وذهبت قراءة ثالثة، عبّر عنها مفاوضون أميركيون سابقون وخبراء في شؤون الشرق الأوسط، إلى أن في خطاب ترامب ما قد يزعج اليمين الإسرائيلي، مشيرين إلى كلام الرئيس الأميركي عن حل الدولتين والوضع النهائي لحدود مدينة القدس.
وتصدّرت محطة "فوكس نيوز" طابور المهللين بالإنجاز "التاريخي"، ونقلت شاشتها الاحتفالات الإسرائيلية التي شهدتها القدس المحتلة ورفع العلمين الإسرائيلي والأميركي فوق أسوار القدس، في إشارة إلى التحالف غير المقدس بين اليمين الأميركي المسيحي واليهود المتشددين وممثليهم في الولايات المتحدة من كبار المتمولين اليهود. كذلك استضافت السفير الإسرائيلي، داني دانون، وجون بولتون؛ أحد رموز المحافظين الجدد ومهندسي الحرب على العراق، الذي شكر ترامب "على الاعتراف بالقدس التي أسسها اليهود قبل 3000 عام، عاصمة أبدية لإسرائيل".
في المقابل استضافت "سي ان ان" المبعوث الأميركي السابق لعملية السلام، دينيس روس، الذي رأى في كلام ترامب عن حل الدولتين وحدود القدس كلاماً غير كافٍ عما يجب أن يقال من أجل تقديم تطمينات للفلسطينيين واحتفاظ الولايات المتحدة بماء الوجه كي تقوم بدور الوسيط في عملية السلام.
وقال روس إنّه يجب الانتظار خلال الأيام المقبلة لتكرار تلك الكلمات على لسان المسؤولين الأميركيين لتوضيح موقفهم أكثر وتقديم استراتيجية واضحة لعملية السلام تؤكد التزام واشنطن بحل الدولتين وتفاوض الطرفين لإيجاد حل نهائي للقضايا النهائية ومنها مصير مدينة القدس.
واعتبر محللو "سي ان ان" أن الهدف الأساسي من خطاب ترامب الاستعراضي هو الظهور أمام جمهوره الأميركي، خصوصاً المسيحيين المحافظين، بمظهر الرئيس الذي ينفذ وعوده الانتخابية، وذلك في ظل معارضة وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع، جايمس ماتيس، ومستشار الرئيس للأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكمستر، توقيت قرار نقل السفارة والمخاطر الأمنية التي ستواجه السفارات والقوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وذهب بعضهم إلى أن الرئيس الأميركي لم يقدم أي شيء ملموس لإسرائيل، فقرار نقل السفارة اتخذ قبل أكثر من عشرين عاماً، وبحسب هؤلاء فإن لا أحد يعلم كم سنة قد يمتد بناء السفارة الأميركية الجديدة في القدس.
ويشير هؤلاء إلى تكتيك ترامب الذي يقوم على تنفيذ الوعود الانتخابية، أو الإيحاء للجمهور بتنفيذها، بالتقسيط وعلى دفعات، مثل تعامله مع قضية إلغاء "أوباما كير" للإصلاح الصحي أو الاتفاق النووي مع إيران الذي سحب الثقة به ولم يعلن الانسحاب منه.
ولم تغب عن منتقدي خطاب ترامب الإشارة إلى تلعثم الرئيس في نهاية الخطاب، عندما بذل جهداً مضاعفاً كي يدعو الله إلى حفظ الفلسطينيين كما فعل مع الإسرائيليين، ما جعله يفقد القدرة على نطق اسم الولايات المتحدة.