ويشكل العرب في المدينة ثلث السكان، أي أكثر من 15 ألف نسمة من أصل 50 ألف نسمة يعيشون هناك. وكانت نتسيرت عيليت قد أقيمت عام 1956، كجزء من قرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي في حينه، دافيد بن غوريون، ضمن مخطط "تهويد الجليل"، وقد بنيت على أراضٍ صودرت من الناصرة وبعض القرى المجاورة لها مثل المشهد وأكسال والرينة وعين ماهل. وتعليقاً على هذا القرار، قال رائد غطاس، عضو بلدية نتسيرت عيليت منذ عام 2008 عن القائمة المشتركة للتعايش: "هذا الاقتراح ليس جديداً وكان قد تمّ طرحه منذ عام 2008 من قبل رئيس البلدية السابق شمعون جابسو، ولكن لم يتم تنفيذه"، مضيفاً "يدعون أنهم لا يريدون الخلط بين الاسمين؛ الناصرة ونتسيرت عيليت، ولكن حتى الآن لم يدرج هذا الاقتراح على جدول أعمال البلدية، كان مجرّد تصريح جاء على لسان بلوت، في اجتماع حول الانتخابات".
وأشار غطاس، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ "هناك نقاطاً عدة في هذا السياق، يجب التركيز عليها. أولاً، أنّ نتسيرت عيليت بنيت على أراضٍ مصادرة من مدينة الناصرة والقرى المجاورة، وهذه قضية مهمة في ذاكرتنا وذاكرة شعبنا لن نتنازل عنها. ونحن نعتقد أنّ الاسم ليس هو الشي الأساسي بها، وإنّما وضعها دائماً على جدول أعمالنا، ودائماً نذكّر بها في كل المحافل. ثانياً، نحن ضدّ أي قرار من هذا النوع وسنعمل ضده بقوة، سنعارض أي اسم ذي صبغة صهيونية أو أي اسم إقصائي لنا نحن المواطنين العرب في المدينة". وكشف غطاس أن بلوت اتصل بالأوساط العربية في المدينة وأبلغها نيته طرح اسم نوف عيليت.
وأضاف غطاس، "ثالثاً، دائماً كنا نرفض استخدام مصطلح الناصرة العليا، بل نستخدم نتسيرت عيليت، لأن الناصرة واحدة ولا ناصرة أخرى فوق مدينة الناصرة العربية. كذلك نرفض ترجمة الاسم إلى العربية، لأنه مقابل الناصرة العليا سيكون هناك الناصرة السفلى مثلاً، ونحن نقول إنّ الناصرة واحدة".
وتابع غطاس "يجب أن نركّز على القضية الأساسية بأنّ مدينة نتسيرت عيليت أقيمت بهدف تهويد الجليل، وتصبو سلطات الاحتلال إلى تحويلها إلى مدينة مركزية في الجليل"، موضحاً أن "القضية المركزية بالنسبة لنا هي السكن الحرّ في نتسيرت عيليت كسكان عرب وتحقيق المساواة، وتعميق تجذرنا في هذه المدينة. نعمل على هذه النقاط الثلاث الأساسية ولن ننشغل في قضية الاسم وسنركز في أي نشاط لنا على هذه القضايا".
وكان بلوت قد قال إنّ "الناصرة هي المدينة العربية الكبرى في إسرائيل، ونتسيرت عيليت هي المدينة اليهودية الكبرى في الجليل. نحن نعيش في حسن جوار، ولكن في الواقع هناك سلطتان مختلفتان، مع هوية وشخصية مختلفتين".
إلى ذلك، قالت علا حلاق، وهي من سكان نتسيرت عيليت ومن مواليد حي السليزيان بالناصرة "هذا قرار مجحف وقاسٍ بحقنا كعرب، وهو يلغي معالم الأرض وحقيقة أنها قطعة وجزء من الناصرة أساساً". واختارت حلاق السكن في نتسيرت عيليت لأنّ "هذه الأرض جزء لا يتجزّأ من الناصرة ومن حقنا السكن فيها. وجودنا هنا هو بسبب أزمة اكتظاظ السكن ونرى بها تكملة للناصرة ويحقّ لنا أن نعيش فيها".
واعتبرت حلاق أنّ هذا القرار "جاء برأيي بعد نجاح القائمة العربية في الانتخابات ووجود ثلاثة أعضاء عرب في المجلس البلدي، فهذا دفع رئيس البلدية رونين بلوت نحو هذا القرار، كونه من حزب الليكود اليميني. وهذا مؤشر على أنّ العرب أصبح لهم صوت وتأثير، ورداً على ذلك اتخذ بلوت قرار تغيير الاسم الذي نرفضه"، لافتة إلى أنه لو لم يكن رئيس البلدية مدعوماً من قطاعات يمينية لما خطا هذه الخطوة أو أعلن عنها.
من جهتها، قالت أماني هواري، وهي من مواليد حي النمساوي في الناصرة وتقطن في نتسيرت عيليت: "أساساً كانت تضحكني تسميتها نتسيرت عيليت أي الناصرة العليا، وبالنسبة لنا نتسيرت عيليت هي مستوطنة لأنها جزء من أراضي الناصرة". وتابعت هواري "كنت أحبّ أن يكون لدي شعور بالانتماء لبلد مختلط، ولكن الوضع ليس كذلك. أنا أقطن في نتسيرت عيليت، ولكن الوضع أشبه بالسكن في فندق، فلا وجود للشعور بالانتماء"، موضحةً أنّ "الخدمات والأمور الحياتية هي في مدينة الناصرة، فلا يوجد مدارس عربية ولا دورات ملائمة لأولادنا هنا. كنت أطمح إلى أن يكون عندي مجتمع عربي في نتسيرت عيليت، ورغم أنّ الحي الذي أقطنه معظمه من العرب، ولكن لا يوجد شعور بالانتماء. كنت أتمنى أن تسمى باسم غير مستفز لثلت السكان العرب فيها، وغير الإسرائيليين".
أمّا المحامي عوني نداف، وهو من مواليد الناصرة أيضاً، ويقطن بين الناصرتين، فقال: "نحن أهل الناصرة نتعامل مع نتسيرت عيليت على أنها حي من مدينة الناصرة. وإذا كان رئيس البلدية رونين بلوت يرى أنّ في تسمية نتسيرت عيليت مشكلة، أقترح أن يستقيل وأنّ تضمّ للناصرة ويتم توحيد المدينتين بمدينة واحدة اسمها الناصرة، ويديرها رئيس بلدية الناصرة علي سلام". وأضاف نداف أنّ "أغلب العرب الذين يقطنون في نتسيرت عيليت يعملون في الناصرة، فهي المركز، حتى الباصات والحافلات هي لشركة واحدة عربية من الناصرة. ونحن في الناصرة اعتدنا أن نطلق على نتسيرت عيليت "شيكون اليهود".