انتشر المئات من عناصر مليشيا "الحشد الشعبي"، اليوم الأربعاء، على الحدود الفاصلة بين محافظتي الأنبار (غرب العراق) وكربلاء (100 كلم جنوب بغداد). وفيما أكد قادة عراقيون أن الانتشار يهدف لـ"حفظ الأمن بين المحافظتين"، حذر زعماء قبليون من احتمال تسبب هذا الانتشار بـ"عنف طائفي جديد".
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم، إن مقاتلي "الحشد الشعبي" انتشروا على طول الخندق الذي حفر في وقت سابق بين الأنبار وكربلاء، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، أن عناصر المليشيا مجهزون بمدافع وصواريخ وأسلحة متوسطة وخفيفة أخرى.
وأشار المصدر إلى نصب أبراج مراقبة ونقاط تفتيش على طول الحدود بين المحافظتين، مؤكدا أن "المليشيا لا تسمح لمواطني محافظة الأنبار بدخول كربلاء دون تصريح أمني".
ولفت إلى وجود قطعات أخرى من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، لكنها انسحبت بضعة كيلومترات داخل حدود كربلاء، تاركة أمن الخندق لـ"الحشد الشعبي"، مشيرا إلى قيام مروحيات عراقية بالتحليق على الحدود مع الأنبار.
وتتحدث القيادات الأمنية في محافظة كربلاء عن وجود خطة أمنية لحفظ الحدود مع محافظة الأنبار.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم شرطة كربلاء، علاء الغانمي، أمس الثلاثاء، أن الأجهزة الأمنية في المحافظة أجرت استطلاعا بريا وجويا للمناطق الصحراوية والحدودية والطرق الحاذية لمحافظة الأنبار، مؤكداً خلال تصريح صحافي، توصل القيادات الأمنية إلى خطة جديدة تضم كافة التشكيلات القتالية من الجيش والشرطة الاتحادية ومليشيا "الحشد الشعبي".
وأضاف الغانمي أن "ذلك يأتي من أجل تعزيز القطعات الأمنية المنتشرة على طول الخندق وخطوط الصد الممتدة بين محافظتي الأنبار وكربلاء، لتأمين الحماية الكافية لمدينتنا وأهلها وزائريها، خشية تسلل العناصر الإرهابية والإجرامية إليها". ولفت إلى أن المناطق الصحراوية الحدودية مؤمنة بالكامل بعد أن تم تعزيزها بـ"عناصر أمنية مجهزة بأسلحة حديثة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، ووضع نقاط أمنية مشتركة، ومراصد محصنة، لكشف العدو والسيطرة التامة على قاطع المسؤولية".
وفي سياق متصل، حذر عضو مجلس العشائر المتصدية لـ"داعش" في الأنبار، فاضل العيساوي، اليوم الأربعاء، من تبعات انتشار مليشيا "الحشد الشعبي" على الحدود مع كربلاء، مؤكدا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المنطقة الصحراوية الممتدة بين المحافظتين شهدت في وقت سابق "اختطاف المئات من نازحي الأنبار الفارين من مناطق القتال على يد المليشيات المنفلتة".
وحذر من أن "تسليم ملف الحدود بين الأنبار وكربلاء للمليشيات قد يتسبب بعودة عمليات الاختطاف، وتجدد العنف الطائفي"، مطالبا رئيس الوزراء الحكومة العراقية، حيدر العبادي، بـ"إقصاء "الحشد الشعبي" عن حفظ أمن المناطق الحساسة كي لا تتكرر مأساة الاقتتال الطائفي التي شهدها العراق عامي 2006– 2007".
يشار إلى أن العراق شهد صدامات طائفية وعنفاً مذهبياً عامي 2006 و2007 ما تسبب بمقتل وإصابة واختفاء مئات العراقيين.