وقال النائب عن المحافظة، محمد نوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعركة تسير بشكل جيد، ولم يتبق من منطقة 17 تموز والإصلاح الزراعي الإّ الجزء القليل"، مبيناً أنّ "الصعوبة تكمن في المنطقة القديمة وجامع النوري والمناطق المحيطة به، وهي ذات طبيعة جغرافية صعبة".
وأضاف نوري "هناك مشكلة في تلك المنطقة لأنّ بناءها قديم ولا يتحمل الهجمات، وفيها أعداد كبيرة من المدنيين، فضلاً عن صعوبة حركة القطعات، الأمر الذي يعقّد المشهد الميداني ويضع صعوبات أمام تحقيق الحسم في الموعد المحدّد".
وأشار إلى أنّ "المعركة لا تحتاج إلى تدخل أميركي مباشر، لأنّ قوات مكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية الأخرى متمرّسة وأثبتت نجاحاً كبيراً في حرب الشوارع"، مستدركاً: "إلّا أنّنا قد نحتاج إلى استشارات أميركية ومساعدة في مجال الأسلحة ودقتها، ومن الممكن أن تكون هناك أسلحة أكثر دقة خلال المعركة".
وأضاف "كما أنّ هناك حاجة إلى طائرات الأباتشي الأميركية بأن يكون لها دور في المعركة".
معركة الموصل "صعبة"
بدوره، أكّد السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان، صعوبة معركة الموصل، وأنّ أمام القوات العراقية تضحيات كبيرة قبل الانتهاء منها، مرجحاً أن يتخذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شكلاً جديداً بعد الهزيمة.
وقال السفير، خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى السفارة في بغداد، إنّ "المعركة ضدّ داعش صعبة جدّاً، وأمام القوات العراقية تضحيات كبيرة قبل الانتهاء من المعركة"، مؤكداً أنّ "العمليات العسكرية مستمرّة ضدّ التنظيم، لكنّ مناطق تلعفر وحديثة والقائم والحويجة ومناطق غرب نهر الفرات حتى حديثة ما زالت تحت سيطرته".
وأضاف أنّ "التنظيم محاصر في الساحل الأيمن للموصل"، مشيراً الى أنّ "التنظيم قد يأخذ شكلاً آخر بعد نهايته عسكرياً في العراق، كمنضمة متمردة، وعند ذاك فسيكون حتمياً على الحكومة العراقية التركيز على الجانب الأمني بشكل يختلف عن الأسلوب الذي اتبع بالجانب العسكري".
ولفت إلى أنّ بلاده "تتعامل بجدية اليوم مع سلامة المدنيين وإبعادهم قدر الإمكان عن أية عمليات عسكرية تقوم بها القوات الأمنية أو طيران التحالف"، مبيناً أنّ "تأخر نتائج التحقيق بشأن القصف الذي استهدف المدنيين بالموصل في مارس/آذار الماضي، كان بسبب تأخر وصول فرق التحقيق لوجود معارك كبيرة هناك".
وبشأنّ بقاء القوات الأميركية في العراق بعد داعش، أكد السفير أنّ "هذا القرار يعود إلى الحكومة العراقية".
على الصعيد الميداني، تخوض القوات العراقية اشتباكات عنيفة ضد عناصر "داعش" في منطقة النجّار غربي الموصل".
وأكّد ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القطعات سيطرت على مساحات واسعة من المنطقة، لكنّ التنظيم، الذي ما زال يحتفظ بأجزاء منها، هاجم القطعات ويخوض اشتباكات عنيفة معها"، مبيناً أنّ "التنظيم يستخدم أسلوب الكر والفر في هجماته السريعة، فهو يضرب وينسحب، خوفاً من طيران التحالف الدولي الذي يوفر الغطاء الكامل للقطعات العراقية".
في مقابل ذلك، قصف تنظيم داعش القطعات العراقية في منطقة غابات الموصل، ما تسبب بسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وذكر المصدر العسكري ذاته، أنّ "القصف نفذه التنظيم بالصواريخ ومدافع الهاون، وأسقط نحو 20 قتيلاً وجريحاً من القوات العسكرية، كما تسبب بأضرار في عدد من العجلات".