أعلن البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، عن مشاركة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في قمة مجلس التعاون الخليجي، أثناء زيارته المملكة العربية السعودية، في 21 أبريل/ نيسان المقبل، وذلك في سياق جولة للرئيس الأميركي، من المقرر لها أن تشمل بريطانيا وألمانيا، وتأتي في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الأميركية السعودية، لاسيما بعد الاتفاق النووي الإيراني.
وتأتي جولة أوباما في وقت بدت فيه واشنطن بعيدة إلى حد كبير عن سياسات حلفائها، فالسعودية تضغط بصورة أكبر في اتجاه مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، وبريطانيا وألمانيا تضغطان بصورة أكبر باتجاه تدخلات أميركية أكثر فاعلية، لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وخصوصاً تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وفي سياق معالجة ملف الثورة السورية.
وعرفت العلاقات السعودية الأميركية، التي توصف بالتاريخية، موجة برود عقب اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، مع أوباما، في قمة كامب ديفيد مايو / آيار 2015، بعد وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي مع إيران. وحاول الرئيس الأميركي، في القمة التي غاب عنها العاهل السعودي الملك، سلمان بن عبد العزيز، التقليل من "الخطر الإيراني" في المنطقة، مؤكداً أن على دول الخليج القيام بإصلاحات داخلية. وعلى الرغم من تعهده لقادة دول مجلس التعاون، أن الولايات المتحدة ستقوم بمواجهة أي خطوات عدوانية إيرانية تجاههم، إلا أن أوباما قلل من خطورة المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، في العراق وسورية واليمن ولبنان، على أمن دول الخليج، معتبراً أن مواجهة "أذرع إيران في المنطقة" أمر يجب أن تتحمله دول الخليج وحدها.
اقرأ أيضاً: "لوموند": واشنطن تجاهلت عمدا تمدد "داعش" في سورية
الأمر الذي جعل الرياض تتخذ خطوات عملية في اتجاهه، منذ قياداتها التحالف العربي في اليمن، ضد مليشيات الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى دعم المعارضة السورية المسلحة، التي تواجه الأسد، والقوات الإيرانية والمليشيات العراقية وحزب الله اللبناني المدعوم إيرانياً، الحزب الذي قامت السعودية بتصنيفه منظمة إرهابية، أخيراً، ودفعت باتجاه خطة مشابهة خليجية وعربياً.
أما في الشق المتعلق بالعلاقات الأميركية الأوروبية، فكانت التباينات مع واشنطن تتعلق بالملف السوري بالدرجة الأولى، وإن لم تكن اختلافات كبيرة مؤثرة في العلاقة كما هو الحال مع السعودية. فألمانيا وبريطانيا أطراف فاعلة في الاتفاق النووي الإيراني، لكنها ترى أن واشنطن قد تخاذلت عن مسؤولياتها في سورية، مما فاقم أزمة اللاجئين بالنسبة لألمانيا، وعزز مشكلة الإرهاب، التي تؤرق المملكة المتحدة. كما طالبت لندن مراراً بخطوات أكثر فاعلية، في الملف السوري، ومواجهة "داعش" وسط تكهنات بأن بريطانيا من الدول الداعمة لتلويح الرياض بالتدخل عبر قوات برية في سورية لمحاربة "داعش".