أعلنت الشرطة الفنلندية، مساء اليوم الخميس، أن أكثر من 20 مواطناً فنلندياً، من أبوين فلنديين في الأصل، قاتلوا في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). واعتبرت الشرطة في العاصمة هلسنكي "أن هؤلاء الجهاديين يشكلون حالة مقلقة للسلطات، وخصوصاً بعد هجوم باريس".
وقدرت السلطات، إنه من أصل 50 جهاديّاً عاد 20 منهم إلى البلاد، بينما قتل من ستة إلى تسعة فلندياً في مناطق عراقية وسورية.
وتعترف السلطات الأمنية الفنلندية، بأنها تراقب عن كثب فنلنديات دخلن الإسلام "بسبب ميولهن الجهادية أو جنوحهن نحو التشدد".
وتقول الشرطة، إنها "تفعل كل ما في استطاعتها لمنع هؤلاء من السفر إلى مناطق النزاع"، ويضيف المتحدث باسم شرطة هلسنكي، ياري تابونين، أن "هؤلاء الأشخاص يتعرضون بأنفسهم للعنف في مناطق الحرب، وحين يعودون إلى البلاد فمن الممكن أن يمتلكوا إرادة ورغبة لتنفيذ عمليات عنف هنا".
وبحسب ما صدر عن إدارة الشرطة فإن معظم الحالات التي يجري الحديث عنها، هي من منطقة العاصمة هلسنكي وغالبيتهم انضموا إلى "داعش" مع نهاية العام الماضي.
وتأمل الشرطة القيام بأعمال وقائية لوقف "تطرف هؤلاء الشبان"، على الرغم من أن الأمر "ليس بتلك السهولة، لكن الخطوة الأولى تتخذ من خلال التعرف على تلك الحالات، ومن ثم مساعدتها بالتعاون مع منظمات مختلفة لوضع برامج مراقبة وتأهيل ومنع الجنوح نحو التطرف بين أتباع الديانات المختلفة"، وذلك بحسب ما صدر عن الشرطة الفنلندية.
من جهتها، لم تؤكد ولم تنفِ الاستخبارات الفنلندية ما صدر عن شرطة العاصمة.
وأثار هذا الإعلان صدمة في هلسنكي، وخصوصاً مع التأكيد أن 20 شخصاً هم من أبوين فنلنديين في الأصل. وعبر البعض عن امتعاضه من "تراخي وتساهل الأجهزة الأمنية، مقارنة مع ما تقوم به تلك الأجهزة في دول الجوار وفي الاتحاد الأوروبي". وبينما ذهب آخرون إلى "تحميل الأهل مسؤولية ما يقوم به أولادهم"، اعتبر فنلنديون آخرون أن "الأهل لا يمكنهم تحمل مسؤولية ما يقوم به أولادهم البالغون".
وفور الإعلان عن هذه الأرقام انتشرت بعض التعليقات التي قلدت الأجواء في دول اسكندنافية باعتبار هؤلاء الشباب، وخصوصاً الفتيات اللاتي أصبحن مسلمات خائنات، يجب محاكمتهن جميعاً بتهمة الخيانة.
ولا تشارك فنلندا كما تفعل الدنمارك في التحالف الدولي الذي يخوض حرباً ضد "داعش"، منذ خريف العام الماضي. وعلاقة فنلندا بالإسلام علاقة قديمة جداً إذ ينشط فيها مركز إسلامي منذ بدايات القرن العشرين، وكان فيها الكثير من التسامح، لكن مع توسع الخوف من الإسلام بات لليمين المتشدد شعبية وخطاب يستند إلى التخويف من "أسلمة أوروبا". وتفيد تقارير إعلامية عن تنسيق بين هذا اليمين المتشدد وشبيهه في دول الشمال وبعض دول الاتحاد الأوروبي.