حاول مشاركون في ندوةٍ نظّمها معهد بروكنغز الدوحة، أقيمت مساء أمس الإثنين، استقراء ما يمكن أن يشهده الصراع في سورية عام 2017، بعد تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة، وبعد استيلاء قوات النظام السوري على شرق حلب.
الندوة التي غاب عنها جهاد مقدسي، الذي قدم على أنه يمثل "منصة القاهرة" في المعارضة السورية، ولم يفسَّر سبب تغيبه، حاولت استشراف مصير الصراع السوري. هل سينتهي أم أنه سيدخل مرحلة جديدة من العنف الذي طال أمده، بالإضافة إلى فرص إحياء محادثات السلام ودور الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب.
رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السابق أحمد معاذ الخطيب، طالب الجميع بتغيير طريقته في التعامل مع الأزمة السورية، معتبرا أن التطورات الأخيرة في المشهد السوري، ما بعد حلب، ووقف إطلاق النار المتعثر بين النظام والمعارضة، يحمل فرصة لإحداث تغيير إيجابي على الأرض، من خلال وقف الصراعات الإقليمية والدولية التي تحصل في سورية، للوصول إلى حل يحتاج إلى تعاون الجميع.
واستبعد الخطيب حصول أي تطور إيجابي خلال العامين المقبلين، في ظل إدارة ترامب، معتبراً أن سياسات الإدارات الأميركية المتعاقبة وحروبها في العراق، سبب في نشوء الفكر المتطرف في المنطقة.
أما المعارض السوري وأستاذ العلوم السياسية في جامعة حمد بن خليفة، لؤي صافي، فوصف الصراع في سورية بأنه متعدد المستويات، وأنه ناتج من رغبة الأغلبية السورية في تغيير النظام الاستبدادي الطائفي. ورأى أن "الصراع في سورية، قد تحول إلى صراع جيو سياسي، وساحة للصراع بين قوى دولية تريد أن توسع دائرة نفوذها وتتحكم في مفاصل الشرق الأوسط، حيث تشهد سورية حالياً مرحلة احتلال خارجي روسي إيراني، يستخدم الطرفان النظام فيه لتوسيع نفوذهما".
واعتبر صافي أن العام 2017 سيشهد تصعيداً في مستوى الصراع في سورية، لأن الإدارة الأميركية برئاسة ترامب، ستضع أولوية للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة ،ما سينتج عنه تحالفات جديدة تعقد الصراع بشكل أكبر، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن ترامب يريد التعاون مع روسيا في سورية.
بدوره، وصف مدير الأبحاث في مركز سياسات الشرق الأوسط دانيال بايمن، موقف إدارة دونالد ترامب من الأزمة السورية بالغموض، قائلا إن هناك رئيسا جديدا يصل إلى سدة الحكم ، يحيط الغموض بمواقف إدارته ومستشاريه. ومواقف ترامب المعلنة، تدل على أنه لا يأبه بالمنطقة، وأن القلق الوحيد الذي ينتابه هو "الإرهاب"، فتصريحاته تجاه ما تشهد المنطقة من صراعات متناقضة، ولم توضح الوجهة السياسية التي يمكن أن يذهب إليها. وبالتالي يرى أن عام 2017 في سورية، قد يكون أسوأ من العام الماضي.
ولفت بايمن إلى أن التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية برئاسة ترامب، في منظورها، ليست في سورية بل في أوروبا، وأن مصلحتها الاستراتيجية محاربة "الإرهاب"، وهو ما قد يعني التقاءها مع روسيا التي لن تقبل إلا أن يسيطر النظام الحالي على البلاد، في أي حل سياسي مقبل.