قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، إن محادثات مجموعة السبع هيأت "ظروفا لعقد اجتماع وبالتالي اتفاق" بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني حول أزمة النووي الإيراني.
وكرر الرئيس الفرنسي، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره الأميركي على هامش قمة مجموعة السبع، ما قاله مرات عديدة عن إيران، وهو أن "هذا البلد لا يجب أبدا أن يمتلك السلاح النووي"، وعليه أيضا "أن يتوقف عن زعزعة استقرار المنطقة".
واعترف ماكرون بأنه اتخذ مبادرات عديدة، مع إخبار الطرف الأميركي بأن القرارات الأميركية الأخيرة وضعت كثيرا من الضغوط، وأن تلك الضغوط "جعلتنا في وضعية تحسين الأمن الإقليمي في المنطقة".
ومن خلال هذا التنسيق، اتخذت فرنسا، أمس، مبادرة الطلب من وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف العودة إلى فرنسا، وساهمت محادثاته مع وزير الخارجية الفرنسي في "رسم طريق"، وفق حديث ماكرون.
واستحضر ماكرون ما يراه دليلا على حدوث تقدم في الملف الإيراني: "هذا الصباح، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن استعداده للقاء أي مسؤول سياسي إذا كان الأمر في مصلحة بلاده"، مضيفا أن "ما قلته للوزير ظريف وما قلته، هاتفياً، للرئيس روحاني، هو أنه إذا قبل لقاء مع الرئيس ترامب، فإن من الممكن الوصول إلى اتفاق".
واستطرد قائلًا إن ثمة "أملًا في الأسابيع القادمة، ارتكازا على هذه الاتصالات، أن ننجح في جمع الرئيس ترامب مع نظيره الإيراني، وبحضوري وشركائي الذين لهم دور في المفاوضات النووية"، وأعتبر أن هذا الموعد ضروريّ.
وفي ما يخص التجارة العالمية، عبر ماكرون عن أمله في اتفاق صيني أميركي لوقف الصراع التجاري بينهما و"الذي يهدد العالَم"، ثم شدد على الحاجة إلى تغيير قواعد التجارة، أي تحديثها وإصلاحها، من أجل معالجة كل الحالات غير العادلة بين الدول وداخل الدول.
وكشف عن التوصل إلى اتفاق حول ما يسمى بالضريبة الرقمية الفرنسية على "غافا"، وهذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ سنة 2020.
ولم يتوقف ماكرون عن كيل المدائح للرئيس الأميركي، مؤكدا تنسيق المواقف، ومؤيدا الاتصالات الأميركية مع كوريا الشمالية، قائلًا "نحن وراء الرئيس ترامب".
وفي محاولة للتقرب أكثر من الموقف الأميركي في ما يخص النووي الإيراني، اعتبر أن فرنسا نجحت في "خلق شروط لقاء وبالتالي شروط اتفاق بين ترامب وروحاني" وأضاف أن اتفاق 2015 النووي تشوبه نقائص، مذكّرا بموقف الوفد الفرنسي في المفاوضات، ويعني به رولان فابيوس، الذي كان أكثر تشددا من الوفد الأميركي نفسه.
واللافت أنه رغم كل عبارات التودد تلك، فإن ترامب لم يغير أي شيء من شروطه في ما يخص إيران، معتبرا أن "الاتفاق النووي مع إيران مثير للسخرية"، مضيفا: "لا أريد سلاحا نوويا إيرانيا ولا صواريخ باليستية".
ثم تقاسم الرئيس ترامب مع مضيفه الفرنسي الحَذر من المستقبل، فقال: "من الممكن أن تنجح المبادرة كما أنها قد لا تنجح"، ساخراً من المفاوض الأميركي جون كيري ومن الرئيس السابق أوباما، اللذين جعلا "إيران تحصل، مقابل التوقيع، على الاتفاق، على 150 مليار دولار ونحن لم نحصل على شيء".
ولم يغير الرئيس ترامب ذهنيته كرجل أعمال، حين هاجم الصين وسياساتها محذّراً الصين من "ملايين العاطلين عن العمل، بسبب سوء تقدير للمواقف". ولا شك في أن ما يشغل الناخب الأميركي، والرئيس ترامب في قلب حملته الانتخابية، هو الاقتصاد، وفي القلب منه مواقف العملاق الصيني وتأثيرها على الاقتصاد الأميركي وكيفية مواجهتها، ثم الخوف من ركود اقتصادي.