فاجأ إعلان الرئيس التونسي الأسبق، ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة" المنصف المرزوقي انسحابه من الشأن السياسي، مختلف الفاعلين في الحياة السياسية في تونس. وإذا اعتبر البعض أن الساحة التونسية فقدت مناضلاً مهماً في حجم المرزوقي، وذلك ربما لشعوره بالغربة السياسية وبعمق الأزمة التي تمرّ بها تونس، فإن البعض الآخر اعتبر أنه قد يكون تسرّع بإعلان انسحابه، وأن عليه أن يستمر في النضال.
وأعلن المرزوقي انسحابه من رئاسة حزب "حراك تونس الإرادة"، ومن الساحة السياسية الوطنية، بسبب نتائج الانتخابات الأخيرة، مشيراً إلى أنه يتحمّل المسؤولية فيها، مؤكداً أنه يلتزم قضايا شعبه، وسيواصل خدمتها ربما بطرق ومجالات أخرى.
وأوضح المرزوقي في آخر خطاب سياسي له عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أن خطوته هذه تأتي من باب المحبة والغيرة على المصلحة الوطنية، معبّراً عن مخاوفه وآماله، وأنه عاين طوال الحملة الانتخابية حجم الصعاب التي يتخبط فيها التونسيون، ومع ذلك يطلب منهم عدم اليأس، فالانتقال الديمقراطي هدف الثورة التونسية، والربيع العربي يتحقق في تونس بسرعة أكبر من أي قطر عربي.
وقال رئيس حركة "وفاء"، التي سبق أن تحالفت مع المرزوقي، عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ اعتزال المرزوقي الشأن السياسي يعود إلى شعوره بالغربة السياسية، فلم يعد هناك مجال واسع للعمل السياسي، مضيفاً أن الانتخابات ليست مبنية على حياة سياسية تقوم على البرامج والأفكار، بل على الصراعات الأيديولوجية وقوى مضادة للثورة.
وبيّن العيادي أنّ هناك العديد من الأخطاء التي تراكمت بعد الثورة، وخلقت وضعاً غير سوي، وظهر أثرها في العديد من الشخصيات التي لا مكان لها سياسياً، وبعضها يستثمر فقر التونسيين ليترشح للرئاسة، وبالتالي أصبح الوضع ككلّ مخيباً للآمال. وأكد أن اعتزال المرزوقي هو خسارة لكل القوى التي كانت تؤمن بتونس بعد الثورة، مشيراً إلى أن المرزوقي أراد طرح برامج، ولكننا ما زلنا في الوقت الحالي في مرحلة ما قبل البرامج، وطبعاً هناك فراغ سياسي جعل المرزوقي لا يجد مكانته في الساحة.
وأشار إلى أنه يلوم المرزوقي على الانسحاب، إذ إنه كان يأمل لو يدعو القوى المؤمنة بالثورة، ويقدم طرحه حول المستقبل والبرامج والخطوط العامة التي يمكنها توحيد عديد القوى، فالمناضل لا يجب أن يترك الساحة حتى لو كان الوضع سيئاً جداً، ونتائج البرلمان مخيبة، كذلك فإن الهزيمة الانتخابية ليست هزيمة سياسية، وبالتالي قد يكون المرزوقي تسرّع في الاعتزال، مؤكداً أنه كان بإمكانه أن يجمع الصف الثوري، ويشخّص الواقع، للبناء المشترك وللتأسيس لأرضية صلبة للمستقبل.
اقــرأ أيضاً
وأفاد بأن المرزوقي من أعز أصدقائه، ورسالته إليه أن قدر المناضلين الاستمرار، وعدم التخلي، فالمعركة كبيرة ولا بد من الصمود والمواجهة، مبيناً أن الواقع السياسي صعب، ويتطلب إرادة لا تلين، ولكن لا بد من المواصلة، معبّراً عن أمله في أن يراجع المرزوقي هذا الأمر، ويعدل عن الاستقالة من حزبه ومن الشأن السياسي، لأن الأمل يبقى قائماً لبناء جديد.
