ونقل معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن قادة الجيش والأجهزة الاستخبارية في تل أبيب شرعوا في إثارة التساؤلات حول ما إذا كان طرد إيران من سورية هو هدف واقعي، مشيرا إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين غير قادرين على تحديد حجم الإنجازات التي حققتها الغارات الجوية.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة اليوم، نوه ميلمان إلى أن إبداء الشكوك والتساؤلات إزاء نتائج الغارات الجوية التي استهدفت الوجود الإيراني، جاء على الرغم من أن رئيس أركان الجيش السابق جادي إيزنكوت ادعى بأن إسرائيل نجحت بالفعل في منع طهران من التمركز عسكريا في سورية.
وبحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن ردّ الإيرانيين قبل أسبوع على إحدى الغارات بإطلاق صاروخ على الجولان السوري المحتل يكرس الشكوك حول فاعلية الاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل في محاولاتها إخراج إيران من سورية.
ونوهت المصادر إلى أن إطلاق الصاروخ يدلل على هشاشة التوافقات التي تتم مع موسكو بشأن سورية، مدعية أن الروس قدموا تعهدات بعدم السماح للإيرانيين بالتواجد عسكريا في محيط دمشق، مما يعني إن إطلاق الصاروخ من هذه المنطقة يمثل تجاوزا لهذه التفاهمات.
وأشار ميلمان إلى أن إسرائيل لا تدري إن كان الصاروخ الذي أطلقه الإيرانيون من محيط دمشق واعترضته منظومة "القبة الحديدية" داخل الأراضي السورية، موجها بحيث يسقط على جبل الشيخ، الذي افتتح موسم التزلج على الجليد على سفوحه، حيث كان يتواجد هناك 1000 متزلج.
ونوه إلى أن إسرائيل تتكتم حول طابع الهدف الذي حاولت إسرائيل تحقيقه من الغارة التي نفذت قبل أسبوع واستهدفت مطار دمشق الدولي، مشيرا إلى أن تل أبيب لم تكشف إن كان الهدف هو ضرب موقع عسكري إيراني أو أنها جاءت لمنع طائرة إيرانية محملة بالسلاح من الهبوط في المطار.
ونقل ميلمان عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن طائرة مدنية إيرانية تابعة لشركة "ماهان أير" الخاصة، والتي تعد ثاني أكبر شركة طيران في إيران، قد شوهدت وهي تغادر الأجواء السورية بسرعة عندما كانت تستعد للهبوط في المطار بعد بدء الغارات الإسرائيلية.
وحسب المصادر، فإن الحرس الثوري الإيراني يستخدم طائرات الشركة في نقل السلاح إلى سورية و"حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن، مدعية أن هذا ما دفع الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على هذه الشركة، في حين أن الحكومة الألمانية ألغت الأسبوع الماضي الرحلات الجوية الست التي تقوم بها أسبوعيا بين إيران وألمانيا، تحت ضغط إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وحسب المصادر العسكرية فإن الجيش الإسرائيلي أنذر قيادة الجيش الروسي في قاعدة حميميم بالضغط على جيش بشار الأسد بعدم الرد على الغارات الإسرائيلية.
ونوه إلى أن إسرائيل نقلت رسالة للأسد مفادها أنها قد سلمت ببقائه ولن تهدده، بشرط عدم السعي للتشويش على عملياتها داخل سورية التي تستهدف إيران.
وأشار ميلمان إلى أن إسرائيل تتجنب شن أية غارات داخل لبنان، مشيرا إلى أنه في المرة الوحيدة التي قامت إسرائيل بقصف أهداف لإيران داخل لبنان وبمحاذاة الحدود مع سورية، سارع "حزب الله" للرد فورا.
وادعت المصادر الإسرائيلية أن إيران و"حزب الله" سعيا إلى تشكيل مليشيات داخل الجولان مشكلة من فلسطينيين وسوريين يعيشون داخل الهضبة، مضيفة أن الحصول على معلومات استخبارية دقيقة ساعد إسرائيل في استهداف هذه المليشيات، مما أفضى إلى إحباط تشكلها في النهاية.