قال مسؤولون عراقيون في بغداد إن القوات الأميركية رفعت من إجراءاتها الأمنية بمحيط مقراتها وقواعدها العسكرية في مناطق عدة من البلاد، وذلك بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن الحرس الثوري "جماعة إرهابية"، فيما تتواصل ردود الفعل العراقية حيال الإعلان، أبرزها جاء على لسان قوى وفصائل مسلحة ضمن ما يعرف بمليشيات "الحشد الشعبي"، التي تدين أغلب فصائلها بالولاء لإيران.
وأكد مسؤول عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن "أي تصعيد بين واشنطن وطهران سيجد صداه في بغداد"، مضيفا أن القوات العراقية المتشاركة مع الأميركيين في قواعد ومعسكرات بالأنبار وبغداد وصلاح الدين لاحظت عملية تصعيد أميركية في الإجراءات التي اتخذتها حول مقرات جنودها ومرابض المروحيات والآليات القتالية التابعة لها، مشيرا إلى أن طائرات المراقبة تحلق في محيط مناطق الوجود العسكري الأميركي رغم وجود انتشار وإجراءات مماثلة للقوات العراقية حول مقراتها، لكن لـ"الأميركيين إجراءاتهم الخاصة، والتي زادوا عليها اليوم".
وتابع المصدر ذاته: "لا يوجد ما يمكن الربط بينه وبين هذا التأهب سوى الإعلان الأميركي عن إدراج الحرس الثوري في لائحة الإرهاب"، مستبعدا بالوقت نفسه أن يكون هناك تهديد على القوات الأميركية من قبل أطراف محسوبة على الإيرانيين في العراق، حيث أكد أن "أي استهداف من هذا القبيل يعني الانتقال من الحرب الباردة بين الأميركيين والإيرانيين إلى الاقتتال الفعلي، والعراق ساحتهم الرئيسة"، على حد قوله.
وقال ضابط في قاعدة التاجي شمالي بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأميركية تخضع لواء من الجيش العراقي لعمليات تدريب على قتال المدن وحرب الشوارع منذ أيام، والمناهج مستمرة بلا تغيير، كما لم نلحظ أي تغيير في إجراءاتهم الأمنية التي يتخذونها لحماية أنفسهم"، مؤكدا أن "الأمر قد يندرج ضمن مناطق محددة بالعراق دون سواها".
في المقابل، تتواصل ردود الفعل من قوى سياسية وفصائل مسلحة مرتبطة بإيران في العراق حيال اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية.
وقال تحالف الفتح، وهو الجناح السياسي الجامع لعدد من أبرز الفصائل المسلحة في العراق، إن قرار ترامب بإدراج الحرس الثوري الإيراني في لائحة الإرهاب "أرعن".
وأشارت النائب عن التحالف، ميثاق الحامدي، إلى أن "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإدراج الحرس الثوري الإيراني في لائحة الإرهاب قرار أرعن واستهتار بمقدرات الشعوب وتدخل سافر بشؤونها"، مضيفة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية، أنه "جاء نتيجة ضعف موقف وقرارات الدول العربية الإسلامية المخيبة للآمال"، مشيرة إلى أن "المواقف المتخاذلة دفعت ترامب إلى التمادي في قراراته".
فيما علقت مليشيا "النجباء"، التي أدرجتها واشنطن الشهر الماضي في لائحة الإرهاب أيضا، على القرار الأميركي بأنه "غير مؤثر".
وقال المتحدث باسم المليشيا، أبو وارث الموسوي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، إن "هذا القرار هو جزء من العقوبات السياسية والاقتصادية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والعراق ليس متمحورا لكي يلتزم بالقرارات الأحادية الأميركية، سواء فرض العقوبات أو تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب"، مبينا أن "هذه التصنيفات والقرارات جزء من الحرب النفسية، ولن تؤثر على السلوك العملي والسياسي والعسكري والفكري لكافة فصائل المقاومة"، على حد قوله.
من جانبه، قال محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي إن "على العراق عدم حشر نفسه في زاوية هو في غنى عنها"، وذلك في إشارة إلى تصاعد وتيرة التصريحات من أطراف عراقية رافضة للقرار الأميركي حيال الحرس الثوري الإيراني.
وذكر النجيفي، في تغريدة على حسابه الشخصي في "تويتر"، أن "إدراج الحرس الثوري الايراني في قائمة الاٍرهاب من عدمه قضية بين إيران والولايات المتحدة". وأضاف: "ينبغي على القيادات العراقية ألا تحشر العراق في زاوية هو في غنى عنها، وإلا تجعل منه مصداً لكلا الطرفين في صراعهما".