اتفاق أوليّ بين بغداد وأربيل: إدارة مشتركة لمناطق النزاع

30 أكتوبر 2017
مؤيدون للبارزاني في إقليم كردستان (سافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

توصل وفد عسكري عراقي إلى اتفاق أولي مع قوات البشمركة، قضى بتسلم مسؤولية عدد من المناطق والمدن والقبول بإدارة مشتركة لمناطق أخرى، سبق أن أصدرت الحكومة العراقية أوامرها للجيش بالانتشار فيها قبل أيام، وأدت إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 140 مقاتلا في معارك ضارية، أعنفها كان في محور سهل نينوى الشمالي. وذكر مسؤول عراقي بارز، أن "الاتفاق تمّ التوصل إليه من قبل رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي ووزير داخلية كردستان كريم سنجاري، خلال اجتماع عقد في مقر قيادة عمليات نينوى قرب الموصل برعاية التحالف الدولي". وقضى الاتفاق بحسب المسؤول العراقي بـ"إدارة أمنية مشتركة بين الجيش والبشمركة لمناطق شيخان والقوش وخازر وفايدة الكوير وقرى وقصبات مجاورة. وهي مناطق ذات خليط عربي مسيحي وآشوري وكردي كان بعضها خاضعاً لإدارة كردية قبل الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، بينما يسلّم البشمركة مناطق مخمور وزمار وسنجار وربيعة ومحيطها، وصولا إلى الحدود السورية العراقية للقوات العراقية بشكل كامل".

وحول معبر فيشخابور والمنطقة نفسها، أكد المسؤول أن "الاتفاق يتضمن إدارة مشتركة تكون فيها للقوات العراقية الحدود الدولية مع تركيا وإدارة المعبر، بينما تنتشر البشمركة في القرى المتناثرة بالمنطقة، فضلاً عن مجمع إبراهيم الخليل السكني".

بدوره، أكد القيادي في التحالف الكردستاني، حمة أمين، تفاصيل الاتفاق الذي وصفه بـ"الأولي وغير النهائي". وأوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الأكراد يريدون إثبات حسن نية لوقف القتال والحوار الجدي، وهذا الحل أعتقد أنه منصف ويشكل اختباراً لنوايا بغداد في حال رغبت بالسلم أو استمرار إراقة دماء من كلا الطرفين".

وبيّن أنه "تمّت أيضاً الموافقة على إخراج كركوك وطوزخورماتو وخانقين من هذا الاتفاق، على اعتبار أنها باتت أمرا واقعا وتحت سيطرة الحكومة الاتحادية". وكشف عن أن "أربيل وافقت على أن تدخل بمفاوضات على ضوء الدستور بعد موافقة بغداد على هذا الاتفاق وسيكون هناك ضامن أميركي". وعن الدور الأميركي في هذه المفاوضات قال: "الآن تذكرت الولايات المتحدة بأن عليها التدخل بعد كل الذي حدث عسكرياً وسياسياً".




في هذه الأثناء، باشرت حكومة إقليم كردستان استبدال عبارة "رئيس الإقليم مسعود البارزاني" إلى "رئيس الحزب الديمقراطي مسعود البارزاني"، في تأكيد على تخليه عن المنصب رسمياً وبدء مرحلة سياسية جديدة في الإقليم الكردي. وبدا ذلك واضحاً من بث التلفزيون الكردي الحكومي لقاءات البارزاني مع سفيري ألمانيا سيريل نان، وفرنسا برونو أوبيرت، في العراق، بوصفه "رئيساً للحزب الديمقراطي الكردستاني". وقال البارزاني خلال اللقاء، إنه "إذا واصلت بغداد لغة التهديد، فإن المواطنين الأكراد وقوات البشمركة سيدافعان عن كرامة وهيبة كردستان".

بدوره، قال المتحدث باسم حكومة كردستان سفين دزي لـ"العربي الجديد"، إن "إجراءات البرلمان ليوم الأحد تم البدء بتفعيلها دستورياً وبشكل سلس للغاية". وأضاف أن "الحكومة أوعزت لقوات الأمن باعتقال المتسببين بأعمال الشغب ليلة الأحد وإحراقهم لعدد من المقار السياسية وجرى اعتقال عدد كبير منهم وسيحالون للقضاء". وتابع أن "الوضع في الإقليم مستقر وآمن ولا وجود لأي شيء يعكر أمنه".

وفي أبرز ردود الفعل من الحكومة العراقية حيال أعمال الشغب التي شهدها الإقليم عقب الإعلان عن تنحي البارزاني، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي، بياناً جاء فيه أن "الحكومة تتابع عن كثب تطورات الأحداث في إقليم كردستان وما حصل من اعتداءات على مقار الأحزاب، وكذلك الإعلاميون ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات في أربيل ودهوك. وهو أمر يضر بمواطنينا في الإقليم وبالوضع العام هناك. وندعو إلى الالتزام بالنظام والقانون والتهدئة، وألا تنعكس الخلافات السياسية على المواطن الكردي الذي تضرر كثيرا نتيجة هذه الممارسات".

وقال القيادي بالتحالف الحاكم منصور البعيجي لـ"العربي الجديد"، إن "أي اتفاق يجب ألا يكون محدداً لسلطة الحكومة العراقية في المستقبل تحديداً بالمناطق الحدودية الدولية مع تركيا وسورية"، مضيفاً أن "الحكومة تفضل بدورها الحوار، لكن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يكون متوافقاً مع الدستور".