انحصر النقاش السياسي في لبنان بشأن التشكيلة الحكومية الجديدة بيد رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، بعد إعلان مختلف الكتل السياسية عن حصر الخلافات حول توزيع الحقائب إلى أضيق الحدود.
وهو ما عبّر عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة له، الأسبوع الماضي، قال فيها إن الخلاف هو على "توزيع حقيبة أو حقيبتين وتمثيل بعض القوى بشكل أو بآخر".
وأكدت مصادر في "كتلة المستقبل النيابية" لـ"العربي الجديد"، أن موجة التفاؤل بقرب إعلان التشكيلة الحكومية أتت بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها الحريري مع الشخصيات السياسية خلال الأسبوع الماضي، مشيرةً إلى "حصر النقاش الفعلي والجدي بشأن التشكيلة بين قيادات الصف الأول في الكتل النيابية والأحزاب".
كما نقل عضو كتلة "القوات اللبنانية"، النائب أنطوان زهرا، موقفاً إيجابياً مماثلاً لموقف "المستقبل"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "القوات بانتظار إعلان حل العقد المتبقية، وهي محدودة".
وفي مؤشر على قرب إعلان التشكيلة الحكومية، شهد اليوم لقاءً جمع البطريرك الماروني بشارة الراعي، برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، الذي نافس الرئيس عون خلال جلسة انتخاب الرئيس في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وهي خطوة يُفترض أن يتبعها لقاء يجمع عون بفرنجية تكريساً لمصالحة بين القطبين المسيحيين، وهي المصالحة التي وحّدها سابقاً التحالف المشترك مع حزب الله، قبل أن تفرقهما الطموحات الشخصية لعون وفرنجية في الوصول إلى الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية.
وفي ربط بين معركة الرئاسة وتشكيل الحكومة، قال فرنجية بعد لقاء الراعي، إنه لا يعترض على عدم الوصول إلى منصب الرئيس بل "على طريقة الانتقام والقصاص في حقنا (المشاركة الوازنة في الحكومة)، ونحن نعمل على ولادة قريبة للحكومة، والأمور قيد الحل".
وأكد فرنجية أنه مستعد للقاء الرئيس عون "بالطريقة التي يراها البطريرك الراعي مناسبة، ومَن يُرد معركة فنحن مستعدون، ومَن يرد صفحة جديدة، فنحن أيضاً مستعدون". وقد سبق للرئيس عون أن أعرب في بيان عن "استعداده لاستقبال كل الأطياف السياسية من منطلق أبوي للاستماع إلى هواجسها".
وأعلن فرنجية بعد زيارة الرئيس بري في وقت لاحق اليوم، أن الأخير "تنازل" عن وزارة الأشغال العامة والنقل لصالح "تيار المردة". وعلق فرنجية على ذلك قائلا "حقنا وصل إلينا من الرئيسين بري والحريري، والحل بات أقرب".