عادت مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أقصى شمال شرق سورية، إلى الواجهة الإعلامية مرة أخرى، مع تعرّض حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية فيها لتفجيرات، أعقبها اشتباكات، مساء السبت، أدت إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص بينهم مدنيون، ما استدعى مرة جديدة الحديث عن محاولات من عدة أطراف لتهجير من بقي من مسيحيي هذه المحافظة التي يتشاطر السيطرة عليها كلٌ من النظام والوحدات الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي".
وتضاربت الروايات حيال ما جرى في المدينة، إذ ذكر ناشطون أن انفجارين هزا شارع ميامي في حي الوسطى في القامشلي أعقبهما سماع أصوات اشتباكات وتفجيرات ناتجة عن استخدام قنابل يدوية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة آخرين. ولم يتأخر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في إعلان مسؤوليته عن التفجيرات التي طاولت الحي، الذي سبق أن تعرض لتفجيرات مماثلة آخرها، أواخر يناير/كانون الثاني، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
من جهتها، ذكرت وكالة "هاوار" للأنباء والتي تتبع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، أن اشتباكات جرت بين مليشيا "السوتورو"، ومليشيا "سورية الأم"، وهما وفق الوكالة، تابعتين للنظام، في الشارع المذكور على خلفية نزاع على نقاط تمركز ضمن المربع الأمني الذي لا يزال تحت سيطرة النظام، مشيرة إلى أنه تم تفجير قنابل ما أدى إلى مقتل أشخاص، واحتراق سيارات.
ولكن قوات "الأسايش"، وهي الشرطة المحلية التابعة لما يُسمى بـ"الإدارة الذاتية" في محافظة الحسكة، قالت إن "خلية إرهابية نائمة" دخلت حي الوسطى وقامت بـ"عمليات انتحارية"، مشيرة في بيان إلى حدوث اشتباكات بين ما وصفتها بـ"المجموعات الإرهابية"، وبين "مليشيات السوتورو المرتبطة بالنظام لمدة عشر دقائق، ثم قام ثلاثة انتحاريين بتفجير أنفسهم"، وفق البيان.
وشككت مصادر مطلعة في رواية تنظيم "داعش" عن تمكّنه من اختراق التحصينات الأمنية والوصول إلى قلب المدينة، والقيام بتفجيرات داخلها، في حين يؤكد ناشطون في المدينة أن التفجيرات جاءت في إطار محاولات تُبذل من أطراف لتهجير من بقي من مسيحيي محافظة الحسكة التي تمثّل حالة تنّوع فريدة في سورية، إذ تضم عرباً وأكراداً، ومسيحيين ومسلمين، وتقع في قلب الإقليم الذي يسعى حزب "الاتحاد الديمقراطي" إلى تشكيله في شمال وشمال شرق سورية.
اقــرأ أيضاً
وأشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إلى أن حي الوسطى الذي يتعرض دائماً للتفجيرات له أربعة مداخل، ثلاثة منها بيد الوحدات الكردية، معربة عن اعتقادها أن ما حدث يأتي في إطار التوتر الذي يشوب العلاقة بين الوحدات الكردية ومليشيا "السوتورو" (المسيحية) والتي رفضت تسليم حي الوسطى للوحدات.
ولكن مصادر في حزب "الاتحاد الديمقراطي" نفت نفياً قاطعاً وجود نوايا لديه في تهجير أي مكوّن من مكوّنات المحافظة، إذ أشار سيهانوك ديبو وهو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، إلى أن تسمية روج أفا (وهي التسمية المعتمدة لدى الاتحاد الديمقراطي لمحافظة الحسكة) تصبح غير معبّرة عن عمق العلاقات من دون السريان، ومن دون العربي والمكوّنات القومية والدينية الأخرى، لافتاً إلى "الحالة المتقدّمة التي وصلنا إليها من الإصرار على العيش المشترك بين هذه المكونات جميعاً والتي أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية سابقاً، واليوم النظام الفدرالي الديمقراطي".
واعتبر ديبو في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه "أياً كانت المقاصد المبيّتة من قِبل من يهاجم وحدة مصير المكوّنات في روج آفا، فهي تفشل ولا يمكن أن تتحقق مثل هذه الأجندات البائسة"، معرباً عن اعتقاده أن ما جرى، مساء السبت، لا يمكن "تذييله بالخلل الأمني"، لافتاً إلى أن المعلومات تشير إلى أن الاشتباك حدث في منطقة تتبع النظام، وبين من يتبعون أفرعه الأمنية، وفق قوله.
