وقال الناطق باسم مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني جاويد فيصل، لـ"العربي الجديد"، إن الخطوة جاءت تنفيذاً لمرسوم الرئيس الأفغاني بالإفراج عن أسرى "طالبان"، بالنظر إلى حالاتهم الصحية وأعمارهم ومدى قدرتهم الصحية على مواجهة فيروس كورونا، علاوة على النظر إلى فترة محكوميتهم في السجن.
وأوضح فيصل أنّ المفرج عنهم هم من القائمة التي سلمها وفد "طالبان" للحكومة الأفغانية، الذي وصل قبل أيام إلى كابول.
وكانت حركة "طالبان" قد أعلنت، قبل يومين، تعليق الحوار مع الحكومة الأفغانية بشأن الأسرى، مؤكدة أنّ وفدها لن يشارك في أي اجتماعات مع الحكومة الأفغانية، ابتداء من صباح يوم أمس الثلاثاء، إذ لا جدوى منها.
وكان المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، سهيل شاهين، قد كتب في وقت سابق في تغريدة على موقع "تويتر"، أن الحركة أرسلت وفداً من ثلاثة أعضاء إلى كابول من أجل توثيق الأسرى المفرج عنهم والمساعدة بهذا الشأن، إذ كان متوقعاً بدء عملية الإفراج عن الأسرى وفق اتفاق الدوحة بين "طالبان" وواشنطن، غير أن تلك العملية لم تبدأ حتى الآن وتأخرت بذرائع متعددة.
Twitter Post
|
كما أعلنت "طالبان"، أمس الثلاثاء، مغادرة وفدها للعاصمة الأفغانية كابول، بعدما اعتبرت أن بقاءه لا جدوى منه.
وسبق أن قال مسؤول إدارة مراقبة الحكومات المحلية متين بيك، وهو عضو في الهيئة التي عيّنتها الحكومة الأفغانية من أجل الحوار مع "طالبان"، إن الحكومة لن تفرج عن قيادات "طالبان" أو عناصرها الضالعين في الهجمات الكبيرة، وعددهم 15، مشدداً على أن الحكومة غير مستعدة على الإطلاق للإفراج عنهم، ومعتبراً في الوقت نفسه أن ضغوط "طالبان" بهذا الخصوص غير مقبولة بالمرة.
وأكد بيك، في مؤتمر صحافي، يوم الاثنين، في كابول، أن الحكومة مستعدة للإفراج في البداية عن 400 عنصر من "طالبان"، وهم من ذوي الأحكام الخفيفة، لكن باقي الأسرى سيتم الإفراج عنهم تدريجياً، شريطة موافقة "طالبان" على خفض وتيرة العنف، مع تقديم ضمانات بعدم عودة هؤلاء إلى ميادين القتال مرة أخرى.
وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، قال مصدر في الحكومة الأفغانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طالبان خففت موقفها قليلاً، وتريد أن تفرج عن أسراها بشكل تدريجي، بحيث يتم الإفراج عن 500 سجين كل يوم، وليس مرة واحدة كما كانت تطلب سابقاً، ولكنها تصر على إطلاق سراح الجميع، بمن فيهم القياديون الذين ترفض الحكومة الإفراج عنهم".
وكان وفد من "طالبان" قد وصل في 31 مارس/ آذار المنصرم إلى كابول من أجل التباحث مع الحكومة الأفغانية بشأن قضية الأسرى، وفق الاتفاق التاريخي المبرم بين "طالبان" وواشنطن في الدوحة، في فبراير/ شباط، والذي ينص على الإفراج عن 5 آلاف سجين لـ"طالبان" مقابل إفراج الحركة عن ألف سجين للحكومة.
وتعتبر "طالبان" الإفراج عن أسراها شرطاً أساسياً لبدء المرحلة الثانية من عملية السلام، المتمثلة بالحوار الأفغاني - الأفغاني.