داعمة لها، تقود عمليات عسكرية على الأراضي اليمنية، ضد مليشيات الحوثيين، وقوات الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح.
ويعتبر تصريح الأمير محمد بن سلمان للشبكة، حول وجود وفد من الحوثيين في الرياض، واقتراب الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في اليمن، الأول من نوعه على مستوى المسؤولين السعوديين، إذ لم يؤكد المستشار في وزارة الدفاع السعودية، العميد أحمد عسيري، وجود وفد حوثي في السعودية قبل أسابيع، إبان التهدئة العسكرية على الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن، ووصف عسيري هذه التهدئة في وقتها، بأنها ناتجة عن "وساطات قبلية".
ووصف تقرير شبكة "بلومبرغ" الإخبارية، التدخل السعودي في اليمن، من خلال التحالف العربي الذي قادته في مارس/ آذار 2015، بأنه أحدث تغيراً في "الديناميكية الجغرافية في الشرق الأوسط"، إذ أصبحت السعودية: "قوة صاعدة تفرض سياسات حازمة في المنطقة في مواجهة الصعود الإيراني". وتتهم طهران بتقديم الدعم لمليشيات الحوثي، الأمر الذي جعل الرياض تخشى من تكرار التجربة الإيرانية مع حزب الله في لبنان، في اليمن، عن طريق مليشيا "أنصار الله"، التي يقودها عبد الملك الحوثي.
من ناحية ثانية، وصف الأمير محمد بن سلمان، الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية بأنها "ضخمة" بحسب "بلومبرغ"، معتبراً أن النفط "جزء صغير" من هذه الشراكة الاستراتيجية. ورفض الحديث عن السباق الرئاسي الأميركي، باعتبار أن السعودية "لا تتدخل في الشؤون الانتخابية لأي بلد".
وتمر العلاقات السعودية الأميركية بحالة من البرود، بعد الاتفاق النووي الإيراني، وإحجام واشنطن عن تقديم دعم كافٍ للمعارضة السورية، المدعومة من قبل السعودية، ودول أخرى في المنطقة.
ويقدم ولي ولي العهد السعودي صورة مغايرة على العلاقات السعودية الأميركية، إذ وصف الولايات المتحدة الأميركية بأنها "شرطي العالم، لا منطقة الشرق الأوسط وحسب". وأضاف أن "أميركا الدولة الأولى في العالم، ونحن نعتبر أنفسنا حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط، ونرى أميركا حليفاً لنا".
وتأتي هذه التصريحات في سياق تبادل كل من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيره الأميركي جون كيري، التصريحات الإيجابية حول العلاقات بين البلدين، خصوصاً مع اللقاء المرتقب بين الوزير الأميركي ونظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي، في المنامة، في 7 أبريل/ نيسان الجاري، تمهيداً لاجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، مع الرئيس الأميركي، على هامش القمة الخليجية في الرياض، في الواحد والعشرين من أبريل/ نيسان الجاري.
وواصلت شبكة "بلومبرغ" الأميركية الإخبارية اليوم، نشر تقارير حول الحوار الصحافي المطول الذي أجرته مع ولي ولي العهد السعودي قبل أيام، ونشرت في وقت سابق مع يتعلق بسياسات السعودية النفطية، وخطة التحول الوطني الاقتصادية، واليوم نشرت حول الحرب في اليمن، والعلاقات السعودية الأميركية.