وقال "تجمّع أحرار حوران" إن ضابطين برتبة عقيد قُتلا، صباح اليوم، إثر استهداف آلية عسكرية كانت تقلّهما على طريق "الحراك - المليحة الغربية" شرقيّ درعا، وسط استنفار أمني يسود المنطقة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين مجهولين استهدفوا سيارة عسكرية تابعة لـ"اللواء 52" في قوات النظام بالأسلحة الرشاشة، وذلك على طريق الحراك – المليحة الغربية في ريف درعا الشرقيّ، الأمر الذي أدى إلى مقتل 3 عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
وبهذا الهجوم، ترتفع، بحسب المرصد، أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال بأشكال وأساليب عدة، عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار نفّذتها خلايا مسلحة، خلال الفترة الممتدة من يونيو/ حزيران الماضي وحتى الآن، إلى أكثر من 407.
ووصل عدد الذين قتلوا نتيجة الهجمات خلال الفترة نفسها إلى 250 شخصاً، 50 مدنياً و133 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و44 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا "تسويات ومصالحات" وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية، من بينهم قادة سابقون، و17 من المليشيات السورية التابعة لـ"حزب الله" اللبناني والقوات الإيرانية.
وفي شرقيّ البلاد، قُتل مسؤول عسكري محلي تابع للنظام السوري في ظروف غامضة، فيما قُتل ثلاثة عناصر من قوات النظام في درعا جنوبي سورية، جراء هجوم مسلح من جانب مجهولين. وذكرت "شبكة دير الزور 24" أن إياد أمين الغانم، قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي، قُتل في ظروفٍ غامضة، فيما نعت صفحات موالية للنظام القتيل، وعزَت سبب مقتله إلى حادث مروري.
وحسب الشبكة، فإن الغانم، الذي يقود فرع المليشيا في العشارة منذ قرابة عام، لقي مصرعه أمس الجمعة جراء سقوطه في ظروف غامضة عن سطح مقر "الدفاع الوطني" في العشارة، مشيرين إلى أن المقر عبارة عن منزل أحد المدنيين مؤلف من طبقتين، استولي عليه خلال سيطرة قوات النظام على المدينة.
من جهتها، ذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن الغانم قُتل بعدما هاجمته كلاب يقوم بتربيتها على سطح بناء مقره العسكري، الأمر الذي سبب سقوطه عن سطح مقره العسكري في العشارة.
وأوضحت أن الكلاب هاجمت قائد المليشيا في أثناء جلبه أنثى كلب إلى كلابه، قامت بالهجوم عليه، ما أدى إلى سقوطه ومقتله على الفور. وإثر ذلك، اعتقل الأمن الجنائي التابع للنظام عدداً من عناصر "الدفاع الوطني" للتحقيق معهم والكشف عن ملابسات الحادث.
وينحدر الغانم من محافظة اللاذقية في الساحل السوري، وتسلّم قيادة مليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة العشارة منذ قرابة عام، بعد أن تمكّن النظام من السيطرة على الريف الشرقي لدير الزور. ونعت صفحات موالية للنظام، الغانم، وزعمت أنه قتل في حادث مروري بأثناء تنقله في محافظة دير الزور.
من جهة أخرى، شيّعت مليشيا الدفاع الوطني في مدينة دير الزور، يوم أمس، عنصرين قُتلا خلال المواجهات مع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقتي الشولا واثريا، فيما تستمر عمليات تمشيط المنطقة من قبل قوات النظام والمليشيات التابعة له، وصولاً إلى محيط مدينة السخنة وتدمر في البادية السورية.
مقتل عناصر من "قسد"
من جهة أخرى، قُتل عدد من عناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سورية جراء انفجارات وإطلاق رصاص، فيما سيرت القوات الروسية والتركية دورية جديدة مشتركة قرب الحدود مع تركيا.
وقالت شبكة "الخابور" المحلية إن عنصرين من "قسد" قُتلا وأُصيب آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية قرب مفرق الكرين على طريق حلب الرقة بريف الطبقة الغربي، فيما قُتل عنصر ثالث برصاص مجهولين في بلدة محيميدة غرب دير الزور، وقُتل آخر في أثناء زراعته لغماً أرضياً في محيط بلدة عين عيسى شمال الرقة، بحسب الشبكة.
من جهتها، قالت شبكة "دير الزور 24" إن وحدات عسكرية من "قسد" دخلت إلى بلدتي الشحيل والصبحة بريف دير الزور، وشنّت حملة اعتقالات، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي في سماء ريف دير الزور الشرقي.
في غضون ذلك، سيّرت القوات الروسية دورية جديدة في محيط مدينة القامشلي شمال شرقيّ سورية، في مشهد اعتيادي شبه يومي.
وقال مصدر مقرب من قسد لـ"العربي الجديد" إن الدورية مكونة من ثلاث عربات متمركزة على طريق الواصل بين قامشلي وعامودا.
ووصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى غربي مدينة القامشلي شمالي شرق البلاد، قادمة من مطار مدينة القامشلي، وذلك في إطار جهود روسيا لتعزيز مواقعها في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ما ذكر المصدر الذي أضاف أن أكثر من 12 عربة روسية انطلقت من مطار القامشلي الدولي وتوجهت إلى ناحية تل تمر شمالي الحسكة.
وبالتزامن أيضاً، تعمل القوات الأميركية في شرقي سورية على إعادة تعزيز نفوذها هناك، مستقدمة تعزيزات جديدة من شمالي العراق، بحجة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي زادت وتيرة هجماته في الآونة الأخيرة في شرقي البلاد، فيما أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" بأن واشنطن تعمل على "ضبط" سلوك "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) باتجاه منع محاولات تقاربها مع النظام السوري، وفتح حوار بينها وبين تركيا.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعمد القوات الأميركية إلى إجراء زيارات سرية لقاعدة "الجزرة" العسكرية الواقعة في أطراف مدينة الرقة، حيث تعد القاعدة من أكبر القواعد العسكرية السابقة للتحالف الدولي، وتوجد فيها الآن قوات "قسد"، وسط معلومات عن نية القوات الأميركية العودة للتمركز هناك، في إطار سعيها إلى إعادة تثبيت نفوذها بقوة شرق الفرات.
وكانت القوات الأميركية قد عمدت في 12 من الشهر الجاري، بحسب المرصد، إلى إعادة استدعاء جميع الذين كانوا يعملون معها سابقاً من عناصر "قسد"، المقدر عددهم بالمئات للعودة مجدداً للعمل معها، حيث تعمل تلك القوات على إعادة تثبيت نفوذها بشكل كبير ضمن منطقة شرق الفرات بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب سحب قواته من سورية منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول 2018، قبل أن يتراجع جزئياً عن قراره. لكن مع مرور أشهر قليلة، تعود القوات الأميركية الآن لتثبيت نفوذها بشكل كبير في المنطقة.