ما زال الغموض يكتنف سبب سقوط الطائرة المصرية في عرض البحر المتوسط فجر الخميس الماضي، لا سيما مع استمرار البحث لليوم الثالث على التوالي عن الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين سيحملان بيانات الرحلة وآخر ما طرأ على أجهزة الطائرة، بالإضافة إلى تسجيل المحادثات التي تمت بين قائد الطائرة ومساعديه والرسائل التي من المحتمل أن يكونوا أرسلوها في اللحظات الأخيرة قبل سقوط الطائرة.
ونشرت الصفحة الرسمية للجيش المصري أول صور ولقطات فيديو لما وجدته وحدات القوات البحرية والجوية من بقايا حطام الطائرة ومتعلقات الركاب، وأظهرت تفتتها نظراً لسقوطها من ارتفاع نحو 37 ألف قدم. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، في حديث للصحافيين إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا أمس، أنه "في الوقت الحالي يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أياً منها". وأضاف أن "المعلومات المتداولة هنا وهناك، المتناقضة أحياناً، تؤدي غالباً إلى تفسيرات تصبح بمثابة حقائق. أحذر من ذلك لما يثير من ضغط أليم لعائلات" الركاب. كما تعهّد بـ"الشفافية بشأن ظروف اختفاء هذه الطائرة"، وبأن "تُعلن فرنسا تدريجياً تطور مختلف الإجراءات التي وضعت في خدمة الحقيقة".
يأتي ذلك فيما أكدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية أمس السبت، أن إنذاراً آلياً بوجود دخان صدر من طائرة "مصر للطيران" قبل تحطمها. وأعلن متحدث لوكالة "فرانس برس" أن مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي "يؤكدان أن الطائرة أطلقت إنذاراً آلياً بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات"، لكنه أضاف أن "الأمر لا يزال مبكراً جداً لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين، وأولوية التحقيق هي للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة".
فيما قال مصدر خاص في وزارة الطيران المدني المصرية إن "عمليات انتشال الحطام التي تجري بمشاركة اليونان وقبرص وفرنسا وبريطانيا تسير ببطء شديد، لأن منطقة البحث هي الأكثر عمقاً في شرق البحر المتوسط كله". وأضاف المصدر أن "صور الحطام والمتعلقات وحتى بقايا الأشلاء التي وُجدت لا تكشف بذاتها عن أي أسباب وراء سقوط الطائرة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه من اللافت "عدم ظهور أي آثار احتراق في كل أجزاء الحطام التي وجدت"، رافضاً ترجيح أي سيناريو على آخر. وأوضح المصدر أن لجنة التحقيق التي شكّلها وزير الطيران المصري شريف فتحي بدأت عملها بالتوازي مع عمل نيابة أمن الدولة العليا، بتفريغ محتويات كاميرات المراقبة في مرآب الصيانة الرئيسي الذي باتت فيه الطائرة المنكوبة ليلتين منذ أسبوع، وكذلك في مرآب التحرك قبيل رحلتها قبل الأخيرة إلى باريس.
اقــرأ أيضاً
وأشار إلى أن لجنة التحقيق خاطبت السلطات الفرنسية رسمياً، وعلى رأسها هيئة سلامة الملاحة الجوية، لإرسال أي معلومات تلوح لهم عن الحادث، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات مراقبة تحرك الطائرة والركاب والطاقم قبيل الرحلة الأخيرة. كما خاطبت اللجنة شركة "إيرباص" صانعة الطائرة لتبيان ما إذا كانت قد بلغتها عبر أجهزتها أية رسائل آلية من نظام الطائرة قبيل السقوط. ورفض المصدر التعليق على بيان هيئة السلامة الملاحية الفرنسية عن إصدار إنذارات من نظام الطائرة بتصاعد دخان من مقدمتها ومؤخرتها قبيل السقوط، مؤكداً أنه "من السابق لأوانه الحديث عن هذه الأمور من دون التوصل لأي من الصندوقين الأسودين".
