قرر وفد المعارضة السورية إلى جنيف، قبل دقائق، توجيه رسالة عاجلة إلى المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، اقترح فيها ضم ممثلي منصتي القاهرة وموسكو إلى وفدها كشرط لعدم الانسحاب من محادثات جنيف التي تفتتح الساعة السادسة مساء اليوم بتوقيت جنيف (السابعة بتوقيت القدس المحتلة).
وأوضحت مصادر "العربي الجديد" أن رسالة المعارضة جاءت كردّ على اقتراح دي ميستورا بمساواة منصتي القاهرة وموسكو مع وفد المعارضة الرئيسي، من خلال جلوس ممثلين اثنين عن كل منصة (القاهرة وموسكو) بشكل منفصل عن وفد المعارضة، أي أن يصبح للمعارضة ثلاثة وفود، وهو ما يرفضه بالكامل وفد الهيئة العليا للتفاوض والائتلاف، الذي يصر على ضمّ بقية ممثلي المنصات الأخرى، إلى وفده ليكون للمعارضة فريق واحد في وجه النظام.
وأحرج دي ميستورا المعارضة السورية باقتراحه إجراء جلسة افتتاحية في الأمم المتحدة، تجمع وفد النظام السوري، ووفد الهيئة العليا للمفاوضات، إلى جانب اثنين من منصة القاهرة واثنين آخرين من وفد موسكو، اليوم الخميس في أول اجتماع له مع الوفود.
وكان دي ميستورا قد اجتمع مع وفد النظام السوري متمثلاً برئيس الوفد بشار الجعفري فقط، اليوم في الساعة العاشرة صباحاً، ومن ثم اجتمع مع وفد المعارضة السورية المتمثل بالهيئة العليا للمفاوضات، والذي اقتصر على كل من نصر الحريري رئيس الوفد ويحيى قضماني رئيس البعثة.
وعلم "العربي الجديد" أن المبعوث الدولي اقترح على الوفود أن يجري جلسة افتتاحية للجولة الأولى من مفاوضات جنيف4، تجمع كلا من وفد النظام ووفد الهيئة العليا كوفد رئيسي بالإضافة إلى طاولتين صغيرتين، يجلس عليهما ممثلان من منصة القاهرة، وممثلان من منصة موسكو، وذلك بحضور ممثلين عن مجموعة الدعم الدولية.
وكان دي ميستورا قد قدم تنازلات لوفد الهيئة العليا بعد إصرارها على عدم قبولها المقترح، حسب مصدر خاص، مضيفاً أن دي ميستورا غيّر موعد الجلسة الافتتاحية من الساعة الثالثة حتى الساعة السادسة، لتتمكن الهيئة من اتخاذ قرارها، كما قلل عدد ممثلي منصتي القاهرة وموسكو من 3 إلى 2.
واعتبرت بعض الأطراف في المعارضة أن دي ميستورا كان يريد إحراجها من خلال هذا الاقتراح، عبر عدم منحهم الوقت الكافي لأخذ القرار المناسب، وخصوصاً أن امتناعها عن الحضور سوف يؤدي إلى فشل المفاوضات والعودة للساحة العسكرية التي بات النظام له الأفضلية بذلك.
وقال معارض سوري لمراسل "العربي الجديد" في جنيف، إن دي ميستورا يهدف من ذلك الاقتراح، تحقيق اختراق كبير في الجولة الحالية، بحيث يحقق الغاية منها، وهي تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية بعد قبول الهيئة بحضور القاهرة وموسكو في الجلسة الافتتاحية.
وكان المبعوث الدولي قد صرّح أمس الأربعاء في مؤتمر صحافي له في جنيف أنه "يريد تحقيق قوة دافعة كبيرة خلال هذه الجولة"، مضيفاً أن هذه المفاوضات بداية لسلسلة جولات، للبحث بعمق في حل سياسي، مؤكداً أن المفاوضات ستركز على تأسيس حكم شامل غير طائفي ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات بسورية، وهي النقاط الثلاث التي نص عليها القرار الدولي 2254.
ورصد صحافيون خروج الحريري من الاجتماع اليوم، على عجل، إذ تحدث البعض عن "علامات انزعاج" ظهرت عليه حين سئل عما إذا كان سيعقد مؤتمراً صحافياً في مقر إقامته، قبل أن يجيب بالنفي.
وترفض الهيئة العليا للمفاوضات إضافة أي منصة أخرى إلى صفوف المعارضة باعتبارها المسؤولة عن تشكيل الوفد المفاوض، وأعلنت عن ضم ممثلين عن جميع المنصات خلال تشكيل الوفد المفاوض الذي نصبت نصر الحريري رئيساً له.
في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، اليوم قبيل انطلاق مفاوضات جنيف السورية أن وفد النظام ذهب إلى جنيف لمناقشة تسوية سياسية وليس تغيير القيادة، معتبراً أن هذا حلم لن يتحقق.
وقال المقداد "نحن لا نتحدث عن انتقال سياسي، ما يعني بالنسبة لهم أن تذهب القيادة كلها ويأخذوا هم البلاد. نحن لن نذهب إلى جنيف لإعطائهم هذا. هذا لن يحصل أبداً، نحن ذاهبون إلى جنيف لنجد تسوية سياسية وليس لتغيير الحكومة".
وتابع "التغيير الحكومي مسؤولية الشعب السوري الذي انتخب الأسد قائداً له. دعهم يطالبون بما يشاؤون، دعهم يحلمون، هذا لن يتحقق أبداً. إذا استمعنا لهم والمجتمع الدولي سمع لهم سورية ستدمر".