وقال محمد القبائلي، أحد مسؤولي المكتب الإعلامي لقوات حفتر، إن "تقدما كبيرا حققته كتائب حفتر باتجاه المدينة"، موضحا في حديث لـ"العربي الجديد" أن "منطقة الفتائح الضاحية الشرقية للمدينة تكاد تكون تحت سيطرة قوات حفتر".
وأشار القبائلي إلى أن "محور الظهر الحمر جنوب المدينة تجري فيه اشتباكات كبيرة باستخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات"، معتبرا أنها "الجبهة الأصعب بالنسبة لقوات حفتر، حيث تتركز أغلب قوة مجلس شورى المدينة فيه".
وأكد أن "عملية السيطرة على المدينة انطلقت ولن تتوقف إلا بأوامر من القائد العام للجيش"، في إشارة لحفتر.
وعن سلامة المدنيين زعم القبائلي أن "خطة المعركة وضعت حسابات دقيقة لتجنيب المدنيين خطر القتال، من بينها سرعة السيطرة على الأحياء ليتفادى الأهالي ضغط استمرار الحصار عليهم".
وكان حفتر قد أعلن مساء أمس الاثنين خلال خطاب له بمناسبة تخريج دفعة جديدة من قوات في بنغازي عن بدء عملية السيطرة على درنة.
في المقابل، أفاد يحيى الأسطى، مسؤول الملف الأمني بالمجلس المحلي لمدينة درنة بأن المعارك حولها لا تزال مستمرة حتى صباح اليوم الثلاثاء.
ونفى الأسطى في حديث لـ"العربي الجديد"، تقدم قوات حفتر باتجاه المدينة، موضحاً أن "القتال لا يزال بعيدا عنها، حيث تدور اشتباكات مسلحة عنيفة في محور الظهر الحمر جنوب وجنوب غرب درنة"، لافتا إلى أن "التخوف من عواقب اقتحام قوات حفتر للمدينة يسيطر على الأهالي".
وأضاف أن "الحركة ونشاط الحياة تقلصا بشكل كبير حاليا، وهناك رغبة في النزوح من قبل قطاع كبير من الأهالي، لكن الحصار المضروب على المدينة قد يمنع أي راغب في ذلك".
وفيما لم يدل الأسطى بمزيد عن تفاصيل الأحداث، أفادت مصادر أهلية من داخل درنة، بأن الأحياء الغربية للمدينة شهدت قصفا جويا خلال ساعات الليل، استهدف مواقع عسكرية لمجلس شورى المدينة، لكنهم أكدوا أن أي أضرار بشرية أو مادية لم تنتج عن القصف حتى الآن.
من جهته، أصدر "مجلس شورى درنة"، مساء أمس الاثنين، بياناً أكد فيه على استمراره في الدفاع عن المدينة، وأن "الحملة الغاشمة التي تعرضت لها بأكثر من 50 غارة جوية أجنبية مع محاولات فاشلة لم تزد أهل المدينة إلا إيمانًا بنصر الله".
وأشار البيان إلى أن قوات المجلس تقف لوحدها ضد "طاغوت حفتر الطامح لعودة حكم العسكر"، مهاجما حكومة الوفاق التي وصفها بـ"المتواطئة"، قائلا إن "الحملة الغاشمة فضحت حكومة الوفاق الوطني المتواطئة والساكتة عن قتل المدنيين الأبرياء، وأسقطت آخر ما كانت تتستر به أمام من اغتر بها".
وتعيش مدينة درنة التي تبعد 300 كيلومتر شرق بنغازي في ظل حصار عسكري ضربته حولها قوات حفتر منذ ما يقارب العامين، في محاولة لإضعاف سيطرة مجلس شورى المدينة المسيطر عليها، والذي تصفه بـ"الإرهابي".
لكن المجلس الذي تكون عام 2014، والمؤلف من عناصر الثوار السابقين ومقاتلين إسلاميين تلقوا الدعم والشرعية من المؤتمر الوطني (البرلمان السابق)، يرفض هذا الوصف، مؤكدا أن رفضه لسيطرة حفتر على المدينة رفض لعودة حكم العسكر للبلاد.