يصوّر الإعلام الحكومي العراقي، معركة الشرقاط على أنّها سهلة للغاية وأنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ينسحب كلّما تقدّمت القطعات العراقيّة، بينما تؤكّد الوقائع الميدانية، وجود تقدم عراقي في ظل مقاومة عنيفة واشتباكات مع التنظيم.
وذكر بيان صحافي لمليشيا "الحشد الشعبي"، أنّ "القوات المشتركة وصلت الى دائرة الجنسية والبلدية والمستشفى وسط الشرقاط"، مضيفة أنّ "قوات الحشد الشعبي والقطعات الأمنية الأخرى، تواصل تقدّمها نحو الأهداف المرسومة لتحرير الشرقاط بالكامل من سيطرة داعش"، مشيراً إلى أنّ "الأهالي استقبلوا القوات المحرّرة بالأهازيج".
وأكّدت خليّة الإعلام الحربي الحكومية، أنّ "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة، تتقدّم باتجاه مركز بلدة الشرقاط"، مبينة أنّها "أصبحت على بعد 500 متر عن القائمقامية، وأنّ التقدم لتحرير باقي أطراف المدينة مستمر".
بدورها، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى، "مقتل أكثر من 160 عنصراً من تنظيم داعش بقصف لطائرات التحالف الدولي استهدف تجمعاً للتنظيم، شرق بلدة الشرقاط".
وأوضحت القيادة في بيان صحافي، أنّ "طائرات التحالف الدولي قصفت، صباح اليوم، تجمعاً لعناصر التنظيم في قرية السفينة، شرق البلدة، وأوقعت أكثر من 160 قتيلاً من التنظيم"، مضيفة أنّ "القصف أدى أيضاً إلى تدمير عدد كبير من آليات ومعدات وأسلحة التنظيم".
بموازاة ذلك، أكّد مصدر عسكري أنّ "القوات العراقيّة أحرزت تقدّماً واضحاً في عملية تحرير الشرقاط، لكنّ المعركة ليست بالصورة التي نُقلت عنها، وأنّ التنظيم يخوض اشتباكات عنيفة مع تلك القطعات".
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية تخوض اشتباكات عنيفة مع داعش في مناطق الشرقاط"، مبيناً أنّ "التنظيم يقاوم مقاومة عنيفة، محاولاً عرقلة تقدمها".
وأضاف أنّ "اشتباكات عنيفة تدور حالياً قرب المجمع الحكومي القريب من مركز البلدة، وأنّ التنظيم يحاول بكل قوته ثني القطعات العراقية من السيطرة على المجمع"، موضحاً أنّ "التنظيم جهّز عدداً من الانتحاريين الذين هاجموا القطعات التي تحاول اقتحام المجمع".
وبحسب المصدر أيضاً، فإنّ "التنظيم قطع الطرق بين جانبي الشرقاط الشرقي والغربي ونشر قطعاته وقناصته بينهما، في محاولة لثني القطعات العراقية عن التقدم"، مرجّحاً "عدم إمكانيّة حسم المعركة خلال الأيّام القليلة المقبلة".
وكانت القوات العراقيّة قد بدأت، أول أمس الثلاثاء، عملية تحرير بلدة الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين جنوب الموصل، بعد أن أعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي عن بدئها من واشنطن.