وفي سياق تحليل المعلومة الجديدة الخاصة بإنذارات الدخان، قال خبير مصري في الطيران المدني، تحفظ على نشر اسمه، إن هناك نظامين للإنذار في حالة تصاعد أي دخان أو اكتشاف حريق في أي جزء من الطائرة؛ الأول هو نظام إنذار آلي في أجهزة الطائرة، والثاني هو النظام اليدوي الذي يستخدمه قائد الطائرة أو مساعده لإبلاغ هيئة المراقبة الجوية التي يتواجد في محيطها أو أية هيئة أخرى تملك وسيلة الدخول على شبكة رسائل الطائرة اللاسلكية.
وأضاف الخبير: "وفقاً لتصريحات الطرف الفرنسي، فإن الرسائل المقصودة تتبع النظام الأول الآلي، وذلك لأنه لا توجد قوة على وجه الأرض تملك الآن التكهن بما فعله قائد الطائرة المصري في ظل فقدان الصندوقين الأسودين، إلا أن رصد إنذارات بانبعاث دخان تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قائد الطائرة كان أمامه الوقت لإرسال رسائل استغاثة أخرى قبل السقوط، لأن هذا معناه أن الدخان تصاعد لعدة دقائق قبل أن تسقط الطائرة بمعدل 15 ألف قدم ثم استدارتها حول نفسها ثم سقوطها مرة واحدة إلى البحر بحسب أجهزة الرادار اليونانية".
وأوضح الخبير أن "رصد الجانب الفرنسي هذه الإنذارات يعيد إلى الأذهان ما أعلنته شركة مصر للطيران في أول بياناتها عن الحادث بأن قائد الطائرة أرسل استغاثة إلى الجيش المصري، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي باسم الجيش في وقت لاحق، مما يتطلب فتح تحقيق عاجل في هذه النقطة". وطالب الخبير اللجنة المشكلة من وزارة الطيران المدني بأن تخاطب الجيش رسمياً لتفريغ الرسائل التي تلقتها أجهزته في تلك الفترة، لتبيان الفترة الفاصلة بين إرسال الاستغاثة، إذا وجدت، واختفاء الطائرة من أجهزة الرادار.
ولا يبدو هذا الأمر سهل التحقق في إطار كشف الحقيقة، فوفقاً لمصدر نافذ بشركة "مصر للطيران"، فإن لجنة التحقيق التي شكّلتها الشركة في حادث سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاطبت الجيش للحصول على بعض المعلومات الضرورية المرتبطة بخط سير الطائرة، لكن الجيش رفض الرد باعتباره غير مختص بمخاطبة لجان تحقيق مدنية من هذا النوع. وأوضح المصدر أن رسائل الاستغاثة المحتمل صدورها من قائد الطائرة لن تثبت إلا بالصندوق الأسود.
أما الخبير الجوي، فأكد أن "سيناريو إنذارات الدخان، يستبعد بشكل قاطع احتمال تعرّض الطائرة لأي اعتداء صاروخي جوي من طائرة أخرى، ويقدّم إلى الواجهة احتمالاً آخر، إلى جانب العمل الإرهابي بعبوة ناسفة أو حزام ناسف، هو تعرض الطائرة لعطل مفاجئ نتيجة حريق داخلي في منطقة التحكم المركزي بالطائرة". وأوضح الخبير أن "هناك نوعاً نادراً من الأعطال التي قد تصيب أجهزة التحكم في الطائرة، فتؤدي إلى تسريع فترة السقوط، وتمنع قيادة الطائرة من إرسال الاستغاثات والإنذارات بكفاءة"، لافتاً إلى أنه لم يسبق لطائرات "إيرباص"، وخصوصاً من الطرز المتوسطة كطراز الطائرة المنكوبة، التعرّض لمثل هذه الأعطال.
فيما قال مصدر خاص في وزارة الطيران المدني المصرية إن "عمليات انتشال الحطام التي تجري بمشاركة اليونان وقبرص وفرنسا وبريطانيا تسير ببطء شديد، لأن منطقة البحث هي الأكثر عمقاً في شرق البحر المتوسط كله". وأضاف المصدر أن "صور الحطام والمتعلقات وحتى بقايا الأشلاء التي وُجدت لا تكشف بذاتها عن أي أسباب وراء سقوط الطائرة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه من اللافت "عدم ظهور أي آثار احتراق في كل أجزاء الحطام التي وجدت"، رافضاً ترجيح أي سيناريو على آخر. وأوضح المصدر أن لجنة التحقيق التي شكّلها وزير الطيران المصري شريف فتحي بدأت عملها بالتوازي مع عمل نيابة أمن الدولة العليا، بتفريغ محتويات كاميرات المراقبة في مرآب الصيانة الرئيسي الذي باتت فيه الطائرة المنكوبة ليلتين منذ أسبوع، وكذلك في مرآب التحرك قبيل رحلتها قبل الأخيرة إلى باريس.
