طالبت الجزائر أن تكون دول جوار ليبيا طرفاً في أي حل سياسي للأزمة الليبية، واتهمت المجتمع الدولي بالتقاعس في مساعدة ليبيا على بناء مؤسساتها، فيما وصل اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، اليوم الأحد إلى البلاد، لإجراء مشاورات سياسية حول الأزمة الليبية والبحث عن دعم عسكري للجيش الليبي.
وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، اليوم في تصريح صحافي على هامش مؤتمر السلم والأمن في أفريقيا، والذي تحتضنه مدينة وهران إن "الجزائر تعتبر أن الإخوة اللبيبين الجيران لا يجب أن يكونوا الطرف الوحيد في المشكل ويجب أن تكون دول الجوار طرفاً جماعياً في الحل".
وأوضح لعمامرة أن دول الجوار الليبي "تواجه الآثار المضرة المباشرة لهذه الوضعية".
وتعطي تصريحات الوزير الجزائري مؤشراً قوياً على قرب خطوة سياسية بين دول الجوار الليبي، الجزائر ومصر وتونس، خصوصاً بعد التسريبات التي حصل عليها "العربي الجديد" بشأن إمكانية عقد قمة مصرية تونسية جزائرية في الجزائر، يكون قد بادر باقتراحها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في زيارته الخميس الماضي إلى الجزائر.
واتهم لعمامرة المجتمع الدولي بالتقاعس عن تقديم المساعدة في بناء مؤسسات الدولة الليبية، معتبراً أن المجتمع الدولي لم يشارك بصفة نشيطة لإعادة بناء هذه الدولة بعد سقوط النظام الليبي السابق.
وتطالب الجزائر بحوار ليبي ليبي للتوصل إلى حل سياسي، وأعلنت دعمها لاتفاق الصخيرات الموقع في المغرب في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. واحتضنت قبل أشهر اجتماعين لقادة الأحزاب الليبية والشخصيات السياسية، للمساعدة على دعم الحوار الليبي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أن خليفة حفتر، التقى اليوم مع مساعد وزير الخارجية الجزائري المكلف بالشأن المغاربي والأفريقي والعربي، عبد القادر مساهل، وبحثا مستجدات الوضع السياسي والأمني في ليبيا، والسبل الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار في ليبيا.
وأفاد المصدر نفسه بأن الوزير مساهل جدّد لحفتر موقف الجزائر بشأن ليبيا، وتشجيعها على بلوغ اتفاق توافقي لتسوية الأزمة الليبية، ورفض أي تدخل أجنبي في ليبيا.
وأكد مساهل على موقف الجزائر الثابت المؤيد لحل سياسي للنزاع في ليبيا، في إطار "تطبيق الاتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية، بتاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015، من خلال حوار شامل ما بين الليبيين والمصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة".
وقالت مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد" إن مساهل حث حفتر على ضرورة تقديم تنازلات للتوصل إلى تفاهمات مع الفرقاء الليبيين، وتقديم تنازلات للتوصل إلى حل يجنب ليبيا مآلات الحالة السورية.
وأكدت المصادر نفسها أن مساهل أبلغ حفتر رفض الجزائر لاعتماد النهج العسكري لحل الأزمة في ليبيا، وكذا قلق الجزائر من التدخلات الأجنبية الراهنة في ليبيا.
وتعد زيارة حفتر إلى الجزائر الأولى له، وجاءت بطلب من الجزائر، وتأتي في سياق محاولة الجزائر فهم مطالبات حفتر، تمهيدا لقمة ثلاثية محتملة تجمع الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفيلقة، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي.