وصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ليل الأربعاء-الخميس إلى السنغال آتياً من غامبيا في إطار وساطة أخيرة يحاول خلالها إقناع الرئيس الغامبي المنتهية ولايته، يحيى جامع، بتسليم السلطة لخلفه، أداما بارو، كي لا تتدخل لإزاحته بالقوة قوات من غرب أفريقيا متأهبة في السنغال.
وقال مصدر بالرئاسة السنغالية لرويترز اليوم الخميس إن رئيس موريتانيا سافر إلى السنغال للقاء الرئيس ماكي سال بعد محادثات جرت في غامبيا بهدف حل أزمة انتقال السلطة في البلاد.
ووصل ولد عبد العزيز مساء الأربعاء إلى بانجول حيث التقى كلاً من جامع والمعارض التاريخي حسين داربو، قبل أن يغادر إلى دكار. ونقل التلفزيون الغامبي الرسمي عن الرئيس الموريتاني قوله إن المحادثات التي أجراها مع جامع تدعوه للتفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وقبيل حلول منتصف الليل وانتهاء ولاية جامع رسمياً هبطت طائرة الرئيس الموريتاني في دكار حيث كان في انتظاره في المطار نظيره السنغالي ماكي سالي والرئيس الغامبي المنتخب، بحسب اذاعة "ار اف ام" السنغالية الخاصة.
ومنذ 15 يناير/ كانون الثاني الجاري يقيم بارو في السنغال بانتظار تنصيبه رئيسا لبلاده، وذلك تلبية لطلب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. ومنذ انتقاله إلى السنغال لم يسجل أي ظهور علني للرئيس الغامبي المنتخب، لكن محيطه يؤكد أنه سيؤدي اليمين الدستورية رئيساً لبلاده الخميس في غامبيا، من دون أن يوضح كيف يعتزم فعل ذلك.
وفي انتظار نتائج الوساطة الموريتانية، فإن قوات من دول عدة في غرب أفريقيا على أهبة الاستعداد في السنغال للتدخل في غامبيا إذا لم يتخل جامع عن السلطة لخلفه المنتخب.
وباستثناء أصوات طائرات هليكوبتر عسكرية كانت تحلق من آن لآخر.. عم الهدوء شوارع بانجول عاصمة غامبيا والتي تشتهر بالفنادق السياحية والشوارع الهادئة التي تظلّلها أشجار المانغو. ولم تتضح خطوة جامع القادمة حيث يواجه عزلة دبلوماسية شبه كاملة وحكومة منهارة بسبب الانشقاقات وتهديداً وشيكاً بالتدخل العسكري من قبل جيرانه.
وقال المتحدث باسم بارو في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء "هذا عبث... الموقف الواضح هو أن الرئيس المنتخب يجب أن يتولى المنصب يوم التاسع عشر"، لكن جامع الذي تولى السلطة إثر انقلاب عام 1994 وتعهد لاحقاً بالبقاء في الحكم "لمليار عام" يرفض حتى الآن دعوات قوى عالمية وزعماء إقليميين بالتنحي جانباً وتجنب نشوب صراع. وهو يقول إن لجنة الانتخابات كانت تحت تأثير "قوى خارجية" وطعن على النتيجة.
وقال الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنهما لن يعترفا اعتباراً من الخميس إلا ببارو رئيساً لغامبيا. وكان من المقرر أن يؤدي بارو اليمين الدستورية اليوم الخميس لكن خطط تنفيذ ذلك في الاستاد الوطني لن تكون ممكنة.
وقال المتحدث باسم بارو، خليفة صلاح، إن بارو سيؤدي اليمين في مكان لن يكشف عنه. وقال الجيش السنغالي قبل ساعات من الموعد النهائي لتسليم السلطة إنه جمع قوات على حدود غامبيا جاهزة لدخول جارتها الأصغر التي تحيط بها من جميع الجهات إذا لم يترك جامع السلطة.
واحتفل بعض أبناء غامبيا في الشوارع عندما أقر جامع بالهزيمة في الانتخابات أمام بارو الذي يعمل بقطاع العقارات بعد أن كان يوماً حارساً في متجر أرغوس بلندن. لكن الرئيس غير قوله بعد أسبوع مما أثار إدانة دولية وتهديدات باستخدام القوة. وهذه أحدث حلقة في سلسلة طويلة من المواقف الغريبة من جانب جامع الذي سبق وأن قال إنه لن يزيحه أحد من السلطة إلا الله وإن لديه علاجاً عشبياً للإيدز يعمل فقط أيام الخميس وهدد بذبح المثليين.
(رويترز، فرانس برس)