أغارت طائرات روسية، اليوم الأربعاء، على مناطق في ريف حماه الجنوبي، وأخرى على درعا، وذلك بالتزامن مع محاولات قوات النظام السوري المستمرة، منذ أسابيع، اقتحام بلدةٍ في ريف حمص الشمالي، فيما سقط قتلى مدنيون بقصفٍ صاروخي طاول منازلهم في ريف دمشق.
وأوضح المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي"، محمد السباعي، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام "وبتغطية كثيفة من سلاح الجو الروسي وقصف براجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة، تحاول، منذ الصباح، اقتحام بلدة حر بنفسه"، التابعة إدارياً لمحافظة حماه، وتقع في ريفها الجنوبي المتاخم لمناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي.
كما أشار إلى أنّ "غارات روسية استهدفت تلك المنطقة، فيما قُتل وجرح عدد من قوات النظام، وأصيب 3 أشخاص من المعارضة خلال الاشتباكات على الجبهة ذاتها"، التي يحاول النظام السيطرة عليها منذ أسابيع، بهدف إطباق حصاره على ريف حمص الشمالي، الخارج عن سيطرته منذ نحو ثلاث سنوات.
بموازاة ذلك، شنّ الطيران الروسي غاراتٍ أخرى على مناطق مختلفة في محافظة درعا الحدودية مع الأردن، جنوب سورية.
وأكد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الطيران الحربي الروسي، شن غارتين على بلدة الغارية الشرقية، ومثلهما في الغارية الغربية"، مضيفاً أن "أكثر من عشر غارات أخرى استهدفت كلا من الصورة، علما، المناطق الواصلة بين كحيل وصيدا، الشيخ سعيد".
وتشهد الجبهة الجنوبية في سورية، غارات جوية روسية منذ أواخر السنة الماضية، منحت قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها تقدماً لافتاً، على حساب مناطق نفوذ المعارضة السورية، التي خسرت مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا الشمالي، في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي. وبعد ذلك بأيام، لقيت مدينة عتمان، المتاخمة شمالاً لمحيط مركز محافظة درعا، مصيراً مماثلاً.
وفي ريف دمشق، ذكر سكانٌ محليون، لـ"العربي الجديد"، أن "خمسة مدنيين قتلوا، بينهم أطفال، بقصفٍ صاروخي من قبل قوات النظام، استهدف وسط مدينة دوما"، كبرى مدن ريف دمشق، وأهم معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وكانت منطقة المرج في الغوطة الشرقية، تعرضت، أمس، لقصفٍ من المروحيات بالبراميل المتفجرة، وهو ما لم يحدث هناك منذ أكثر من سنتين، إذ إن النظام كان يقصف بشكل شبه يومي بلدات الغوطة بالطيران الحربي والصواريخ والمدفعية، ولا يستخدم المروحيات التي حيّدها "جيش الإسلام"، إثر سيطرته على "منظومة أوسا" المضادة للمروحيات، أواسط عام 2013، بعدما اقتحم مقاتلوه كتيبة دفاع جويٍ للنظام في الغوطة الشرقية.
ويأتي استخدام النظام سلاح البراميل المتفجرة في الغوطة، والذي يعتمد عليه بشكل كبير في معاركه مع المعارضة بمختلف المحافظات، منذ نهاية الـ2013، بعد أيامٍ من مقتل العشرات من جنوده في تل صوان (جنوب عدرا وشمال الغوطة)، إذ كانوا يحاولون التقدم عند أطراف الغوطة، لكنهم وقعوا، كما أثبتت مشاهد مصورة، في مرمى نيران مقاتلي "جيش الإسلام"، الذي يسيطر على المنطقة.
اقرأ أيضاً: الطيران الروسي يكثّف غاراته وقتلى مدنيون في حلب