يمهد "ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، لعلاقات جديدة مع المملكة العربية السعودية، في وقت يربط فيه مسؤولون هذا التناغم بين الجانبين بالانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال النائب عن الائتلاف، محمد الصيهود، في بيان نشرته وسائل إعلام محلية عراقية، إنّ "العراق يريد أن يبني علاقات استراتيجية مع جميع الدول العربية والإقليمية والدولية، كبلد مهم ومؤثر في المنطقة"، مضيفا "لا يمكن لأي بلد، سواء أكان عربيا أو إقليميا أو دوليا، تجاهل العراق ودوره".
وأكد أنه "من حق المملكة العربية السعودية أن تبادر إلى بناء علاقات استراتيجية مع العراق، وتطوي صفحات الماضي المأساوية، والوقوف جنبا إلى جنب مع العراق".
وتابع، "يجب على السعودية إبعاد العراق عن صراعاتها الإقليمية والدولية، وأن تكون صادقة النوايا في مساعدة العراق في مختلف المجالات، والنأي بنفسها عن التدخل في الشأن الداخلي العراقي، أو محاولة دعم من يريد إفشال العملية السياسية، وإدخال البلد في فوضى عارمة".
وأشار إلى أنّ "السعودية بلد مهم في المنطقة، وأنّ تبادل الزيارات والمباحثات معه، سيصب في مصلحة الشعبين العراقي والسعودي"، مؤكدا أنّ "العراق ينتظر من المملكة استثمار تقارب البلدين لتمتين العلاقات، والمساهمة في عملية البناء والإعمار، ونبذ كل مظاهر الفرقة والتطرف والغلو الطائفي والمذهبي والتكفيري التي يصدّرها دعاة التكفير".
ويمثل هذا التصريح، نقلة كبيرة في موقف "ائتلاف دولة القانون" تجاه السعودية، بينما تؤكد مصادر أنّ هذه النقلة لم تأت من فراغ.
وقال مسؤول مطلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المملكة تبحث لها عن حلفاء في العراق، وأنها لا توجد لديها خطوط حمراء نحو جهة سياسية معينة"، مبينا أنّ "هناك تقاربا واضحا بين ائتلاف المالكي والمسؤولين السعوديين، وهناك لقاءات مرتقبة ستكون غير معلنة لبحث سبل الدعم والتقارب بينهما".
وأشار إلى أن "ائتلاف المالكي يسعى إلى الحصول على دعم من المملكة في الانتخابات المقبلة، وأن يكون هناك تحالف بينهما، في وقت سيبذل فيه الائتلاف جهودا لتقريب وجهات النظر السعودية – الإيرانية".
يشار إلى أنّ المملكة العربية السعودية تبذل جهودا كبيرة لتطوير علاقتها مع أطراف التحالف الوطني الحاكم في العراق، وقد عقدت اجتماعات منفردة، خلال الفترة الأخيرة، مع عدد من تلك الأطراف.