البرلمان العراقي يعقد جلسته الأولى اليوم... وكتلتان تدعيان امتلاك الأغلبية لتشكيل الحكومة
يعقد البرلمان العراقي الجديد، اليوم الإثنين، جلسته الأولى، والتي يتوقع أن تكون صاخبة، في ظل وجود كتلتين متنافستين تدّعي كل منهما أنّها "الكتلة الكبرى" التي تمتلك حق تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال مصدر برلماني مطلع لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجلسة ستعقد برئاسة أكبر الأعضاء سنّاً هو محمد علي زيني، على أمل انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب وفقاً للدستور"، مشيراً إلى "اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لعقد الجلسة".
ويتوقع أن تكون جلسة، اليوم الإثنين، مكتملة النصاب، في ظل وجود معسكرين متنافسين يريد كل منهما إثبات أنّه يمتلك الأغلبية البرلمانية، وهي سابقة لم تشهدها البرلمانات العراقية، منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.
وبعد نحو ساعتين، أمس الأحد، على إعلان تحالف "النصر" برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مع تحالف "سائرون" برئاسة رئيس التيار الصدري مقتدر الصدر، تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، والتي فاق عدد أعضائها 170 نائباً (من أصل 328 مقعداً)، عقدت الجبهة المناوئة المتمثلة بائتلاف "دولة القانون" برئاسة نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، وتحالف "الفتح" برئاسة هادي العامري (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي)، وأحزاب أخرى، اجتماعاً استمر حتى وقت متأخر، أعلن المالكي في نهايته عن انبثاق "تحالف البناء" الذي يضم 145 نائباً، لتشكيل "الكتلة الكبرى".
وقال المالكي، في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، إنّ "التحالف الجديد سيمثّل الكتلة البرلمانية الكبرى في جلسة البرلمان الأولى المقررة (اليوم) الإثنين"، مضيفاً أنّ "التحالف سيتضمن توقيعات النواب المنضوين فيه، ولن يقتصر على توقيعات رؤساء الكتل كما في الطرف الآخر"، في إشارة إلى "تحالف النواة" الذي أعلنه العبادي والصدر، بموافقة رؤساء كتل رئيسية.
وحضر الاجتماع بالإضافة إلى المالكي والعامري، كل من رئيس كتلة "عطاء" المنشق عن تحالف "النصر" فالح الفياض، ورئيس "المشروع العربي السني" خميس الخنجر، والسياسي عن محافظة الأنبار أحمد أبو ريشة، ورئيس كتلة "الجماهير" محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري (أبو مازن)، ورئيسة كتلة "إرادة" حنان الفتلاوي.
إلى ذلك، قال عباس الموسوي مستشار المالكي، إنّ جلسة البرلمان الجديد، اليوم الإثنين، "ستثبت من هو الطرف القادر على تشكيل الكتلة الكبرى على الأرض"، مضيفاً، خلال مقابلة متلفزة، أنّ "جناح المالكي هو الأقدر على تشكيلها".
وأشار إلى أنّ "انشقاق فالح الفياض عن ائتلاف العبادي، والتحاقه بمعسكر المالكي، منح الكتلة الكبرى فرصة للتشكّل"، متوقعاً أن تشهد جلسة اليوم "ترشيح واختيار رئيس جديد للبرلمان".
في المقابل، أكد عضو تحالف "سائرون" أمين الشمري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "معسكر العبادي – الصدر هو الأقوى، وسيكون قادراً على تشكيل الكتلة الكبرى بشكل فعلي خلال جلسة البرلمان"، موضحاً أنّ "هذا المعسكر تشكّل على أسس وطنية، وتبنّى منهجاً يريد ألا يعيد العراق إلى حكومات المحاصصة الفاشلة".
ووفقاً لنتائج الانتخابات، التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي، حصل "تحالف سائرون" على 54 مقعداً، يليه "تحالف الفتح" بواقع 47 مقعداً، ثم "النصر" بزعامة العبادي بواقع 42 مقعداً، تليها كتل "دولة القانون" بزعامة المالكي، و"الوطنية" بزعامة إياد علاوي، و"الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، بنتائج متقاربة.