ارتفعت حدة النقاش في الأوساط السياسية التركية حول منح الجنسية التركية للاجئين السوريين على وقع ارتفاع مشاعر العداء من قبل المجتمع التركي تجاه السوريين.
وبينما دعت قيادات كل من حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) وحزب الشعوب الديمقراطي (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) لإجراء استفتاء شعبي حول الأمر، رفض حزب الحركة القومية (قومي تركي متطرف) منح الجنسية التركية للسوريين، وذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية التركي، إفكان آلا، أن "منح الجنسية التركية لن يكون وقفا على السوريين بل سيشمل أيضاً أتراك الأهيسكا الذين قامت الدولة التركية بإعادة توطينهم من أوكرانيا في ولاية إزرينجان شرق البلاد".
واستغل زعيم الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، الأمر لتوجيه انتقادات شديدة للسياسات الخارجية التركية المتعلقة بسورية، إذ قال: "أيّ إدارة تدير البلاد؟ فجأة تظهر علينا التصريحات الحكومية التي تقول سنحصل الجنسية التركية للاجئين السوريين، وأنا أقول بأي حق ستحصلون عليها، لدينا 6 ملايين عاطل عن العمل، و17 مليوناً يعانون من الفقر".
وأضاف: "أنا لست ضد السوريين، إنهم بشر أيضاً، وهم ضيوفنا، واحتضناهم وشاركناهم موائدنا، ولم نقل في أي وقت لمَ قدموا إلى تركيا، يهربون من الموت والحرب والجوع، ولكن لا أحد منهم يريد البقاء في تركيا، ولا أحد منهم يقول سأذهب إلى قطر أو السعودية أو ليبيا، كلهم يودون الذهاب إلى الدول ذات الديمقراطيات المتطورة مثل ألمانيا وفرنسا والنرويج والسويد، حيث توجد حقوق إنسان".
ودعا كلجدار أوغلو إلى إقامة استفتاء حول منح الجنسية التركية للاجئين السوريين؛ "إن كنتم مصرين على منح الجنسية التركية فلنذهب إلى استفتاء حول الأمر، ولنسأل الأمة".
ورفض إزعاج السوريين من قبل المواطنين الأتراك، "المواطن يزعج السوري، إن هذا أمر خاطئ أيها الأخوة، لم تزعجون السوريين؟، إنهم بشر هربوا من الحرب، عليكم أن تزعجوا الحكومة التي جلبت السوريين إلى البلاد".
من جانبه، دعا زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرتاش، أيضاً، إلى إجراء استفتاء شعبي حول منح الجنسية التركية للاجئيين السوريين، موجهاً كلامه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "رمى بتصريحات حول منح الجنسية التركية للاجئين السوريين، إن هذا أمر لا يقرّه رئيس الجمهورية، وإن كنت واثقا جدا من نفسك، فلنذهب لاستفتاء، لا يمكن حل القضية دون إقناع الشعب أو عبر إثارة النعرات القومية"، مضيفا "نحن لن نساند منح الجنسية التركية للاجئين السوريين دون إجراء البنية التحتية الكفيلة بذلك".
أما زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، فقد رفض الأمر جملة وتفضيلاً، إذ قال إن: "المواطن هو تركي، والوطن هو وطن تركي، والأمة هي الأمة التركية ومستقبلنا سيكون تركيا، وأنا أقول لمن يسول له عقله أن يسلم وطننا النهائي لمجموعات عرقية لكسر ظهر القومية التركية، عليه أن ينظر تحت قدميه لأننا كحزب الحركة القومية لن نسمح بذلك".
وتأتي هذه التصريحات بعد مقتل مواطن تركي وآخر سوري وجرح ثلاثة آخرين في شجار في بلدية بيشهير التابعة لولاية قونيا وسط الأناضول، ليقوم المواطنون الأتراك بمهاجمة السوريين، إذ اضطر 900 سوري كانوا يقطنون المدينة إلى ترك منازلهم خوفا على حياة أبنائهم.
