وأصدرت سلطات الاحتلال، عصر اليوم الجمعة، أمرا يمنع الشيخ صبري من دخول المسجد الأقصى لمدة أسبوع، على أن يتم استدعاؤه الأسبوع القادم لتسليمه أمر منع آخر ولمدة أطول، وفق ما أكد محاميه حمزة قطينة في حديثه لـ"العربي الجديد"، واصفا هذا القرار بأنه ظالم وغير قانوني ويستهدف واحدا من أكبر الرموز الدينية في القدس المحتلة.
بدوره، أكد الشيخ صبري في حديثه لـ"العربي الجديد" رفضه لقرار إبعاده عن الأقصى، وقال: "هذا إجراء باطل وغير قانوني. من حقي دخول الأقصى والصلاة فيه، وعلى الاحتلال أن يرحل، وأن يتوقف عن التدخل في شؤون المسجد الأقصى الذي هو مسجد خالص للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد".
وفي وقت سباق، ذكر عمار، نجل عكرمة صبري، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن قوة من مخابرات وشرطة الاحتلال اقتحمت منزل والده ومكثت فيه بعض الوقت، ثم أبلغته بأنه معتقل وطلبت منه مرافقتها، إلا أنه رفض، وأبلغهم بأنه سيذهب إلى التحقيق بمفرده ومن دونهم، وهو ما تم فعلا، حيث توجه إلى هناك برفقة حفيده عاصم ومحاميه حمزة قطينة.
وفي تصريح مقتضب لوسائل الإعلام خلال توجهه للتحقيق، قال الشيخ صبري إن هذه الاقتحامات للمنازل لم تتوقف ولن تتوقف، وهي تطاول كل شخص يحذر من مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى.
من جانب آخر، أفرجت قوات الاحتلال عن المرابطة هنادي الحلواني التي اعتقلتها خلال توجهها للصلاة في منطقة باب الأسباط، وتم احتجازها في أحد مراكز التحقيق في البلدة القديمة من القدس. وتوقعت مصادر محلية أن تنفذ قوات الاحتلال مزيدا من حملات الاعتقال بحق نشطاء وشخصيات مجتمعية عشية الافتتاح الوشيك لأبواب المسجد الأقصى، فجر بعد غد الأحد.
واستبقت قوات الاحتلال التحقيق مع الشيخ صبري والمرابطة الحلواني بإصدار قرار بإبعاد الناشط المقدسي عنان نجيب عن مدينة القدس لمدة ستة أشهر، وقعه من يسمى بقائد "الجبهة الداخلية" في جيش الاحتلال. يذكر أن مجموعات من المواطنين الفلسطينيين أدت اليوم صلاة الجمعة على أبواب المسجد الأقصى، خاصة في ساحة الغزالي المتاخمة لباب الأسباط، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال التي منعت عشرات المصلين من الدخول إلى الساحة بدعوى اكتمال الأعداد المسموح لهم بالصلاة.
كما نشرت قوات الاحتلال حواجز تفتيش على أبواب البلدة القديمة وفي محيط المسجد الأقصى، وحالت دون تمكن أعداد من الشبان من الوصول إلى أقرب نقطة من المسجد للصلاة فيها.
وبالرغم من إعلان دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن أبواب الأقصى ستفتح فجر الأحد، من دون تحديد العدد المسموح له بدخول المسجد، إلا هناك مخاوف من قيام الاحتلال بوضع عراقيل أمام المصلين بهدف إفشال قرار الأوقاف، خاصة أن سلطات الاحتلال اعتقلت أمس الأول مفوض الكشافة محمد أبو صوي وحذره من قيام مجموعاته الكشفية بتقديم المساعدة للأوقاف في تأمين فحص المصلين قبيل دخولهم للأقصى.
مواجهات مع الاحتلال
في سياق متصل، أرغمت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، اليوم الجمعة وأمس الخميس، ثلاث عائلات مقدسية في بلدة جبل المكبر بالقدس على هدم منازلها بأيديها.
وتعود هذه المنازل الثلاثة لكل من: باسم أحمد محمد مشاهره، وباسم عماد محمد مشاهره، إضافة إلى منزل مواطنة فلسطينية مقعدة من عائلة كساب بشير، بحجة عدم الترخيص.
على صعيد آخر، أصيب 5 شبان فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية، شمالي الضفة الغربية، المناهضة للاستيطان والتي خرجت رفضا لنية حكومة الاحتلال ضم أراض في الضفة المحتلة.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، في تصريح صحافي، بأن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت البلدة بالتزامن مع توجه المصلين لمسجد عمر بن الخطاب لصلاة الجمعة الأولى منذ أكثر من 70 يوما، تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، التي تعمد جنود الاحتلال إلقاءها داخل ساحة المسجد، مما أدى الى إصابة العشرات من المصلين بالاختناق عولجوا ميدانيا.
وأكد شتيوي وقوع مواجهات عنيفة جدا وغير مسبوقة بين مئات الشبان الغاضبين وجنود الاحتلال الذين استهدفوا الشبان بالرصاص المعدني، مما أدى إلى إصابة 5 منهم إصابات مختلفة عولجت ميدانيا من قبل طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني.
ولفت شتيوي إلى أن من بين الإصابات المصور الصحافي نضال اشتية، مشيرا إلى أن طبيعة المواجهات كانت غير مسبوقة لكثافة ما تم إطلاقه من قبل جنود الاحتلال من رصاص حي، وعلى الجانب الآخر صمود الشبان الذي منع اقتحام الجنود للبلدة وأفشل كمينا لاعتقال الشبان.
وردد المشاركون في المواجهات التكبيرات والأغاني الوطنية التي انتشرت خلال انتفاضة الحجارة، في إطار رفضهم لمساعي الاحتلال سرقة مزيد من الأراضي الفلسطينية، داعين عموم الشعب الفلسطيني للانتفاض شعبيا بشكل شامل للتصدي لهذه المؤامرة الخطيرة.
من جانب آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، اليوم الجمعة، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعه للمسيرة الأسبوعية في بلدة نعلين، غربي رام الله وسط الضفة الغربية.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب المشاركين في المسيرة، كما أدت قنابل الغاز إلى اشتعال النيران في عدد من الحقول.
وانطلق المشاركون في المسيرة صوب جدار الضم والتوسع العنصري، رافعين العلم الفلسطيني، ومرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال والرافضة لمخططات الضم.
على صعيد آخر، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على أرض زراعية في يعبد جنوب غربي جنين، شمالي الضفة الغربية، تعود لمواطن من عائلة أبو بكر وأبلغته قرار الاستيلاء على أرضه الزراعية، ومساحتها 3.5 دونمات، المحاذية لحاجز عسكري ومستوطنة "دوتان" المقامين على أراضي الفلسطينيين هناك، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
في حين أوقفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، العمل في إعادة تأهيل شارع المقبرة بقرية الرشايدة شرقي بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، بذريعة أنها "منطقة خاضعه للسيادة الإسرائيلية"، وهدد الاحتلال العمال بالاعتقال في حال العودة للعمل فيه مع إجبارهم على إزالة المعدات.