حذر وزير الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، مما سماه "نظرية الفوضى الخلاقة" التي طاولت المشرق العربي، وتقترب نيرانها من المغرب، منبها في الوقت ذاته من مخاطر تقسيم المغرب، وإضعاف قوته في المنطقة من طرف بعض الجهات، دون أن يحدد طبيعتها.
واتهم مزوار، الذي كان يتحدث اليوم السبت، في المؤتمر الاستثنائي لحزبه التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الائتلاف الحكومي بالمغرب، جهات دولية بكونها تتدخل من أجل استغلال النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية سيادة المغرب على صحرائه، وتحويله إلى رهان جيو استراتيجي".
وتابع وزير الخارجية المغربي أن "بعض الجهات تروم وراء هذه التدخلات إلى الإضعاف الدائم للمملكة جريا وراء وهم الريادة الإقليمية"، مضيفا أن بلدانا أخرى تعمل على توسيع ما سماه "الفوضى الخلاقة".
واستطرد المسؤول الحكومي ذاته أن "البعض اهتدى إلى توسيع دائرة نظرية الفوضى الخلاقة التي دمرت المشرق تحت شعار الربيع المفترى عليه، لتدمير ما تبقى من هذه الرقعة الجغرافية، خاصة أن هناك من لا يستسيغ كيف يتحول المغرب إلى بلد له اعتباره ووزنه وكلمته المسموعة في المنطقة".
وتطرق مزوار ضمن مداخلته إلى القمة المغربية الخليجية الأولى من نوعها، والتي انعقدت في شهر إبريل/نيسان الماضي في العاصمة السعودية الرياض، والتي عرفت اتهام الملك محمد السادس لجهات دولية تعمل بسياسة الكيل بمكيالين، وتسعى لتفريق وشرذمة البلدان العربية.
واعتبر وزير الخارجية أن ما ورد في خطاب العاهل المغربي خلال القمة المغربية الخليجية، الذي شن هجوما على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بسبب تصريحاته عن "احتلال الصحراء"، يعد "تنويرا للعالم في فضح ازدواجية بعض السياسات ونزوعها نحو مخططات تقسيمية".
وعاد مزوار ليؤكد أن المسيرة الحاشدة التي شارك فيها زهاء 3 ملايين مغربي احتجاجا على تصريحات المسؤول الأممي، في 13 مارس/آذار الماضي بشوارع العاصمة الرباط، ومسيرة أخرى في مدينة العيون بالصحراء، "كانتا دليلا على عزم المغاربة التصدي الحازم لمناورات الأمانة العامة للأمم المتحدة ومن يقف وراءها".
وجدد وزير الخارجية المغربي اتهام من يقف خلف ما سماها "مناورات" الأمانة العامة للأمم المتحدة، بكونها تجتهد من أجل "زعزعة الكيان الوطني، واستقرار البلاد الملتفة حول العرش وإمارة المؤمنين، وزعزعة ما تبقى من استقرار في شمال أفريقيا والمنطقة العربية ككل"، وفق تعبيره.