وقال راب، في مؤتمر صحافي مشترك، أمس: "نحتاج الآن إلى الإسراع في وتيرة المفاوضات، إذ إننا ندخل المرحلة النهائية. لقد اتفقنا على الاجتماع بشكل منتظم لحل القضايا العالقة بيننا".
وأكد راب على ثقته بالوصول إلى اتفاق بشأن "بريكست" مع حلول موعده النهائي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو ما وافقه فيه بارنييه بقوله إن المواعيد البرلمانية تمكن الجانبين من التوصل إلى اتفاق في موعد أقصاه بداية نوفمبر/تشرين الثاني.
وكان الطرفان قد عادا إلى طاولة المفاوضات بعد انقطاع دام ثلاثة أسابيع، وعادت معها إلى السطح القضايا الخلافية بينهما، والتي تعد معضلة الحدود الإيرلندية والتسوية الجمركية أهمها. وتستمر المفاوضات اليوم، الأربعاء، بينما يعود راب للقاء بارنييه الأسبوع المقبل لتقييم التقدم في المباحثات.
وقال بارنييه، خلال المؤتمر الصحافي، إن هناك توافقاً كبيراً بين الجانبين على قضايا الأمن والسياسة الخارجية مقارنة بالعلاقة الاقتصادية المستقبلية. وكان بارنييه قد قوض من آمال الجانب البريطاني بقبول الاتحاد الأوروبي خطة "تشيكرز" التي وضعتها حكومة تيريزا ماي، والتي تقضي بالتزام الجانبين بكتيّب قواعد تجارية مشترك، بينما يتم التفاوض على التسوية الجمركية النهائية.
ويخشى الجانب الأوروبي من أن منح بريطانيا، ذات الاقتصاد القوي عالمياً، معاملة تفضيلية في الوصول إلى سوق الاتحاد المشترك قد يقوض من مؤسسات الاتحاد وقوانينه. وعلق بارنييه على ذلك بقوله "إن التحدي الذي نواجهه في الأسابيع المقبلة يكمن في محاولة تحديد الشراكة الطموحة مع الاتحاد الأوروبي، شراكة لا سابق لها. يجب أن تحترم هذه الشراكة السوق المشتركة وأسس المشروع الأوروبي".
وأكد بارنييه على عدم تفضيل الاتحاد الأوروبي خيار عدم الاتفاق، لكونه الخيار الأكثر كلفة للجانبين. إلا أن بروكسل قلقة من ضآلة هامش المناورة الذي تمتلكه تيريزا ماي؛ فالتحضيرات لمؤتمر حزب المحافظين السنوي تشهد المزيد من المزايدات من قبل متطرفي "بريكست"، مثل بوريس جونسون وجاكوب ريس موغ، اللذين يتوقع أن يهيمنا على فعاليات المؤتمر. وتتجنب ماي الصدام المحتمل مع تيار "بريكست" المشدد لتفادي أية منافسة على زعامة الحزب.
وكانت الحكومة البريطانية قد حاولت الالتفاف على الوفد الأوروبي المفاوض من خلال التواصل مع الحكومات الأوروبية المختلفة، والطلب منها الضغط على بارنييه لتليين موقفه، ولا تزال نتائج هذه المناورة غير واضحة حتى الآن.
كما ينتظر أن يقوم راب، هذا الأسبوع، بالكشف عن خطط الحكومة للتعامل مع سيناريو عدم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وكان راب قد نفى أن تعاني بريطانيا من نقص في الأدوية في تلك الحال، يقوله: "كما سترون، عندما نكشف عن خططنا، فإن العديد من هذه القصص التي تقشعر لها الأبدان بعيدة أشد البعد عن الحقيقة، وأنتظر بفارغ الصبر أن أنشر المزيد من التفاصيل حولها يوم الخميس".
كما تعهّد أيضاً بحماية حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في بريطانيا، والبالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، في حال خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق، حيث قال "لا يمكن تخيل أننا سنقوم بأي أمر عدا عن ضمان بقائهم في بريطانيا بشكل قانوني".
وينتظر أن تكشف الحكومة البريطانية وثائق تحدد استعداداتها لسيناريو الطورائ بعد الاتفاق، إلا أن أحد العقبات في وجه نشر هذه الأوراق يكمن في عدم اطّلاع رئيسة الوزراء عليها كلياً حتى الآن لكونها في عطلتها السنوية.
وإلى ذلك، نشرت صحيفة "ذي تايمز" نتائج استطلاع للرأي أجرته حول صواب قرار "بريكست". وقال 47 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم، وفي ظل وضع المفاوضات الحالي، يعتقدون أن التصويت لـ"بريكست" كان خاطئاً، بينما أصر 41 في المائة على صواب القرار. ويعد هذا الفارق الأكبر منذ مايو/ أيار الماضي.