اتهمت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في اليمن، التحالف باستهداف أعضاء لجنة التهدئة والتنسيق المركزية، الممثلين عن الجماعة وحلفائها، بغارات جوية أمس الخميس، بالتزامن مع التصعيد الذي تشهده المناطق القريبة من الحدود.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، في تصريح مقتضب، أنه جرى "استهداف لجنة التهدئة والتنسيق بغارات جوية في محافظة صعدة، والتي كانت تعد وتجهز عبر السلطة المحلية لغرفة مشتركة"، معتبراً أن ذلك "عرقلة صريحة لعمل اللجنة ودورها".
وفي رسالة موجهة إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أوضحت اللجنة التي كانت في الكويت، بأنه جرى استهداف أعضاء فيها بثلاث غارات جوية، في مديرية مجز بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين. وجاء القصف أثناء تحرك بعض أعضاء اللجنة إلى جانب محافظ صعدة، المعين من الحوثيين، محمد جابر عوض، لتجهيز غرفة عمليات مساعدة للجنة التهدئة بحيث تكون قريبة من مناطق الصراع لدعم وقف الأعمال العسكرية.
وبحسب رسالة اللجنة، بشقها الممثل للحوثيين وحلفائهم، والموقعة من رئيسها أحمد ناجي مانع، والتي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، نتج عن الغارات إحراق سيارة المحافظ، وإصابة خمسة آخرين. وحملت الرسالة الطرف الآخر المسؤولية عن الاستهداف معتبرةً أن ذلك في إطار التصعيد وإفشال مساعي التهدئة.
وكانت لجنة التنسيق والتهدئة قد تألفت من ممثلين عن الحوثيين وآخرين عن الحكومة بالإضافة إلى مشرفين أممين، وعقدت العديد من الاجتماعات في الكويت، منذ بدء الهدنة في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي، ومع تعليق المشاورات في الـ30 من يونيو/ حزيران جرى الاتفاق على انتقال اللجنة إلى مدينة ظهران الجنوب، في السعودية.
وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع تصعيد في المواجهات والضربات الجوية في منطقتي ميدي وحرض الحدويتين مع السعودية، وذلك بين مسلحي جماعة الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، وبين قوات يمنية موالية للشرعية مدعومة من التحالف، من جهة ثانية.
وتبنى الحوثيون في الأيام الأخيرة إطلاق قذائف باتجاه السعودية، في تصعيد لافت منذ بدء التفاهمات المباشرة بين الرياض والحوثيين في مارس/ آذار من العام الجاري.