قرر حزبا حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير خوض الانتخابات البرلمانية في الجزائر المقررة قبل العاشر مايو/ أيار المقبل في قوائم مشتركة باسم حركة مجتمع السلم.
وقال رئيس جبهة التغيير، عبدالمجيد مناصرة، في اجتماع لمجلس شورى الجبهة خصص للمصادقة على وثيقة الوحدة والعودة إلى الحزب الأم حركة مجتمع السلم، إنه سيتم خوض الانتخابات المقبلة بقوائم موحدة مع حركة مجتمع السلم تنفيذاً لروح الوحدة والاندماج التي تقررت أخيراً، بين الحزبين، وهو ما ينهي تسع سنوات من الانشقاق السياسي.
وأكد مناصرة أن هذه الوحدة التي تمت بين الحزبين هي وحدة اندماجية في حزب واحد، وليست ظرفية، وكشف أن حزبه جبهة التغيير سيعلن عن قرار حله رسمياً في مؤتمر توافقي مع "مجتمع السلم".
من جهته أقر اجتماع مجلس الشورى للحركة، السبت، وثيقة اتفاقية الإطار للوحدة الاندماجية والتنظيمية مع جبهة التغيير، ونصت الاتفاقية المصادق عليها، أن تتم الوحدة عبر ثلاث مراحل، حيث سيتم في المرحلة الأولى المشاركة بقوائم موحدة باسم الحركة الأم (حركة مجتمع السلم)، في الانتخابات البرلمانية، على أن تبدأ المرحلة التوافقية الثانية بعقد مؤتمر استثنائي بعد الانتخابات التشريعية، وتدوم هذه المرحلة سنة على الأكثر حتى مايو 2018، يتداول خلالها عبدالمجيد مناصرة، ورئيس حركة السلم الحالي، عبدالرزاق مقري، رئاسة الحركة بالتناوب، الى غاية عقد مؤتمر توافقي في مايو 2018.
وينتهي مسار الوحدة بالمرحلة النهائية على أساس ديمقراطي، وتبدأ بانعقاد المؤتمر العادي لحركة مجتمع السلم قبل منتصف 2018، حيث يتم من خلاله الاندماج الكلي لحزب وكوادر جبهة التغيير في الحركة الأم.
وأكد مجلس شورى حركة مجتمع السلم استمرار مساعي لمّ شمل أبناء مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، التي تمثل تيار الإخوان المسلمين في الجزائر.
وكان إخوان الجزائر قد أنهوا تسع سنوات من الانشقاق السياسي بعد إعلان القيادي في جبهة التغيير، عبدالمجيد مناصرة، إنجاز مشروع وحدة سياسية مع حركة مجتمع السلم كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر.
وكان رئيسا حركة السلم وجبهة التغيير وقعا، قبل أسبوع، على اتفاق بالأحرف الأولى للوحدة السياسية يعود بموجبه كوادر جبهة التغيير الى الحركة الأم، بعد انشقاق سياسي دام منذ عام 2008.
ومنذ ثلاث سنوات أطلقت حركة السلم وجبهة التغيير مساعيّ للوحدة وإعادة توحيد الحركة، والعودة الى ما قبل عام 2008، لكن هذه المساعي تعطلت في كثير من الأحيان بسبب خلافات أو ظروف سياسية تخص الحزبين والبلاد.
وفي عام 2003 توفي مؤسس الحركة، محفوظ نحناح، ليبدأ صراع سياسي بين قيادات الصف الأول، وفي عام 2008 انشقت كتلة من كوادر حركة مجتمع السلم بقيادة وزير الصناعة السابق، عبدالمجيد مناصرة، بسبب خلافات سياسية حادة مع رئيس الحركة حينها أبو جرة سلطاني، تركزت حول اتهامات بالخروج على الخط السياسي للحركة الذي رسمه مؤسسها التاريخي، لكن جبهة التغيير لم تلبث أن انقسمت على نفسها، حيث أعلنت كتلة ثانية الانشقاق وتأسيس حزب سياسي جديد باسم حركة البناء.
وفي عام 2012 شهدت حركة السلم انشقاقاً ثانياً، بعد إعلان الحركة الانسحاب وعدم المشاركة في الحكومة، حيث انشقت كتلة بقيادة وزير الأشغال العمومية حينها، عمار غول، لتقوم بتأسيس حزب سياسي باسم "تجمع أمل الجزائر".
وأدت الانشقاقات السياسية المتتالية إلى إضعاف الدور السياسي لحركة السلم في المشهد السياسي في البلاد، بعدما كانت ثالث أكبر قوة سياسية مؤثرة في البلاد.