من جهته، يرى الوزير الأسبق والقيادي في "حركة النهضة" نوفل الجمالي، أنّه بعيداً عن الدوافع الشخصية لاستقالة المرزوقي وانسحابه من الحياة السياسية، فإنه شخصية وطنية ورئيس أسبق لتونس، وكانت له بصمة في تاريخ تونس، خصوصاً بعد الثورة، وله دور في الانتقال الديمقراطي، مبيناً أن المرزوقي سيواصل العمل في أي مجال يختاره، والأكيد أنه قادر على تقديم الإضافة في أي مجال يختاره، والحياة تستمرّ حتى خارج السياسة.
وأضاف الجمالي لـ"العربي الجديد" أن تونس بحاجة إلى أبنائها كافة، وخصوصاً في مثل هذا الوضع الاقتصادي الصعب، إذ لا بد من تضافر الجهود والخروج من عنق الزجاجة، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، مؤكداً أن الاعتزال يبقى خياراً شخصياً لا يمكن معرفة حقيقة خفاياه.
وبيّن المحلل السياسي نور الدين العلوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّه بعد الاطلاع على خطاب المرزوقي الأخير، يبدو أن الرجل وصل إلى حقيقة وواقع، مفاده أنه لم تعد لديه القدرة على خوض غمار الشأن السياسي، لا كرئيس حزب، ولا كمرشح للانتخابات، وخصوصاً بعد نتائج الانتخابات الرئاسية التي قد تكون خيبت آماله كثيراً.
وأفاد العلوي بأن الإحباط دافع قوي لهذا القرار، وأي سياسي يفشل في الوصول إلى نتيجة، من الطبيعي أن يشعر بالإحباط، لكن الاستقالة أو الانسحاب لا يعنيان التخلي عن الفكرة والحلم، مؤكداً أن المرزوقي يبقى له دور كمثقف في المستقبل، ونصّه لم يخلُ من بدائل للمستقبل، مشيراً إلى أن المرزوقي وصل إلى قناعة بأنه قد يلعب دوراً فكرياً مستقبلاً، ولكن ليس كسياسي.
ولفت إلى أن تجربة المرزوقي الحزبية فاشلة، لأنه ضعيف من حيث التكوين الحزبي، وليست لديه موهبة في صناعة ماكينة حزبية وراءه، مقارنة برئيس "حركة النهضة" راشد الغنوشي، فهذا الأمر ليس سهلاً، مشيراً إلى أن الراحل الباجي قائد السبسي فشل في خلق ماكينة حزبية، وتشتّت حزبه على الرغم من خبرته الطويلة، مؤكداً أن المرزوقي يُقرّ أخيراً بأنه فشل حزبياً.
وأوضح المرزوقي في آخر خطاب سياسي له عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أن خطوته هذه تأتي من باب المحبة والغيرة على المصلحة الوطنية، معبّراً عن مخاوفه وآماله، وأنه عاين طوال الحملة الانتخابية حجم الصعاب التي يتخبط فيها التونسيون، ومع ذلك يطلب منهم عدم اليأس، فالانتقال الديمقراطي هدف الثورة التونسية، والربيع العربي يتحقق في تونس بسرعة أكبر من أي قطر عربي.
وقال رئيس حركة "وفاء"، التي سبق أن تحالفت مع المرزوقي، عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ اعتزال المرزوقي الشأن السياسي يعود إلى شعوره بالغربة السياسية، فلم يعد هناك مجال واسع للعمل السياسي، مضيفاً أن الانتخابات ليست مبنية على حياة سياسية تقوم على البرامج والأفكار، بل على الصراعات الأيديولوجية وقوى مضادة للثورة.