وأشار إلى أن لجنة التحقيق خاطبت السلطات الفرنسية رسمياً، وعلى رأسها هيئة سلامة الملاحة الجوية، لإرسال أي معلومات تلوح لهم عن الحادث، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات مراقبة تحرك الطائرة والركاب والطاقم قبيل الرحلة الأخيرة. كما خاطبت اللجنة شركة "إيرباص" صانعة الطائرة لتبيان ما إذا كانت قد بلغتها عبر أجهزتها أية رسائل آلية من نظام الطائرة قبيل السقوط. ورفض المصدر التعليق على بيان هيئة السلامة الملاحية الفرنسية عن إصدار إنذارات من نظام الطائرة بتصاعد دخان من مقدمتها ومؤخرتها قبيل السقوط، مؤكداً أنه "من السابق لأوانه الحديث عن هذه الأمور من دون التوصل لأي من الصندوقين الأسودين".
وفي سياق تحليل المعلومة الجديدة الخاصة بإنذارات الدخان، قال خبير مصري في الطيران المدني، تحفظ على نشر اسمه، إن هناك نظامين للإنذار في حالة تصاعد أي دخان أو اكتشاف حريق في أي جزء من الطائرة؛ الأول هو نظام إنذار آلي في أجهزة الطائرة، والثاني هو النظام اليدوي الذي يستخدمه قائد الطائرة أو مساعده لإبلاغ هيئة المراقبة الجوية التي يتواجد في محيطها أو أية هيئة أخرى تملك وسيلة الدخول على شبكة رسائل الطائرة اللاسلكية.
وأضاف الخبير: "وفقاً لتصريحات الطرف الفرنسي، فإن الرسائل المقصودة تتبع النظام الأول الآلي، وذلك لأنه لا توجد قوة على وجه الأرض تملك الآن التكهن بما فعله قائد الطائرة المصري في ظل فقدان الصندوقين الأسودين، إلا أن رصد إنذارات بانبعاث دخان تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قائد الطائرة كان أمامه الوقت لإرسال رسائل استغاثة أخرى قبل السقوط، لأن هذا معناه أن الدخان تصاعد لعدة دقائق قبل أن تسقط الطائرة بمعدل 15 ألف قدم ثم استدارتها حول نفسها ثم سقوطها مرة واحدة إلى البحر بحسب أجهزة الرادار اليونانية".
وأوضح الخبير أن "رصد الجانب الفرنسي هذه الإنذارات يعيد إلى الأذهان ما أعلنته شركة مصر للطيران في أول بياناتها عن الحادث بأن قائد الطائرة أرسل استغاثة إلى الجيش المصري، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي باسم الجيش في وقت لاحق، مما يتطلب فتح تحقيق عاجل في هذه النقطة". وطالب الخبير اللجنة المشكلة من وزارة الطيران المدني بأن تخاطب الجيش رسمياً لتفريغ الرسائل التي تلقتها أجهزته في تلك الفترة، لتبيان الفترة الفاصلة بين إرسال الاستغاثة، إذا وجدت، واختفاء الطائرة من أجهزة الرادار.
ولا يبدو هذا الأمر سهل التحقق في إطار كشف الحقيقة، فوفقاً لمصدر نافذ بشركة "مصر للطيران"، فإن لجنة التحقيق التي شكّلتها الشركة في حادث سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاطبت الجيش للحصول على بعض المعلومات الضرورية المرتبطة بخط سير الطائرة، لكن الجيش رفض الرد باعتباره غير مختص بمخاطبة لجان تحقيق مدنية من هذا النوع. وأوضح المصدر أن رسائل الاستغاثة المحتمل صدورها من قائد الطائرة لن تثبت إلا بالصندوق الأسود.