أطلق في الدوحة، مساء اليوم الأحد، النداء العالمي لدعم القدس وفلسطين (وثيقة البراق)، والذي يهدف إلى حماية مدينة القدس، وحشد موارد العالم الإسلامي والعالم الحر، لدعم القدس والمشاريع الإنسانية فيها، والمحافظة على عيش كريم للإنسان الفلسطيني، وتوفير مقومات الحياة الأساسية من مسكن وتعليم وتشغيل له، وكذلك المشاريع التي تحافظ على الموروث الديني والتاريخي فيها.
ويسعى النداء الذي وقع عليه عدد من العلماء المسلمين وممثلين عن القطاع الخاص والعام، ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي، إلى ترسيخ مفهوم المحافظة على الهوية العربية للقدس وأكنافها، هوية عربية إسلامية ومسيحية، وتعميق هذا المفهوم وتحويله إلى منهج عمل وبرامج لتعزيز صمود القدس، من خلال مشاريع تنموية واستثمارية في مختلف القطاعات الحيوية، والمساهمة في توفير الدعم المادي اللازم لها.
وأكد النداء، والذي تلاه الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي، "الإيمان بالحق التاريخي الراسخ للعرب والمسلمين في مدينة القدس قلب فلسطين منذ أوجدها الكنعانيون العرب، ومنذ معجزة الإسراء والمعراج التي ربط بها الله عز وجل القدس بمكة المكرمة، ومنذ وثق عمر بن الخطاب في عهدته العمرية عروبتها وتعايشها الإسلامي والمسيحي".
ولفت آل ثاني إلى أن مدينة القدس "جزء من عقيدة كل مسلم بما تجسد من فضائل، باعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين وأرض الإسراء والمعراج، وهي أمانة في عنق كل عربي ومسلم"، كما أكد التمسك بالحق في دعم القدس وبنائها، وأن المطالبة بهذا الحق أمر حتمي.
وتعهد الموقعون على النداء باحترام بنوده والالتزام به، وتعميم نشره في العالم الإسلامي والعربي كميثاق شرف يجب التمسك به والعمل في إطاره، وحث القطاع الخاص وأبناء الأمة على إنجاحه، استجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإن لم تأتوه، فابعثوا بزيت يسرج في قناديله".
وكانت قد انطلقت، مساء اليوم، فعاليات منتدى الصناديق الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي "المنتدى الإنساني الدولي للصناديق الإنسانية لعام 2017، تحت شعار "انطلاقة خير"، إذ جرى تدشين "صناديق إنسانية" جديدة ومتخصصة لرعاية شؤون القدس وفلسطين، والمساجد، وكذلك الأيتام، والمياه بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
ويعد هذا المنتدى، والذي تحضره شخصيات رفيعة من الدول العربية والإسلامية، وممثلون عن منظمات خيرية وإنسانية دولية وينظم كل عام، منتدى متخصصاً في شؤون الصناديق الإنسانية والتنموية، سواء التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي أو التي تعمل خارجها.
وفيما لم يجر الإعلان عن موازنة "الصندوق الإنساني لشؤون القدس وفلسطين" الذي جرى بحضور شخصيات فلسطينية، يختصّ الصندوق برعاية شؤون القدس وفلسطين، وهو يتبع الصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي، ويسعى للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للشعب الفلسطيني، عبر برامج ريادة الأعمال الاجتماعية، والتدريب المقنن المنتهي بالتوظيف للمساهمة في تحقيق استقرار اقتصادي لهم من أجل تثبيت وجودهم في وطنهم، وتحقيق توجيهات قادة وحكومات الدول الأعضاء بمنظمة التعاون.
وسيقوم الصندوق بعمل شراكات مهنية مع البرامج والمبادرات القائمة، وكذلك عبر التشبيك مع المنظمات والصناديق التنموية الوطنية الفلسطينية وغيرها من المنظمات والصناديق الإقليمية والدولية المتخصصة.