وبيّن العيادي أنّ هناك العديد من الأخطاء التي تراكمت بعد الثورة، وخلقت وضعاً غير سوي، وظهر أثرها في العديد من الشخصيات التي لا مكان لها سياسياً، وبعضها يستثمر فقر التونسيين ليترشح للرئاسة، وبالتالي أصبح الوضع ككلّ مخيباً للآمال. وأكد أن اعتزال المرزوقي هو خسارة لكل القوى التي كانت تؤمن بتونس بعد الثورة، مشيراً إلى أن المرزوقي أراد طرح برامج، ولكننا ما زلنا في الوقت الحالي في مرحلة ما قبل البرامج، وطبعاً هناك فراغ سياسي جعل المرزوقي لا يجد مكانته في الساحة.
وأشار إلى أنه يلوم المرزوقي على الانسحاب، إذ إنه كان يأمل لو يدعو القوى المؤمنة بالثورة، ويقدم طرحه حول المستقبل والبرامج والخطوط العامة التي يمكنها توحيد عديد القوى، فالمناضل لا يجب أن يترك الساحة حتى لو كان الوضع سيئاً جداً، ونتائج البرلمان مخيبة، كذلك فإن الهزيمة الانتخابية ليست هزيمة سياسية، وبالتالي قد يكون المرزوقي تسرّع في الاعتزال، مؤكداً أنه كان بإمكانه أن يجمع الصف الثوري، ويشخّص الواقع، للبناء المشترك وللتأسيس لأرضية صلبة للمستقبل.
من جهته، يرى الوزير الأسبق والقيادي في "حركة النهضة" نوفل الجمالي، أنّه بعيداً عن الدوافع الشخصية لاستقالة المرزوقي وانسحابه من الحياة السياسية، فإنه شخصية وطنية ورئيس أسبق لتونس، وكانت له بصمة في تاريخ تونس، خصوصاً بعد الثورة، وله دور في الانتقال الديمقراطي، مبيناً أن المرزوقي سيواصل العمل في أي مجال يختاره، والأكيد أنه قادر على تقديم الإضافة في أي مجال يختاره، والحياة تستمرّ حتى خارج السياسة.
وأضاف الجمالي لـ"العربي الجديد" أن تونس بحاجة إلى أبنائها كافة، وخصوصاً في مثل هذا الوضع الاقتصادي الصعب، إذ لا بد من تضافر الجهود والخروج من عنق الزجاجة، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، مؤكداً أن الاعتزال يبقى خياراً شخصياً لا يمكن معرفة حقيقة خفاياه.
وبيّن المحلل السياسي نور الدين العلوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّه بعد الاطلاع على خطاب المرزوقي الأخير، يبدو أن الرجل وصل إلى حقيقة وواقع، مفاده أنه لم تعد لديه القدرة على خوض غمار الشأن السياسي، لا كرئيس حزب، ولا كمرشح للانتخابات، وخصوصاً بعد نتائج الانتخابات الرئاسية التي قد تكون خيبت آماله كثيراً.
وأفاد العلوي بأن الإحباط دافع قوي لهذا القرار، وأي سياسي يفشل في الوصول إلى نتيجة، من الطبيعي أن يشعر بالإحباط، لكن الاستقالة أو الانسحاب لا يعنيان التخلي عن الفكرة والحلم، مؤكداً أن المرزوقي يبقى له دور كمثقف في المستقبل، ونصّه لم يخلُ من بدائل للمستقبل، مشيراً إلى أن المرزوقي وصل إلى قناعة بأنه قد يلعب دوراً فكرياً مستقبلاً، ولكن ليس كسياسي.
ولفت إلى أن تجربة المرزوقي الحزبية فاشلة، لأنه ضعيف من حيث التكوين الحزبي، وليست لديه موهبة في صناعة ماكينة حزبية وراءه، مقارنة برئيس "حركة النهضة" راشد الغنوشي، فهذا الأمر ليس سهلاً، مشيراً إلى أن الراحل الباجي قائد السبسي فشل في خلق ماكينة حزبية، وتشتّت حزبه على الرغم من خبرته الطويلة، مؤكداً أن المرزوقي يُقرّ أخيراً بأنه فشل حزبياً.