حذّر الائتلاف السوري المعارض، اليوم الاثنين، من مجزرة وشيكة تحضر لها قوات النظام بدعم من روسيا والحرس الثوري الإيراني، في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، مؤكدا أن هذه الأطراف تمارس أفعالاً ترقى إلى جرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية لجهة القتل بقصد التهجير.
وذكر الائتلاف في بيان تسلم "العربي الجديد" نسخة منه، أنّه يحمّل مجلس الأمن الدولي على وجه الخصوص، مسؤولية أي جريمة ترتكب بحق المدنيين في مدينة درايا المحاصرة، والبالغ عددهم نحو 12 ألفاً نصفهم من النساء والأطفال.
وتحاصر قوات النظام المدينة التابعة للغوطة الغربية منذ ما يقارب الأربع سنوات، ما تسبب بأوضاع كارثية على المستوى الإنساني، وقد بدأت في الأيام الأخيرة عملية عسكرية كبيرة، ضد مناطق سيطرة المعارضة في مدينتي داريا ومعضمية الشام وتمكنت من فصل المدينتين عن بعضهما من خلال الطريق الوحيد، الذي تسيطر عليه المعارضة ويصل بين المدينتين.
إلى ذلك، أكد الائتلاف أن "قوات النظام مدعومة بالاحتلال الروسي والمليشيات الداعمة لهما، تمارس جرائم تهدف لإجبار المدنيين على ترك بيوتهم والنزوح، وكان آخرها ما ارتكبته تلك الأطراف في ريف حلب الشمالي ودرعا"، مبيّناً أن البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ "لا تزال تتساقط على قرى وأحياء تلك المناطق، فيما يستمر تدفق الهاربين من القصف الروسي باتجاه الحدود مع تركيا في حلب وريفها، إضافة لعشرات آلاف النازحين في درعا".
واعتبر البيان أن "هذه الجرائم ترقى إلى تطهير عرقي صريح حسب القانون الدولي، وتعتبر إبادة جماعية، لجهة القتل بقصد التهجير، حسب المادة الثانية من الاتفاقية الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة بالإجماع سنة 1948، والتي نصت على اعتبار أفعال القتل والتهجير جرائم إبادة".
اقرأ أيضا: تركيا وألمانيا تعززان تعاونهما لمساعدة اللاجئين السوريين
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قد اتهم روسيا في وقت سابق اليوم بارتكاب جرائم تطهير عرقي في سورية، معتبراً أنّ التحركات الروسية في سورية ليست إلا وسيلة للفرار من أزماتها الداخلية، بينما شبّه مقاومة المعارضة السورية بـ"المقاومة التي أبدتها مدينة مرعش التركية ضد الفرنسيين، خلال حرب الإنقاذ وبمقاومة الروس ضد النازيين، في ستالين غراد".
كما حمّل الائتلاف المسؤولية الكاملة "لكل الجهات التي شاركت وتشارك في التخطيط لارتكاب هذه الجرائم وتنفيذها ودعمها، وأمام وقوع مثل هذه الجرائم تحت سمع وبصر العالم، وبشكل مستمر منذ أكثر من 4 سنوات؛ فإن على العالم أن يدرك بأن صمته على ارتكاب مثل هذه الجرائم يمثل قبولاً بها، ومساهمة في استمرارها، وبالتالي شراكة في المسؤولية عنها".
واتهّم الائتلاف الوطني المجتمع الدولي "بالنكوص إلى عهد شريعة الغاب"، وأوضح أنه في "ظل مجتمع دولي تخلى عن مسؤولياته ترك قوى إرهاب الدولة الروسية والإيرانية مع نظام الأسد، لتعبث بأمن وأرواح ملايين السوريين دون أي فعل أو رد فعل؛ فإنه يحمل الأمم المتحدة بكل مؤسساتها وهيئاتها وأعضائها، باعتبارها زعمت، طوال 70 عاماً، أنها تتولى مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين مسؤولية ما جرى ويجري في شمال وشرق وغرب وجنوب سورية طوال 5 سنوات ولا يزال".
وناشد البيان جميع أحرار العالم ومنظمات المجتمع الدولي مطالباً إياهم "بالتحرك للضغط على حكوماتهم، وإجبارها على اتخاذ الإجراءات اللازمة، لإيقاف الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سورية، بشكل فوري، وفك الحصار الخانق عن المدن والقرى في سورية، ووقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين الرازحين في ظروف لا تطاق وتعذيب همجي لا يتوقف".