يتسارع وقع أحداث محافظة البصرة العراقية، والتي شهدت تظاهرات واحتجاجات رافقتها أعمال عنف، ففي الوقت الذي أقال فيه رئيس الحكومة، حيدر العبادي، قائد عملياتها وعيّن قائدا جديدا، بدأ أمن المحافظة بعمليات مطاردة وملاحقة قادة التظاهرات، وسط توتر أمني.
وقال المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني، العميد يحيى رسول، في بيان صحافي، اليوم السبت، إنّ "رئيس الحكومة حيدر العبادي، وجّه بإقالة قائد عمليات البصرة، الفريق الركن جميل الشمري، من منصبه، على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات التي شهدتها المحافظة"، مؤكدا أنّه "تم تعيين الفريق رشيد فليح قائدا للعمليات".
وأشار إلى أنّ "هذا التغيير في قيادة العمليات، هو تغيير طبيعي بين القيادات العسكرية"، مبينا أنّ "القائد الجديد يمتلك عقلية استخباراتية، وأنّ الوضع الحالي يتطلب عملا استخباريا".
وتسلّم فليح مهامه الجديدة في المحافظة، وبدأ باتخاذ إجراءات أمنية للسيطرة على أوضاع المحافظة.
وتشهد البصرة ارتباكا أمنيا منذ تظاهرات الأمس وما رافقها من أعمال عنف وحرائق، وبينما تنتشر قوات الأمن في أغلب شوارع المحافظة ومناطقها الحساسة ودوائرها، وصلت تعزيزات عسكرية إضافية من بغداد للسيطرة على الوضع.
وفي السياق، بدأت قوات الأمن بملاحقة قادة تظاهرات البصرة، والناشطين المدنيين في المحافظة، وقال مسؤول أمني في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "توجيهات أمنية صدرت في المحافظة، بملاحقة قادة التظاهرات، والمتورطين في أعمال العنف فيها".
وأكد أنّ "الجهات الاستخبارية أعدت قوائم بأسماء قادة التظاهرات والناشطين، ممن تورطوا في أعمال العنف وحرق دوائر الدولة"، مبينا أنّ "عمليات الملاحقة وجمع المعلومات بدأت فعلا في المحافظة، وسيتم اعتقال كل من تورط في تلك الأعمال".
في غضون ذلك، تواصلت قيادة عمليات البصرة، مع مجموعة من الناشطين، لتشكيل مجاميع خاصة من الأهالي، لحماية المنشآت الحكومية والأهلية. وقال مسؤول في قيادة العمليات، لـ"العربي الجديد"، "تمّ الترتيب والتواصل مع وجهاء وناشطين في المحافظة، لإعداد مجاميع من الشباب العاطلين، لتولي مهام حماية مؤسسات الدولة".
وأكد أنه "تم بالفعل إعداد قوائم بالأسماء، ويتم حاليا العمل على نشرهم في المواقع المهمة، وتزويدهم بهويات وأسلحة"، مبينا أنّ "هذه المجاميع ترتبط بقيادة العمليات وتعمل تحت إمرتها".
ويؤكد ناشطون، أنّ التظاهرات ستستمر، محذرين القوات الأمنية من محاولات تشويه مسارها.
وقال ناشط مدني في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تظاهراتنا جاءت للمطالبة بالحقوق ولن نتراجع عنها"، محذرا القوات الأمنية من "محاولات التضييق على المتظاهرين وإلصاق التهم بهم".
كما أكد أنّ "استمرار التظاهرات أصبح أمرا واقعا، فلا يمكن لنا أن نضيّع حقوق الشعب وحقوق قتلانا وجرحانا الذين سقطوا".