قالت الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن النائب السابق لرئيس جنوب السودان وزعيم المعارضة الحالي ريك مشار قد غادر البلاد، وهو حاليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، بعد أسابيع من انسحابه من العاصمة جوبا أثناء قتال عنيف الشهر الماضي مع القوات الحكومية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، للصحافيين في نيويورك إن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية علمت بوجود مشار في البلاد، منذ الأربعاء، واتصلت بحكومة الكونغو التي طلبت من البعثة نقل مشار من موقعه.
وقال "تم تسليم ريك مشار للسلطات في الكونغو الديمقراطية. ولسنا في موقف يسمح لنا بتأكيد مكانه المحدد."
ونفى متحدث باسم حكومة الكونغو الديمقراطية، لامبرت ميندي، تواصل الحكومة مع أي طرف لمساعدة مشار لكن حق قال إن مشار نقل من موقع قريب من الحدود مع جنوب السودان.
وقال حق "يمكننا أن نؤكد أن بعثة الأمم المتحدة نفذت عملية على أسس إنسانية لتسهيل نقل ريك مشار وزوجته وعشرة أشخاص آخرين من موقع في الكونغو الديمقراطية بدعم من سلطات البلاد"، وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة اعتبرت أفضل طرف ينقل مشار بأمان.
وقال حق، إن الأمم المتحدة لا تعرف في أي منطقة كونغولية يوجد مشار حاليا، لكن "نعتقد أنه ليس في كينشاسا".
وقال مصدر مطلع على القضية لوكالة "فرانس برس" إن مشار قد يبقى في كيسنغاني (وسط شمال) إلا أن هذه المعلومة لم تؤكدها مصادر رسمية.
وأكدت المصادر ذاتها أن الخطوة ستفتح باب التفاوض من جديد، ولا سيما أن الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا "إيغاد" تعكف حالياً على وضع استراتيجية جديدة لجنوب السودان، وذلك من أجل إدارته خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يتطلّب حوارات مباشرة مع الفرقاء الجنوبيين، بعد أن استكمل التشاور حولها مع دول المنطقة.
ورأى أن أمر عودة مشار إلي منصبه كنائب أول؛ مرهون بحركته التي قال إنها هي "من اختارت تعبان دينق بديلاً له، وأوضح أنّ "عودة مشار شأن داخلي للمعارضة؛ فهم من عيّنوا بديلاً له، وإذا ارتأوا إعادته كان بها؛ وإذا رفضوا فهذا شأنهم".