تجددت المعارك وعمليات القصف المكثف، مساء الأربعاء، على مختلف جبهات القتال في الشمال السوري بعد ساعات من توقف الطلعات الجوية، إثر أنباءٍ عن هدنة مؤقتة نفتها فصائل المعارضة.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام السوري مدعومة بطائرات حربية روسية شنت حملة قصف جوي ومدفعي وصاروخي مكثفة على مدن وبلدات وقرى في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي حيث تعرضت هذه المناطق لنحو 40 غارة جوية.
وطاول القصف بشكل خاص بلدات ومدن كفرزيتا واللطامنة وخان شيخون والزكاة وحصرايا والأربعين، فيما ألقى الطيران المروحي أكثر من 18 برميلاً متفجراً على محاور القتال في حماة وإدلب، إضافة لأكثر من 50 برميلاً على بلدة الهبيط وقرية ترملا وخان شيخون وسفوهن جنوب إدلب، والجبين وحصرايا والصياد واللطامنة وكفرزيتا شمال حماة.
كما استهدفت قوات النظام بمئات القذائف والصواريخ محاور القتال في ريفي حماة وإدلب، ومناطق مورك وكفرزيتا والصياد وجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي، والتمانعة وسكيك ومعرة حرمة وخان شيخون وكفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
وقال ناشطون إن قوات النظام المتمركزة في معسكر بريديج شمال حماة، قصفت الأحياء السكنية في مدينة كفرنبل جنوب إدلب بـ16 صاروخاً، ما خلف أضراراً مادية وحرائق واسعة، دون التسبب بوقوع إصابات بسبب نزوح معظم أهالي المدينة.
كما اندلعت مساء الأربعاء معارك عنيفة تركزت في محور بلدة القصابية بريف إدلب الجنوبي، في محاولة من الفصائل المسلحة التقدم على المحور واستعادة السيطرة على البلدة. وقالت مصادر عسكرية إن الفصائل دمرت دبابة لقوات النظام على محور القصابية بعد استهدافها بصاروخ موجه.
كما دارت اشتباكات مماثلة على محور بلدة الجبين شمالي حماة، وسط قصف كثيف متبادل بشتى أنواع الأسلحة.
يأتي ذلك على الرغم من إعلان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، التوصل إلى اتفاق بين روسيا وتركيا على هدنة لمدة ثلاثة أيام في إدلب، على أن تتخللها محادثات مع الجانب التركي بخصوص مستقبل سورية، حسب قوله.
كذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش الروسي القول الأربعاء إن روسيا وتركيا توسطتا في وقف تام لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، بحسب ما أوردته "رويترز".
ونسبت الوكالة إلى الجيش قوله إن اتفاق وقف إطلاق النار يسري على منطقة عدم التصعيد في إدلب وأدى إلى خفض العنف بشكل كبير اليوم الأربعاء. ولم تحدد الوكالات إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار.
إلا أن فصائل المعارضة، ومن بينها "حركة أحرار الشام" الإسلامية نفت ذلك. كما نفى الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" في حديث لـ"العربي الجديد" وجود أي هدنة.
وقال القائد العام "لأحرار الشام"، جابر علي باشا، على غرف إعلامية خاصة بالحركة إنه لم يتم الاتفاق على أي هدنة مع النظام، مؤكداً أن المعركة ما تزال مستمرة. واعتبر أن حديث روسيا والنظام حول هذه الهدنة هو "مجرد محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوفهم ورفع معنويات جنودهم بعد الخسائر التي تكبدوها"، حسب تعبيره.