تظاهر مئات العراقيين، مساء الجمعة، في العاصمة العراقية ومدن جنوبية، احتجاجاً على تفشي الفساد وتجاهل الحكومة للمطالب الشعبية التي رفعتها التظاهرات المستمرة منذ أكثر من أربعين يوماً، فيما طالب متظاهرون في مدينة النجف (180 كلم جنوب بغداد)، بـ"تغيير النظام".
وقال عضو بتنسيقيات بغداد إن تظاهرة ساحة التحرير، وسط العاصمة، تمت في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها القوات العراقية، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن المتظاهرين طالبوا بالاستجابة للمطالب الشعبية التي رفعتها التظاهرات خلال الأسابيع الماضية.
وأوضح أن المتظاهرين رفعوا لافتات منددة بالسياسات الحكومية التي تجاهلت مطالب المحتجين، مبيناً أن المحتجين لوّحوا بتصعيد أساليب حركتهم الاحتجاجية إذا لم تتجاوب الحكومة مع مطالبهم.
كما أشار إلى قيام القوات العراقية بالتضييق على المتظاهرين، مؤكداً أن الكثير من المحتجين لم يتمكنوا من الاشتراك في التظاهرة بسبب الحواجز التي منعتهم من الوصول إلى ساحة التحرير.
كما شهدت محافظة البصرة (جنوبا)، تظاهرات منددة باستمرار مظاهر الفساد، وتردي الخدمات، وتدني المستوى المعيشي.
وقال الناشط في احتجاجات البصرة، مهدي المنصوري، إن عشرات العراقيين تظاهروا أمام مبنى الحكومة المحلية في البصرة للمطالبة بـ"وضع حد للفاسدين"، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المتحتجين طالبوا أيضا بتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة، والإسراع برفع مستوى الخدمات الذي شهد تدنيا ملحوظا منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
وأشار إلى انطلاق تظاهرة مماثلة في منطقة الهوير، شمال البصرة، موضحاً أن المتظاهرين هناك طالبوا بـ"محاسبة القوة الأمنية التي تسببت بمقتل متظاهر الأربعاء الماضي".
وأضاف المنصوري "نظم العشرات من مواطني البصرة تظاهرة في حي الشرطة، وسط المحافظة"، مؤكدا أن المتظاهرين طالبوا بتوفير الخدمات، وإكمال المشاريع المتوقفة في منطقتهم التي تعاني من الإهمال منذ سنوات.
وفي السياق، صعّد متظاهرو النجف لهجتهم تجاه الحكومة العراقية التي اتهموها بـ"التغاضي عن مطالب المتظاهرين".
وقال فائز الهلالي، وهو أحد منظمي تظاهرات النجف، إن مئات العراقيين خرجوا، مساء الجمعة، للمطالبة بـ"تغيير النظام"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن المحتجين طالبوا بـ"تغيير المنظومة الحاكمة، واستقالة الحكومة الحالية، وفسح المجال للحكومة الجديدة" التي طالبوا بالإسراع في تشكيلها، كما طالبوا بـ"تقديم جميع الفاسدين للقضاء، وإرغامهم على إعادة جميع الأموال التي سرقوها".
وأشار الهلالي إلى أن التظاهرات ستستمر حتى تحقيق جميع المطالب.
إلى ذلك، ذكر مصدر محلي أن مئات العراقيين تظاهروا، مساء الجمعة، وسط مدينة كربلاء، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن المتظاهرين طالبوا بتحسين الخدمات، والقضاء على الفساد المتفشي في المحافظة.
وفي الوقت الذي يواصل أهالي محافظة المثنى الجنوبية اعتصامهم لليوم العشرين على التوالي، نفذت القوات العراقية حملة اعتقالات هناك طاولت بعض الناشطين، بحسب مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد"، إن المحافظة شهدت، عصر اليوم، تجدد التظاهرات التي شارك فيها المئات.
وقالت قيادة شرطة المثنى إنها اعتقلت 15 عراقيا، اليوم الجمعة، موضحة، في بيان، أن المعتقلين أحيلوا إلى مركز للشركة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.