تمكنت فصائل "غرفة قيادة وإدارة معركة المرج" اليوم الثلاثاء، من استرجاع بعض النقاط التي خسرتها أمس، في الغوطة الشرقية لدمشق، وسط استمرار المعارك مع المليشيات التابعة للنظام هناك، فيما يشن الطيران الحربي منذ الصباح غارات جوية في المنطقة، والتي تُعتبر جبهة استراتيجية بالغة الأهمية.
وأكدت مصادر عدة في الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد" أن مقاتلي "غرفة عمليات المرج التي تم تشكيلها في الساعات القليلة الماضية، تمكنوا من استعادة مطار المروحيات الرئيسي قرب مرج السلطان، وكبدوا المليشيات خسائر مادية وبشرية"، مشيرين إلى أن "المعارك منذ صباح اليوم على أشدها في جبهات المرج، وسط شن الطيران الحربي لأكثر من أربع غارات على نقاط التماس".
يأتي ذلك بعد ساعات من إحراز قوات النظام لتقدمٍ غير مسبوق في جبهة المرج، وقد شكل ذلك تحدياً كبيراً لفصائل المعارضة، والتي تداعت لتشكيل "غرفة عمليات لإدارة وقيادة المعركة في قطاع المرج"، وضمت كلاً من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وهي فصائل ينشط معظمها في تلك الجبهة منذ أكثر من سنتين بنسبٍ متفاوتة.
وكان النظام قد بدأ منذ أسابيع حملة عسكرية عنيفة، إذ دفع بالمئات من عناصر المليشيات المتحالفة معه، إلى تلك جبهة المرج، والتي تعرضت لمئات الغارات الجوية بالتزامن مع المعارك، وباءت كل محاولات النظام للتقدم فيها بالفشل، إلى حين نجحت قواته بالتقدم، يومي الأحد والإثنين، وسيطرت على بلدة مرج السلطان، ومطار المروحيات القريب منها، وباتت على بعد عشرات الأمتار من "المطار الاحتياطي" القريب أيضاً، والذي تسيطر عليه فصائل المعارضة.
اقرأ أيضاً تقرير: القصف الروسي يستهدف المدنيين والبنى التحتية بدير الزور
وتكمن خطورة وأهمية تلك الجبهة في أنها تتوسط تقريباً الغوطة الشرقية، ويمكن أن تقسمها شطرين في حال خرجت عن سيطرة المعارضة، إذ إن النظام يسيطر الآن على نحو سبعين بالمائة من مساحات منطقة المرج، وفي حال ثَبّتَ مواقع قواته هناك، فهذا يؤدي لتوسيع محور سيطرته من عدرا العمالية شمالاً، مروراً بمرج السلطان، وصولاً لبلدة حتيتة التركمان، المتاخمة لطريق مطار دمشق الدولي، إلى الجنوب من المرج بنحو ثمانية كيلومترات، وبالتالي تشديد الحصار على الغوطة الشرقية.
وفي حال نجح سيناريو النظام هذا، فإن ذلك سَيَفصِلُ ما يمكن تسميته قطاع دوما (شمالاً) والبلدات الواقعة جنوبها (أبرزها: مسرابا، كفربطنا، حمورية، عربين، سقبا، عين ترما)، عن مناطق جنوب الغوطة، وخاصة زبدين ودير العصافير (المتاخمتين لمدينة المليحة)، إذ سَتُعزلان بمحيطٍ يسيطر النظام على معظم مساحاته.
وتكبد النظام لتحقيق مخططه الذي لم ينجح حتى الآن بالمرج، والقاضي بفصل الغوطة لشطرين، خسائر مادية وبشرية كبيرة، على مدار أكثر من عشرة أسابيع، لكن الخرق الذي حققه خلال اليومين الماضيين، يُعتبر الأبرز في معارك الغوطة الشرقية، منذ أن سيطر في أغسطس/آب من السنة الماضية، على بلدة المليحة، بعد مائة وخمسة وثلاثين يوماً من المعارك الطاحنة، والتي مُني فيها الطرفان بخسائر مادية وبشرية، اعتبرت حينها غير مسبوقة في معارك ريف دمشق، والتي بدأت أواخر سنة 2011.
اقرأ أيضاً: مقتل نحو 30 مدنياً بقصف روسي شمال سورية