لم يدخل فريق التفتيش التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما التي تعرضت لهجوم كيميائي مؤخراً، كما كان مقرراً له أمس الأربعاء، بسبب مخاوف أمنية على أعضاء الفريق، بعدما تعرض فريق استطلاع أمني للمنظمة لإطلاق نار أدى إلى عودة الأعضاء لدمشق، وهو ما يعزز فرضية محاولة النظام طمس معالم الهجوم.
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو أمس إن فريق بعثة تقصي الحقائق لم ينتشر بعد في دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، مشيراً إلى أن النظام السوري عرض على الفريق مقابلة 22 شاهداً عبر إحضارهم إلى دمشق.
وحمّلت الولايات المتحدة النظام السوري مسؤولية تأخر وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع بمدينة دوما، مشيرة إلى أن ذلك "استراتيجية سبق للنظام استخدامها".
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس: "نحن على دراية تامة بالتأخير الذي فرضه النظام على ذلك الوفد، لكننا أيضاً نعلم تمام العلم الطريقة التي عملوا بها من قبل وأخفوا ما فعلوه باستخدام الأسلحة الكيميائية".
وأضاف ماتيس: "بعبارة أخرى يستغلون التأجيل، بعد ضربة مثل تلك، لمحاولة إخفاء الأدلة قبل دخول فريق التحقيق. لذلك من المؤسف أنهم تأخروا".
ووافق مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب 2015 على إنشاء آلية تحقيق مشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، مهمتها تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري في مناطق كثيرة من البلاد.
وكان من المتوقع أن يعيق النظام دخول فريق التفتيش، حيث تؤكد كل المعطيات أن قوات النظام ضربت دوما بسلاح محرم دوليا فجر السبت ما قبل الفائت، ما أدى الى مقتل وإصابة المئات من المدنيين، وهو ما أجبر المعارضة السورية على "الاستسلام" والقبول بتسوية الخروج من مدينة دوما.
ولطالما أعاق النظام عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إثر كل استخدام لأسلحة محرمة دوليا على نطاق واسع، وخاصة مع منتصف عام 2013، حيث شن هجوماً كبيراً على غوطتي دمشق الغربية والشرقية، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين أغلبهم أطفال، أمام أعين مراقبين دوليين كانوا في دمشق للتحقيق في حوادث سابقة.
وتؤكد أغلب المنظمات الدولية أن النظام استخدم غازات سامة على مدى سنوات الصراع في سورية، وخاصة في ريف دمشق وفي ادلب، حيث شن في الأخيرة هجوما على بلدة خان شيحون في نيسان/أبريل من عام 2017، أدى الى موجة استياء دولي، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى توجيه ضربة إلى مطار الشعيرات التابع للنظام.
وأكد مدير مركز التوثيق الكيميائي لانتهاكات النظام العميد زاهر الساكت لـ"العربي الجديد"، استخدام النظام للأسلحة المحرمة دولياً 254 مرة منذ عام 2011، مشيراً إلى أن أغلب الهجمات "موثقة".