أعلنت شركة "ستينا بالك"، مالكة الناقلة البريطانية "ستينا إمبيروا" المحتجزة في إيران، أن رئيسها التنفيذي، إريك هانيل، قد التقى اليوم الأربعاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في العاصمة السويدية استوكهولم، في وقت أجرى "الحرس الثوري" الإيراني مناورات غربي البلاد ضد المسلحين الأكراد.
وقال هانيل في بيان، أصدرته الشركة حول اللقاء، "أجرينا مباحثات بناءة وتبادلنا معلومات" حول الناقلة، مشيراً إلى أنه أكد للوزير الإيراني ضرورة الإفراج عنها وطاقمها المكون من 23 شخصاً، من الجنسيات الروسية والهندية والفيليبينية واللتوانية.
كذلك شكر إيران على تسهيل تواصل سفارات الدول التي يتبعها طاقم الناقلة معهم وكذلك تمكينهم من إجراء الاتصال مع أسرهم.
وقامت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني بتوقيف الناقلة البريطانية، في التاسع عشر من الشهر الجاري، بعدما احتجزت بريطانيا ناقلة إيرانية في مياه جبل طارق، في الرابع من الشهر نفسه.
وعلى صعيد مرتبط بالتوترات في مياه المنطقة، أعلن نائب القائد العام لـ"الحرس الثوري" الإيراني، علي فدوي، أن تأمين أمن الخليج "مسؤولية إيران ودول المنطقة"، مؤكداً أنه لا يمكن للقوى الأجنبية الخارجة من المنطقة أن "توفر أمن الخليج".
وأضاف فدوي أن إيران "صامدة باقتدار" في مواجهة التدخلات الأجنبية في المنطقة، مشيراً إلى أنها "بمقدورها أن تؤمن كل المنطقة بقدراتها الذاتية".
وأوضح القائد العسكري الإيراني أن واشنطن وحلفاءها "يكررون الحديث منذ سنوات عن تأمين الخليج"، لكنه أشار إلى أن "التجربة أثبتت أن وجودهم لم يؤدّ إلى الأمن ونشر اللاأمن في المنطقة".
لكن وفي السياق عينه، ربط الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، أمن الممرات المائية في الخليج بضرورة رفع الحظر عن نفط بلاده، محذراً من أنّ تصفير صادرات بلاده من النفط يعرّض أمن الممرات المائية الدولية للخطر.
وقال إنّ "القوى العالمية تعلم أنه إذا ما تم فرض حظر شامل على النفط الإيراني وتصفير صادراتنا النفطية، فلا يمكن أن تنعم الممرات المائية الدولية بالأمن كالسابق". وأضاف روحاني أنّ "الضغط الأحادي على إيران لن يضمن الأمن في المنطقة والعالم".
مناورات عسكرية
وعلى صعيد آخر، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أجرى مناورات برية على مرتفعات على الحدود مع تركيا في محافظة آذربايجان الغربية، شمال غربي إيران.
وذكر وفقاً لوكالة "فارس" الإيرانية أن الهدف من هذه المناورات هو رفع جهوزية القوات الإيرانية وتدمير بقايا مقرات "المجموعات الإرهابية المناهضة للثورة" في شمال غربي البلاد، وذلك في إشارة إلى المعارضة الكردية المسلحة في هذه المنطقة.
وعن هذه المناورات، قال قائد السلاح البري في "الحرس الثوري" الإيراني، العميد محمد باكبور، إنها "كانت حقيقية، لأنها أجريت في مواجهة أعداء حقيقيين" غير افتراضيين.
وأضاف أن "مناورات غدير الكبرى كانت تشبه عملية حقيقية، لأنها استهدفت مناطق حدودية كان يفترض أن يوجد فيها الإرهابيون المناهضون للثورة".
وأشار باكبور إلى أن "أمن الحدود يكتسب أهمية كبيرة لنا"، محذراً من أن بلاده "ستقف في وجه أي تحرك يعرض أمن حدودها إلى الخطر"، قبل أن يؤكد أنها "لن تجامل مع أي معتدٍ" على الأراضي الإيرانية.
وتجري القوات الإيرانية هذه المناورات على خلفية تزايد الاشتباكات بينها وبين مسلحين أكراد في محافظتي آذربايجان الغربية وكردستان، حيث شهدت الآونة الأخيرة اشتباكات عدة بين الطرفين.
ولا تشير السلطات الإيرانية إلى هوية المجموعات المسلحة التي تشتبك في المحافظة مع قوات الحرس، مكتفية بالقول إنها "مجموعات مناهضة للثورة وإرهابية"، لكن تنشط في المنطقة جماعات وأحزاب كردية معارضة، منها "حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك)" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني".