تنطلق في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الثلاثاء، القمة الـ37 لدول مجلس التعاون الخليجي، وتستمر يومين، وتحظى باهتمام واسع، في ظل الأوضاع الراهنة للمنطقة العربية، إضافة إلى الملفات الحساسة المتوقع أن يبحثها المجتمعون، لا سيما المتعلّقة بسورية واليمن.
ويتوقع أن تدور النقاشات حول التحديات التي تمثّلها إيران بالنسبة إلى دول الخليج، في ظل عدم التوصّل لحلّ عدد من الخلافات والملفات الساخنة بين الطرفين، لا سيما في ظل دور طهران في دعم قوات النظام في سورية، والانقلابيين في اليمن.
كما يبحث المجتمعون تراجع الدور الأميركي في الخليج، وتغيّر أولوياته بالتركيز على آسيا ومحاولة حصار الصعود الاقتصادي الصيني، فضلاً عن دخوله مرحلة جديدة، بوصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
واللافت أنّ القمة تتزامن مع جولة خليجية، للعاهل السعودي الملك سلمان، بدأها من الإمارات وصولاً إلى قطر، إضافة إلى البحرين والكويت.
وتحضر في القمة أيضاً، التحديات الاقتصادية أمام دول مجلس التعاون الخليجي، في أعقاب الانخفاض الكبير في أسعار النفط، واضطرار حكوماتها إلى اتخاذ إجراءات تقشفية لمواجهة تبعات المرحلة المقبلة. وفي مواجهة هذه التطورات، يُتوقع أن يسعى القادة الخليجيون خلال القمة، إلى إيجاد مصادر جديدة للدخل من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية والخدمية، لسد العجز الذي امتد إلى موازنات أغلب الدول، وسط إمكانية إعادة طرح فكرة الاتحاد الخليجي.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية تنسيقاً خليجياً عالي المستوى، خصوصاً على الصعيدين الأمني والاقتصادي، إذ عقد الاجتماع الأول لـ"هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية" في الرياض في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. كما شهدت مملكة البحرين مناورات أمنية كبيرة، شاركت فيها دول مجلس التعاون، واستمرت لمدة ثلاثة أسابيع، تحت اسم "أمن الخليج العربي 1" والتي اختتمت الأسبوع الماضي.
من جهةٍ أخرى، تحضر رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، كضيفة شرف في القمة التي تنطلق اليوم، وفي هذا السياق، بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون، مساء أمس الإثنين، مع وزير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، توبياس ألوود، تحضيرات قمة خليجية بريطانية، تُعقد في البحرين، غداً الأربعاء.
ووصلت ماي، مساء أمس، إلى المنامة، حيث التقت رئيس الوزراء البحريني، خليفة بن سلمان آل خليفة، فيما من المقرر أن تجتمع مع قادة دول مجلس التعاون على العشاء، مساء اليوم، ثم تلقي كلمة أمام المجلس، غداً الأربعاء.
وقال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد، وفق ما أوردت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، إنّ "اللقاء المرتقب بين قادة دول الخليج وماي، يعكس الإرادة الحقيقية والجادة في فتح المزيد من مجالات التعاون، وتدشين مرحلة جديدة زاهرة في العلاقات بين الجانبين، وتعزيز الدور المحوري الذي يقوم به الجانبان على الصعيدين الإقليمي والدولي".
بدوره، أعرب ألوود عن تطلّع رئيسة وزراء بريطانيا، إلى لقاء قادة دول مجلس التعاون، مشيداً "بما تحققه دول المجلس من تقدّم، لا سيما في مجالي التنمية الاقتصادية والبشرية، وما تتسم به مجتمعاتها من انفتاح وتواصل مع مختلف دول العالم"، بحسب الوكالة البحرينية.
وخلال الاجتماع، تم التباحث حول الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الخليجية البريطانية، واستعراض أوجه التعاون المشتركة بين دول الخليج والمملكة المتحدة.
كذلك تمت مناقشة آخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما الأوضاع في سورية والعراق واليمن، والجهود الدولية لمكافحة "الإرهاب".
وستكون ماي أول رئيس وزراء لبريطانيا وأول امرأة تحضر قمة خليجية، وثاني زعيم أوروبي يحضر قمة خليجية، وذلك بعد فرانسوا هولاند، الذي سبق أن حلّ ضيف شرف على القمة التشاورية في الرياض، في مايو/أيار 2015.