بنادق الصيد وراء إصابة عدد من متظاهري بغداد... ومدن الجنوب تواصل
الانتفاضة
وتجددت التظاهرات في العاصمة بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، اليوم الجمعة، على الرغم من تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة بمنع التجمعات الكبيرة، ضمن إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، الذي أعلن العراق تسجيل 38 مصاباً به حتى الآن، توفي منهم اثنان في العاصمة بغداد، وثالث في مدينة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق.
المواجهات اندلعت بين الأمن والمتظاهرين بعد تقدم قوات مكافحة الشغب، ووحدات من الشرطة، باتجاه مناطق وجود المتظاهرين، مستخدمين بنادق صيد الطيور التي تطلق كرات معدنية صغيرة، فضلاً عن قنابل الغاز، والرصاص الحي، بينما استخدم بعض المتظاهرين الحجارة في محاولة منهم لمنع سيطرة الأمن على مناطق وجودهم بالقرب من ساحة الخلاني والشارع الرابط بينها وبين ساحة التحرير.
وقال طبيب في مستشفى الكندي بالعاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ عدد من استقبلهم المستشفى جراء المواجهات "بلغ 17 متظاهراً حتى الآن، بينهم فتى في الخامسة عشرة من العمر بحالة حرجة، نتيجة إصابته في منطقة الصدغ والصدر بكرات حديدية، أطلقت عليه من بنادق صيد على ما يبدو، كما في حالة باقي المصابين"، لافتاً إلى أنّ هناك حالات تم إسعافها من قبل المفارز الطبية ولم تصل إلى المستشفى لعدم الحاجة إلى ذلك.
من جانبه، قال محمد إسماعيل الطائي، أحد متظاهري ساحة التحرير، لـ"العربي الجديد"، إنّ المواجهات تجددت بعد تقدم الأمن نحو المتظاهرين، وبعض الأفراد من جهاز مكافحة الشغب أسمعوا المتظاهرين عبارات نابية وحركات غير مؤدبة استفزتهم.
وأضاف أنّ "عناصر أمن من خلف الحواجز صاروا يتباهون بوجبات الطعام التي تصل إليهم ظهراً أو مساء، ويلوحون بها للمتظاهرين في تصرف غير إنساني".
في المقابل، أصدرت تنسيقية التظاهرات العراقية في بغداد، بياناً جديداً قالت فيه إنّ "الكتل السياسية مستمرة بخوض صراع تحاصص الدولة، وتقاسم ثرواتها، متجاهلة مطالب الشعب بتصحيح مسار العملية السياسية، وبإنهاء عرف المحاصصة الطائفية لقوى السلطة، التي تخدم مصالحها الضيقة على حساب مصلحة البلاد، وهذا ما جسدته ثورة أكتوبر عبر مطالبها، ونضال شبابها السلمي".
وأضاف البيان أنّ "المتظاهرين يؤكدون على وقوفهم ضد أي محاولة لإعادة طرح أسماء قد رفضتها ساحات الاعتصام من قبل، لتسنم منصب رئاسة الوزراء، ولهذا فإن الثورة ليست في وارد تقديم حل أو طرح أسماء من أجل إخراج السلطة من مأزقها، وهي متمسكة بالشروط التي رفعتها الساحات كخطوة أولى نحو الحل".
وشدد البيان على أنّ "المرحلة المقبلة تتطلب وجود رئيس وزراء يتعهد بتنفيذ ما حددته الثورة من قبل، بالتهيئة لانتخابات مبكرة نهاية العام الجاري، لفرض الأمن وحصر السلاح بيد الدولة، وتقديم قتلة المتظاهرين للعدالة، لينالوا جزاءهم العادل. وعلى مجلس النواب إكمال قانون الانتخابات تمهيداً لحل نفسه لإجراء الانتخابات المبكرة".
وطالب البيان من وصفهم بـ"الضباط الوطنيين في الجيش العراقي بالتدخل المباشر لحماية المتظاهرين والساحات، بعدما توالت حالات الاختطاف، والقمع"، وذلك في تجديد واضح لاتهام وزارة الداخلية بوقوفها وراء أغلب عمليات القمع ضد المتظاهرين.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وفي الجنوب العراقي، شهدت ساحات عدة محافظات تجمعات حاشدة، أبرزها في ذي قار والبصرة والديوانية والسماوة والنجف، ضمن ساحات التظاهر المركزية، من دون خروجهم منها بفعل الإجراءات الواسعة في الجنوب ضمن قرارات خلية الأزمة لمواجهة فيروس كورونا.
وتجمعت أعداد كبيرة في ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، ورددت شعارات تنتقد القمع الأمني، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين من المتظاهرين، الذين تم اعتقالهم من دون أي سبب.
وفي محافظة البصرة، تجمع المئات من المتظاهرين في منطقة العشار، مؤكدين استمرارهم بالتظاهر، مطالبين بالقصاص من القيادات الأمنية التي ارتكبت أعمال قمع ضد المتظاهرين، وتوجه المتظاهرون بمسيرة احتجاجية نحو ساحة الاعتصام في مركز المدينة.
Twitter Post
|
كما تجددت التظاهرات في محافظة المثنى، بعدما وفد العشرات إلى ساحة اعتصامها في مركز مدينة السماوة، مؤكدين رفضهم لأي مرشح غير مستقل لرئاسة الحكومة.
وقال ناشطون في مدينة الناصرية، جنوبي العراق، إنّ اجتماعاً جرى بين عدة تنسيقات بثماني محافظات جنوبية، اتفقت على مواصلة التظاهرات وعدم وقفها بحجة إجراءات فيروس كورونا.
وبحسب الناشط علي الكعبي الذي تحدث عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، فإنّ "التظاهرات والاعتصامات ستستمر، وكورونا بكل الأحوال أقل خطرا من الطائفية والمحاصصة والفساد المالي على العراقيين"، وفقاً لقوله، مبيناً أن "التظاهرات ستستمر والاعتصامات ستبقى ولن ترفع، فهو ما تنتظره أحزاب السلطة الآن ولن يحصلوا عليه".
بدوره، أكد ناشط من مدينة النجف، يدعى عباس الأسدي، المعلومة ذاتها، مبيناً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "التظاهرات باقية وساحات الاعتصام لن ترفع"، معتبراً أن "الخطف والقمع كانا أكثر وقعاً على المتظاهرين من كورونا ولم يوقفاهم مع ذلك".