تشهد مدينة شرم الشيخ، في محافظة جنوب سيناء، حالةً شديدة من الاستنفار الأمني، لتأمين "منتدى شباب العالم"، والذي يبدأ اليوم الأحد ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
وتبدأ الجلسة الافتتاحية بحضور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وعدد من ممثلي الدول والمسؤولين الذي لم يتم الكشف عن أسمائهم حتى الآن.
وتضمنت خطة تأمين المنتدى تشديد إجراءات التفتيش على مداخل ومخارج المدينة بشكل مكثف والفحص عن كل من يشتبه به بصورة دقيقة، سواء من الحضور أو زوار المدينة والعاملين بها.
وتشارك في خطة التأمين الجهات المسؤولة الأمنية والسيادية كافة، من وزارة الداخلية بقطاعاتها كافة وجهازي المخابرات العامة والحربية والحرس الجمهوري.
ونشرت وزارة الداخلية أفراد الشرطة في كل مناطق المدينة، مع تكثيف هذا الانتشار في محيط القاعة التي ستشهد الجلسة الافتتاحية وأماكن إقامة المسؤولين من الخارج.
وبحسب مصادر في شرم الشيخ، فقد نُصبت أكمنة عدة داخل المدينة لإحكام السيطرة على الأوضاع داخل المدينة وسرعة الاستجابة لأي مستجدّات أو أي أمر طارئ.
وقالت المصادر لـ "العربي الجديد" إنه جرى التنسيق مع قبائل جنوب سيناء للمساهمة في تأمين المناطق الصحراوية والجبلية، خوفاً من تسلّل أي عناصر إلى داخل المدينة، إذ عُقد اجتماع واتصالات مع عدد من شيوخ القبائل.
وأضافت أن المنطقة الصحراوية في محيط المدينة كانت مسؤولية قوات الجيش التي بدأت في عمليات التأمين مع تكثيف عمليات الاستطلاع الجوي في الصحراء لرصد أي تحرّكات مريبة أو محاولات تسلّل مسلحين.
وتابعت أن دوريات الشرطة لا تتوقف عن التجوّل في أرجاء المدينة ونشر جنود في مختلف الشوارع، فضلاً عن نشر عناصر من الشرطة في زيّ مدني.
ولفتت إلى أن رجال المخابرات العامة والحربية تمكن ملاحظتهم بسهولة من خلال الوجود في الفنادق المخصصة لاستضافة الوفود الخارجية، وفي محيط قاعة الافتتاح للمشاركة في عمليات التأمين.
إلى هذا، كشفت مصادر إعلامية قريبة من مؤسسة الرئاسة عن وجود ميزانية مفتوحة لعملية تنظيم واستقبال المشاركين في المنتدى، من دون أن يتحدّث أحد عن حجم الميزانية.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إنه بسؤال عدد من المنظمين عن تكلفة إقامة هذا المنتدى إما يتهرب بعضهم من الرد ويكتفي بعض آخر بالقول إن الميزانية مفتوحة ويتكفّل بها عدد من رجال الأعمال.
وأضافت أن الاستعدادات واستضافة المشاركين وتجهيز مكان الافتتاح تشي بوجود ميزانية ضخمة رصدت للتنظيم، خاصة أن الشباب المشاركين وحدهم يقترب عددهم من ثلاثة آلاف شاب من داخل مصر والنسبة الكبرى من الخارج.
وتابعت أن عملية الاستعداد للمنتدى لم تبدأ خلال فترة قصيرة، خاصة في ما يتعلّق بتجميل مدينة شرم الشيخ ورصف الطرف وأعمال التشجير.
وحول الجهات التي تتكفّل بالتنظيم أشارت إلى أن ثمة بعض رجال الأعمال العاملين في السياحة وبعض الجهات الحكومية.
واستطردت: "تم تقسيم الوفود المشاركة والصحافيين على فنادق فاخرة عدة خلال اليومين الماضيين، وبانتظار وصول باقي الوفود السبت، تمهيداً لحضور الافتتاح".
وجرى تشييد قاعة خصيصاً لافتتاح المنتدى على أحد الشواطئ لاحتضان الافتتاح، عبر إقامة خيمة على شكل الكرة الأرضية في خليج نبق، بحسب تقارير صحافية محلية.
وتتشكّل الخيمة من أعمدة من الحديد بشكل دائري تغطيها طبقة من البلاستيك تحسباً لهطول الأمطار، ونظام كهربائي يتحكّم في الإضاءة داخل القاعة وخارجها.
وانتقد قيادي في جبهة "التضامن" المعارضة للسيسي إنفاق كل هذه الأموال على منتدى ليس له قيمة، في حين أن مصر تعاني من أزمات اقتصادية وتدنّي مستوى المعيشة.
وقال القيادي في حديثه لـ "العربي الجديد"، إنه على افتراض تمويل رجال أعمال لتنظيم هذا المنتدى، فلماذا لا يقدم النظام الحالي على إجبارهم لإنفاق هذه الأموال في تأسيس مشروعات للشباب وتوفير فرص عمل.
وأضاف أن المنتدى لن يساهم في عودة السياحة إلى مصر خلال الفترة المقبلة عكس ما يظن النظام الحالي ورجال الأعمال، خاصة أن الأوضاع المضطربة، ليس أميناً فقط ولكن سياسياً أيضاً، لا تشجّع على السياحة أو حتى الاستثمار.
وتابع أن الأزمة في النظام الحالي ذاته، خاصة مع استمرار الأزمات وعدم وجود مناخ سياسي وديمقراطية حقيقية في مصر، وبالتالي فرأس المال والسياح يخشون من حدوث اضطرابات، خاصة أن مصر تشهد حالة غضب شعبي كبير من السيسي بفعل سياساته.
اقــرأ أيضاً