من جهته، رأى مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل ديار بكرلي، أن تفجيرات السبت "رسالة للمسيحيين مفادها أنه لا توجد منطقة آمنة لكم في الشرق الأوسط"، رافضاً اتهام أية جهة بالوقوف وراء التفجيرات، مضيفاً: "إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية استطاع اختراق كل التحصينات الأمنية في مدينة القامشلي، ووصل إلى حي الوسطى، فتلك مصيبة، وإذا لم يكن التنظيم وراء ما حدث، فالمصيبة أعظم".
وأكد ديار بكرلي أن المسيحيين في سورية "يتعرضون لخطر حقيقي وداهم يهدد وجودهم برمته"، مشيراً إلى أن نحو ثلثهم هاجروا منذ عام 2011، وهو العام الذي شهد انطلاق الثورة السورية، وبدء الحرب المفتوحة التي شنّها النظام على السوريين المطالبين بالتغيير من كل مكوناتهم، محذراً من خلو سورية من المسيحيين خلال عامين في حال استمر إهمال المجتمع الدولي الملف السوري، وفي حال استمر "خذلان الأشقاء في سورية" للمسيحيين، على حد تعبيره.
وكشف أنه لم يبق في سورية كلها سوى 400 ألف مسيحي من أصل أكثر من مليون كانوا موزعين في مختلف أرجاء البلاد، موضحاً أن المسيحيين في سورية والعراق "ليسوا طارئين بل هم أصحاب الأرض منذ قديم الأزل، وخروجهم من هذين البلدين خسارة للمسلمين وضربة في الصميم للتنوّع الذي كان يميز هذين البلدين عن بقية البلدان في الشرق"، وفق ديار بكرلي. وكانت حركة نزوح داخل سورية وهجرة خارجها للمكوّن المسيحي في الحسكة بدأت إثر هجوم تنظيم "داعش" في بدايات العام الفائت على بلدة تل تمر ومحيطها والتي تضم عدداً كبيراً من المسيحيين، خصوصاً من الآشوريين، في إطار حملة التنظيم للسيطرة على مجمل محافظة الحسكة الغنية بالنفط والتي انتهت بالفشل.
من جهته، اعتبر رئيس المجلس السرياني الوطني السوري، بسام اسحق، أن التفجيرات التي ضربت مدينة القامشلي، مساء السبت، تأتي في سياق تهجير أكبر عدد من السوريين، وتستهدف كل المكوّنات السورية، مضيفاً في حديث لـ "العربي الجديد" أن "استهداف السريان في القامشلي يصب في مصلحة النظام وأي قوى تبحث عن احتكار السلطة، وترفض أي حل سياسي يتشارك فيه كل السوريين بتنوّعهم".
وأشار اسحق، وهو أيضاً عضو المكتب السياسي في مجلس "سورية الديمقراطية" الذي يضم فصائل وكيانات عربية وتركمانية وكردية، إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي حليف لنا في الإدارة الذاتية"، موضحاً أن السريان "مشاركون بقوة وفاعلية في هذا النموذج التشاركي الذي نعتقد أنه نموذج صالح لكل مناطق سورية"، معرباً عن اعتقاده أن "أعداء هذا النموذج التعددي التشاركي هم من لهم المصلحة بتهجير أبناء المكوّن السرياني السوري في القامشلي"، مشيراً إلى أن "السريان أقدم مكوّن سوري، وجذورهم في الجزيرة السورية يعود إلى آلاف السنين".
وتضاربت الروايات حيال ما جرى في المدينة، إذ ذكر ناشطون أن انفجارين هزا شارع ميامي في حي الوسطى في القامشلي أعقبهما سماع أصوات اشتباكات وتفجيرات ناتجة عن استخدام قنابل يدوية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة آخرين. ولم يتأخر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في إعلان مسؤوليته عن التفجيرات التي طاولت الحي، الذي سبق أن تعرض لتفجيرات مماثلة آخرها، أواخر يناير/كانون الثاني، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
ولكن قوات "الأسايش"، وهي الشرطة المحلية التابعة لما يُسمى بـ"الإدارة الذاتية" في محافظة الحسكة، قالت إن "خلية إرهابية نائمة" دخلت حي الوسطى وقامت بـ"عمليات انتحارية"، مشيرة في بيان إلى حدوث اشتباكات بين ما وصفتها بـ"المجموعات الإرهابية"، وبين "مليشيات السوتورو المرتبطة بالنظام لمدة عشر دقائق، ثم قام ثلاثة انتحاريين بتفجير أنفسهم"، وفق البيان.
وشككت مصادر مطلعة في رواية تنظيم "داعش" عن تمكّنه من اختراق التحصينات الأمنية والوصول إلى قلب المدينة، والقيام بتفجيرات داخلها، في حين يؤكد ناشطون في المدينة أن التفجيرات جاءت في إطار محاولات تُبذل من أطراف لتهجير من بقي من مسيحيي محافظة الحسكة التي تمثّل حالة تنّوع فريدة في سورية، إذ تضم عرباً وأكراداً، ومسيحيين ومسلمين، وتقع في قلب الإقليم الذي يسعى حزب "الاتحاد الديمقراطي" إلى تشكيله في شمال وشمال شرق سورية.
وأشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إلى أن حي الوسطى الذي يتعرض دائماً للتفجيرات له أربعة مداخل، ثلاثة منها بيد الوحدات الكردية، معربة عن اعتقادها أن ما حدث يأتي في إطار التوتر الذي يشوب العلاقة بين الوحدات الكردية ومليشيا "السوتورو" (المسيحية) والتي رفضت تسليم حي الوسطى للوحدات.
ولكن مصادر في حزب "الاتحاد الديمقراطي" نفت نفياً قاطعاً وجود نوايا لديه في تهجير أي مكوّن من مكوّنات المحافظة، إذ أشار سيهانوك ديبو وهو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، إلى أن تسمية روج أفا (وهي التسمية المعتمدة لدى الاتحاد الديمقراطي لمحافظة الحسكة) تصبح غير معبّرة عن عمق العلاقات من دون السريان، ومن دون العربي والمكوّنات القومية والدينية الأخرى، لافتاً إلى "الحالة المتقدّمة التي وصلنا إليها من الإصرار على العيش المشترك بين هذه المكونات جميعاً والتي أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية سابقاً، واليوم النظام الفدرالي الديمقراطي".
واعتبر ديبو في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه "أياً كانت المقاصد المبيّتة من قِبل من يهاجم وحدة مصير المكوّنات في روج آفا، فهي تفشل ولا يمكن أن تتحقق مثل هذه الأجندات البائسة"، معرباً عن اعتقاده أن ما جرى، مساء السبت، لا يمكن "تذييله بالخلل الأمني"، لافتاً إلى أن المعلومات تشير إلى أن الاشتباك حدث في منطقة تتبع النظام، وبين من يتبعون أفرعه الأمنية، وفق قوله.
من جهته، رأى مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل ديار بكرلي، أن تفجيرات السبت "رسالة للمسيحيين مفادها أنه لا توجد منطقة آمنة لكم في الشرق الأوسط"، رافضاً اتهام أية جهة بالوقوف وراء التفجيرات، مضيفاً: "إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية استطاع اختراق كل التحصينات الأمنية في مدينة القامشلي، ووصل إلى حي الوسطى، فتلك مصيبة، وإذا لم يكن التنظيم وراء ما حدث، فالمصيبة أعظم".
وأكد ديار بكرلي أن المسيحيين في سورية "يتعرضون لخطر حقيقي وداهم يهدد وجودهم برمته"، مشيراً إلى أن نحو ثلثهم هاجروا منذ عام 2011، وهو العام الذي شهد انطلاق الثورة السورية، وبدء الحرب المفتوحة التي شنّها النظام على السوريين المطالبين بالتغيير من كل مكوناتهم، محذراً من خلو سورية من المسيحيين خلال عامين في حال استمر إهمال المجتمع الدولي الملف السوري، وفي حال استمر "خذلان الأشقاء في سورية" للمسيحيين، على حد تعبيره.
وكشف أنه لم يبق في سورية كلها سوى 400 ألف مسيحي من أصل أكثر من مليون كانوا موزعين في مختلف أرجاء البلاد، موضحاً أن المسيحيين في سورية والعراق "ليسوا طارئين بل هم أصحاب الأرض منذ قديم الأزل، وخروجهم من هذين البلدين خسارة للمسلمين وضربة في الصميم للتنوّع الذي كان يميز هذين البلدين عن بقية البلدان في الشرق"، وفق ديار بكرلي. وكانت حركة نزوح داخل سورية وهجرة خارجها للمكوّن المسيحي في الحسكة بدأت إثر هجوم تنظيم "داعش" في بدايات العام الفائت على بلدة تل تمر ومحيطها والتي تضم عدداً كبيراً من المسيحيين، خصوصاً من الآشوريين، في إطار حملة التنظيم للسيطرة على مجمل محافظة الحسكة الغنية بالنفط والتي انتهت بالفشل.
وأشار اسحق، وهو أيضاً عضو المكتب السياسي في مجلس "سورية الديمقراطية" الذي يضم فصائل وكيانات عربية وتركمانية وكردية، إلى أن "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي حليف لنا في الإدارة الذاتية"، موضحاً أن السريان "مشاركون بقوة وفاعلية في هذا النموذج التشاركي الذي نعتقد أنه نموذج صالح لكل مناطق سورية"، معرباً عن اعتقاده أن "أعداء هذا النموذج التعددي التشاركي هم من لهم المصلحة بتهجير أبناء المكوّن السرياني السوري في القامشلي"، مشيراً إلى أن "السريان أقدم مكوّن سوري، وجذورهم في الجزيرة السورية يعود إلى آلاف السنين".