بدأت تطفو على السطح ملامح اتفاق أبرمه "جيش الإسلام"، أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، مع الروس لتحديد مصير هذا الفصيل في مدينة دوما كبرى مدن الغوطة، فضلاً عن تحديد مصير المدينة التي تضم عشرات آلاف المدنيين الذين اختار عدد كبير منهم الخروج إلى الشمال السوري خشية من "انتقام" النظام منهم. وفي الوقت الذي تتواصل فيه عملية تهجير أهالي الغوطة، عادت مدينة تل رفعت شمال حلب إلى الواجهة، مع تأكيد تركي أنها ستكون الهدف المقبل لعملية "غصن الزيتون"، في ما بدا مؤشراً على تفاهم روسي تركي على طرد الوحدات الكردية من هذه المدينة ومحيطها.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس التوصل لاتفاق جديد "طرفاه هذه المرة، هما جيش الإسلام وسلطات النظام السوري، بوساطة روسية وضمانة روسية كاملة"، مشيراً إلى أن الاتفاق غير المعلن والمتكتم عليه، يقوم على التوصل لحل توافقي بين طرفي الاتفاق بالضمانة والوساطة الروسية. وينص الاتفاق الجديد، وفق المرصد، على مغادرة كل من يرفض الاتفاقين الأول والثاني إلى منطقتي الباب، وجرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، من مقاتلين وعائلاتهم والمدنيين. كما ينص على "أن تعمل سلطات النظام السوري على إعادة تأهيل مدينة دوما من بنى تحتية ومؤسسات تعليمية وحكومية وخدمية، وإعادة استصدار وثائق لكل من فقد وثائقه الرسمية، وعبر مؤسسات النظام بشكل رسمي". وينص أيضاً "على إعادة جميع الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة إلى مؤسساتهم التعليمية، وتسهيل متابعتهم لدراستهم، بعد إجراء اختبارات تؤهلهم لاستكمال تعليمهم".
وفي ما يخص مقاتلي "جيش الإسلام" الذين يفضلون البقاء في دوما، ينص الاتفاق على "أن تعمل سلطات النظام على تسوية أوضاعهم بعد تسليم أسلحتهم، بشكل كامل وبضمانة روسية كاملة، على أن يجري تأجيل خدمة التجنيد الإجباري للشبان المطلوبين لها، لمدة تتراوح بين 6 أشهر و10 أشهر". ولا ينص الاتفاق على دخول قوات النظام إلى المدينة بل "يمكن لعناصر شرطة النظام الدخول إلى دوما خلال فترة إعادة تأهيل المدينة بضمانة الشرطة العسكرية الروسية، كما سيجري تخديم دوما بالكامل من نقل وحركة تجارية وغيرها من الخدمات اللازمة"، وفق المصدر. هذا الاتفاق الذي يتداوله ناشطون في مدينة دوما، لم يصدر أي بيان رسمي من أطراف الاتفاق بتأكيده، أو نفيه.
في غضون ذلك، لا تزال تتوالى قوافل المهجرين من مدينة دوما إلى مناطق في الشمال السوري، ما يعطي مؤشرات واضحة على أن مصير المدينة بات محسوماً. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن دفعة رابعة من مهجري مدينة دوما كان يُفترض أن تخرج أمس الخميس إلى الشمال السوري، من دون أن تحدد عدد الخارجين الجدد. وكانت دفعة ثالثة من مهجري دوما خرجت الأربعاء، تضم 635 مقاتلاً من فصيل "جيش الإسلام"، وعائلاتهم، وتم نقل المهجرين إلى مراكز إيواء مؤقتة، خصوصاً في مناطق "درع الفرات" شمال شرقي حلب والخاضعة للنفوذ التركي. ونقلت وسائل إعلام روسية أمس عن رئيس "مركز المصالحة الروسي في سورية" الجنرال يوري يفتوشنكو، "أن نحو 4 آلاف مسلح خرجوا مع أسرهم عبر ممر مخيم الوافدين الإنساني في الغوطة الشرقية"، منذ بداية "الهدنة الإنسانية".
وكان "جيش الإسلام"، أطلق الأربعاء، خمسة أسرى كانوا محتجزين لديه في دوما، هم أربع نساء ورجل، يشكلون الدفعة الأولى من الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم من أصل من يُعتقد أنهم مئات الأسرى المحتجزين لدى "جيش الإسلام" من عسكريين ومدنيين موالين للنظام.
اقــرأ أيضاً
على صعيد آخر، أكدت أنقرة أن مدينة تل رفعت شمال حلب الخاضعة حالياً للوحدات الكردية، هي هدف عملية "غصن الزيتون" المقبل، وذلك بعد يوم واحد من قمة ثلاثية جمعت رؤساء تركيا وإيران وروسيا عقدت في إسطنبول. وأعلن المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، أن بلاده "ستُطهّر منطقة تل رفعت على غرار عفرين". وفي حديث تلفزيوني أمس، قال بوزداغ إن "النهاية اقتربت بالنسبة إلى منطقة تل رفعت أيضاً". وأعلن أنه "بعد تطهير تل رفعت من الإرهاب، ستتبعها منبج، ومناطق شرق الفرات"، مضيفاً أن بلاده تريد التفاهم مع الولايات المتحدة حيال منبج ومناطق شرق الفرات، إلا أنها تواجه صعوبة في اتخاذ خطوة في هذا الصدد، بسبب وجود ضبابية وتضارب في التصريحات من الجانب الأميركي.
كذلك أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، أن "عملية غصن الزيتون ستستمر حتى تطهير كامل المنطقة من الإرهابيين، بما في ذلك مدينة تل رفعت". وأضاف في مؤتمر صحافي أمس "وجودنا في عفرين سيستمر إلى أن يستتب الأمن في المناطق الحدودية وداخل المدينة". وأشار إلى أن "روسيا تقول إنه لم يتبق تقريباً عناصر لتنظيمي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني في تل رفعت، وسنتأكد من ذلك عبر مصادرنا الخاصة".
وفي السياق، أكد المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة، المقدّم محمد حمادين، أمس الخميس، أن الجيش السوري الحر بالتعاون مع الجيش التركي سيكمل عملية "غصن الزيتون" حتى تحرير مدينة تل رفعت وريفها من قبضة الوحدات الكردية. وكانت هذه الوحدات قد سيطرت على مدينة تل رفعت وقرى في ريفها في فبراير/شباط من العام 2016 إبان أزمة بين الأتراك والروس، ودعمت موسكو في ذلك الحين الوحدات الكردية رداً على إسقاط طائرة روسية من قبل طائرة تركية.
في موازاة ذلك، عاودت طائرات النظام الحربية ومقاتلات روسية، أمس الخميس، قصف مناطق في ريف إدلب شمال غربي سورية، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، متجاوزة بذلك اتفاق خفض التوتر الذي أقرته اجتماعات أستانة. وأكد ناشطون أن الطائرات الحربية التابعة للنظام استهدفت بالصواريخ مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل، فضلاً عن دمار أصاب المنطقة المستهدفة. وقتلت امرأة وأصيب آخرون بقصف جوي روسي على قرية مرعند في ريف إدلب، في وقت قصفت فيه الطائرات الحربية بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى دمار مسجد ومدرسة.
كما استهدف القصف الجوي قريتي سفوهن ودير سنبل في ريف إدلب الجنوبي، وأطراف مدينة سراقب ومدينة جسر الشغور وقرى اشتبراق وحلوز وشردبية وكفر دين في ريف إدلب الغربي، ما أدى إلى دمار في الأماكن المستهدفة. كما قصفت مدفعية قوات النظام مدينة اللطامنة وقريتي الأربعين والزارة في ريف حماة الشمالي.
اقــرأ أيضاً
وفي ما يخص مقاتلي "جيش الإسلام" الذين يفضلون البقاء في دوما، ينص الاتفاق على "أن تعمل سلطات النظام على تسوية أوضاعهم بعد تسليم أسلحتهم، بشكل كامل وبضمانة روسية كاملة، على أن يجري تأجيل خدمة التجنيد الإجباري للشبان المطلوبين لها، لمدة تتراوح بين 6 أشهر و10 أشهر". ولا ينص الاتفاق على دخول قوات النظام إلى المدينة بل "يمكن لعناصر شرطة النظام الدخول إلى دوما خلال فترة إعادة تأهيل المدينة بضمانة الشرطة العسكرية الروسية، كما سيجري تخديم دوما بالكامل من نقل وحركة تجارية وغيرها من الخدمات اللازمة"، وفق المصدر. هذا الاتفاق الذي يتداوله ناشطون في مدينة دوما، لم يصدر أي بيان رسمي من أطراف الاتفاق بتأكيده، أو نفيه.
في غضون ذلك، لا تزال تتوالى قوافل المهجرين من مدينة دوما إلى مناطق في الشمال السوري، ما يعطي مؤشرات واضحة على أن مصير المدينة بات محسوماً. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن دفعة رابعة من مهجري مدينة دوما كان يُفترض أن تخرج أمس الخميس إلى الشمال السوري، من دون أن تحدد عدد الخارجين الجدد. وكانت دفعة ثالثة من مهجري دوما خرجت الأربعاء، تضم 635 مقاتلاً من فصيل "جيش الإسلام"، وعائلاتهم، وتم نقل المهجرين إلى مراكز إيواء مؤقتة، خصوصاً في مناطق "درع الفرات" شمال شرقي حلب والخاضعة للنفوذ التركي. ونقلت وسائل إعلام روسية أمس عن رئيس "مركز المصالحة الروسي في سورية" الجنرال يوري يفتوشنكو، "أن نحو 4 آلاف مسلح خرجوا مع أسرهم عبر ممر مخيم الوافدين الإنساني في الغوطة الشرقية"، منذ بداية "الهدنة الإنسانية".
وكان "جيش الإسلام"، أطلق الأربعاء، خمسة أسرى كانوا محتجزين لديه في دوما، هم أربع نساء ورجل، يشكلون الدفعة الأولى من الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم من أصل من يُعتقد أنهم مئات الأسرى المحتجزين لدى "جيش الإسلام" من عسكريين ومدنيين موالين للنظام.
على صعيد آخر، أكدت أنقرة أن مدينة تل رفعت شمال حلب الخاضعة حالياً للوحدات الكردية، هي هدف عملية "غصن الزيتون" المقبل، وذلك بعد يوم واحد من قمة ثلاثية جمعت رؤساء تركيا وإيران وروسيا عقدت في إسطنبول. وأعلن المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، أن بلاده "ستُطهّر منطقة تل رفعت على غرار عفرين". وفي حديث تلفزيوني أمس، قال بوزداغ إن "النهاية اقتربت بالنسبة إلى منطقة تل رفعت أيضاً". وأعلن أنه "بعد تطهير تل رفعت من الإرهاب، ستتبعها منبج، ومناطق شرق الفرات"، مضيفاً أن بلاده تريد التفاهم مع الولايات المتحدة حيال منبج ومناطق شرق الفرات، إلا أنها تواجه صعوبة في اتخاذ خطوة في هذا الصدد، بسبب وجود ضبابية وتضارب في التصريحات من الجانب الأميركي.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة، المقدّم محمد حمادين، أمس الخميس، أن الجيش السوري الحر بالتعاون مع الجيش التركي سيكمل عملية "غصن الزيتون" حتى تحرير مدينة تل رفعت وريفها من قبضة الوحدات الكردية. وكانت هذه الوحدات قد سيطرت على مدينة تل رفعت وقرى في ريفها في فبراير/شباط من العام 2016 إبان أزمة بين الأتراك والروس، ودعمت موسكو في ذلك الحين الوحدات الكردية رداً على إسقاط طائرة روسية من قبل طائرة تركية.
في موازاة ذلك، عاودت طائرات النظام الحربية ومقاتلات روسية، أمس الخميس، قصف مناطق في ريف إدلب شمال غربي سورية، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، متجاوزة بذلك اتفاق خفض التوتر الذي أقرته اجتماعات أستانة. وأكد ناشطون أن الطائرات الحربية التابعة للنظام استهدفت بالصواريخ مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل، فضلاً عن دمار أصاب المنطقة المستهدفة. وقتلت امرأة وأصيب آخرون بقصف جوي روسي على قرية مرعند في ريف إدلب، في وقت قصفت فيه الطائرات الحربية بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى دمار مسجد ومدرسة.
كما استهدف القصف الجوي قريتي سفوهن ودير سنبل في ريف إدلب الجنوبي، وأطراف مدينة سراقب ومدينة جسر الشغور وقرى اشتبراق وحلوز وشردبية وكفر دين في ريف إدلب الغربي، ما أدى إلى دمار في الأماكن المستهدفة. كما قصفت مدفعية قوات النظام مدينة اللطامنة وقريتي الأربعين والزارة في ريف حماة الشمالي.